عالم أشد حرارة يعني مناخًا أكثر تطرفًا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

عالم أشد حرارة يعني مناخًا أكثر تطرفًا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عالم أشد حرارة يعني مناخًا أكثر تطرفًا

الفليبين - المغرب اليوم

في الوقت الذي كان العالم يستعد لأكبر عملية تدمير يحدثها غضب الطبيعة في الفليبين، كان الديبلوماسي الفليبيني ناديريف سانو يستعد لرئاسة وفد بلاده إلى مباحثات في العاصمة البولندية وارسو.وسانو، هو عالم ورئيس اللجنة الوطنية للمناخ في الفليبين، وقد غادر العاصمة مانيلا إلى وارسو قبل ساعات فقط من اكتشاف سعة وقوة إعصار "هايان" المدمر.وفي وارسو، علم الديبلوماسي الشاب أن أقوى إعصار سجلته الأرصاد الجوية حتى الآن، قد ضرب بلاده قاتلاً الآلاف من السكان ومشرداً الملايين منهم. وبالرغم من ذلك، صعد إلى المنبر بخطوات متوترة أمام 190 مندوباً من دول العالم، وألقى كلمة حماسية ربط فيها بين إعصار "هايان" والتغير المناخي الذي أحدثه نشاط الإنسان.وهاجم سانو الدول الغنية، داعياً الرافضين لنظرية التغير المناخي إلى الذهاب إلى بلاده ليروا بأنفسهم حجم الكارثة. وعندما عاد إلى مقعده، أجهش المفاوض الفليبيني بالبكاء، وحصد لحظة وقوف عارمة من الحضور.ما قام به سانو لم يكن عبارة عن عرض مسرحي ديبلوماسي أو انتقاد صحيح من قبل مندوب دولة نامية للمباحثات المناخية، التي تسير كالسلحفاة منذ أعوام، ومن المرجح ألا تفضي إلى شيء في العام 2015 موعد اختتامها.فالقليل من الحاضرين في وارسو علموا أنه في الوقت الذي كان سانو يلقي كلمته، كان شقيقه يحفر في أنقاض الدمار في بلدة تالكوبان لإنقاذ الضحايا، ولم يكن يعرف الكثير عن مصير أقاربه الذين طالهم الإعصار.وأعلن سانو، الذي يعرف عن نفسه على حسابه على موقع "تويتر" بأنه "فيلسوف" و "ثائر"، أنه سيبدأ إضراباً عن الطعام طوال فترة انعقاد المباحثات في وارسو، التي بدأت في 11 من الشهر الحالي، وتنتهي في الـ22 منه. وانضم إليه 30 ناشطاً حتى الآن.وأعاد خطاب سانو تأجيج السجال المتصاعد حول العلاقة بين الأحداث المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري.وفي الحقيقة، يفترض المنطق العلمي ترابطاً بين إعصار "هايان" وعالم أشد حرارة. فالعواصف تستمد قوتها من المحيطات. والمحيطات، التي أصبحت أكثر دفئاً نتيجة الاحتباس الحراري، ستولد عواصف خارقة كإعصار "هايان".وتشير الأبحاث العلمية الحديثة إلى أن حرارة مياه المحيط الهادئ آخذة بالارتفاع بسرعة هي الأقوى منذ عشرة آلاف سنة. وإذا تبخرت الحرارة الإضافية المحبوسة في المحيطات، فستزداد حدة العواصف. وباختصار فإن "عالماً أشد حرارة يعني مناخاً أكثر تطرفاً".ويقول مدير "معهد التغير المناخي" في جامعة أستراليا ويل ستيفن إن "الأعاصير المدارية تأخذ قوتها الهائلة من حرارة المياه، وبما أن مياه أسطح المحيطات والبحار آخذة بالارتفاع، فهذا دليل مباشر لمدى تأثير التغير المناخي على طبيعة الأعاصير".ويضيف رئيس مجموعة "كلايمات دايناميك" في جامعة أوكسفورد مايلز آلن أن "الاتفاق السائد هو أن الاحتباس الحراري لا يسبب حتى الآن ارتفاعاً في حدة خطر الأعاصير، ولكن هناك أدلة علمية ملموسة ترفع من احتمال حصول أعاصير أشد ضراوة في المستقبل".ويفتح التطور العلمي اليوم المجال أمام أساليب تقنية جديدة لتحديد حجم المتغيرات وأسبابها في أي حدث مناخي. ويقول الباحث في وزارة الطاقة الأميركية جايمس برادبوري إنه "كان يصعب في السابق نسب أي حدث طبيعي معين إلى التغير المناخي بسبب الطبيعة العبثية والعشوائية للأحداث المناخية التي تحصل في العالم"، مؤكداً أن "العلماء أصبحوا قادرين اليوم، بفضل تقنيات البحث الحديثة وأنظمة جمع المعلومات المتطورة، على رصد الترابط بين الأحداث المناخية المتطرفة والتغير المناخي".وحالياً، تزداد البراهين، التي تؤكد أن التغير المناخي سوف يزيد من نسبة حصول موجات الحر والجفاف والأعاصير في المستقبل.وتؤكد دراسة أجراها البروفسور كيري إيمانويل من معهد "ماساشوسيتس للتكنولوجيا" أن الأعاصير القوية من الفئة الثالثة إلى الخامسة سوف تزداد حدتها نتيجة التغير المناخي، وان الزيادة في نسبة الأعاصير المدارية سوف تتركز غرب المحيط الهادئ الشمالي، أي في المنطقة التي ضربها إعصار "هايان".و"هايان" ليس سوى الإعصار الثالث الأقوى الذي يضرب الفليبين خلال عام واحد، وقد سبقته موجة من الأعاصير الخفيفة.لقد دعا الديبلوماسي الفليبيني إلى إعادة تعريف مصطلح "الكوارث المناخية". وهو يقول إنه لم يعد بالإمكان تسميتها كوارث "طبيعية"، في الوقت الذي تخضع فيه إلى نشاط إنساني متزايد يؤدي إلى "التغير المناخي".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم أشد حرارة يعني مناخًا أكثر تطرفًا عالم أشد حرارة يعني مناخًا أكثر تطرفًا



GMT 16:24 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

عواصف رعدية "تؤذي" تاج محل

GMT 15:39 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

سقوط البرد والثلوج على عدة مناطق بالأردن

GMT 20:48 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس 13 فبراير

GMT 07:55 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

توقعات أحوال الطقس اليوم الأربعاء في المغرب

GMT 06:38 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

توقعات أحوال الطقس اليوم الثلاثاء في المغرب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya