وكالات
قال باحثون إن زيادة حرارة الأرض تسهم في التغير البطيء لأنظمة البيئة والطبيعة، وإن دراسة جديدة لهم بينت أن براعم زهور الربيع تتفتح قبل موعدها، إذا كان الربيع دافئا (سجل فيه ارتفاع لدرجة الحرارة عن سابقه) .
وأضاف هؤلاء في دراستهم، التي نشرت نتائجها في دورية «بلوس ون» الأميركية العلمية، أن تحليلهم بيانات متراكمة على مدى 196 عاما، حول موسم تفتح الأزهار في المناطق الأميركية، التي تشهد تغيرا في الحرارة، خلص إلى أن هناك تغيرات في تفاصيل فصل الربيع، وبعض مظاهره.
وقالت اليزابيث إلوود الباحثة في جامعة بوسطن، وعضو الفريق الذي قام بالدراسة، إن «رصد البيانات عن درجات الحرارة، بين عامي 2010ـ 2012، وتحليلها أظهر أن موسم تفتح الأزهار يأتي كل سنة مبكرا».
وقد وضع عالم الطبيعة هنري ديفيد ثوريو، أشهر علماء القرن الـ19 كتابه «والدن»، عن السنوات التي عاشها بمنطقة والدن يوند في مقاطعة كونكورد بولاية مساتشوسيتس، وتحدث فيه بالتفصيل عن بعض مراحل حياته، وفي فصول وأوقات معينة من السنة، وإليه يعود الفضل في وضع أول جداول موثقة بالتواريخ والمواعيد لموسم تفتح الزهور، لمعظم الأنواع المعروفة منها. وفي 1935، وضع عالم طبيعة آخر هو ألدو ليوبولد، جداول مماثلة عن موسم تفتح الأزهار لموقع يسمى «ذا تشاك» قرب نهر ويسكونسن.
غير أن الباحثة إلوود قالت إن أحداً ـ قبل جهد فريقها ـ لم يقم بعملية تحليل منهجية منتظمة وكاملة لبيانات جداول والدن وليوبولد، ويقارنها بمواسم تفتح الأزهار في السنوات الأخيرة، وما يطرأ عليه من ارتفاع في الحرارة بفصل الربيع.
وأضافت أن زملاءها أجروا عمليات مقارنة بين مواعيد تفتح الأزهار، ودرجات الحرارة في فصل الربيع بالنسبة لـ32 نوعا من الأزهار على مدى سنوات طويلة، فوجدوا أنه كان هناك ارتفاع مستمر ومطرد في درجة الحرارة، على امتداد 161 عاما، وأنه منذ عهد جداول والدن بوند، كانت هناك زيادة بمعدل 3.4 درجات مئوية، وأن موسم تفتح الأزهار تقدم بمعدل 20 ـ 21 يوما عن موعده في عهد ثوريو. وبالنسبة لجداول موقع «تشاك»، فقد تم تسجيل فارق بزيادة 1.7 درجة مئوية.
منذ تلك السنوات، وحتى نهاية 2012، وأن موسم تفتح الأهار جاء مبكرا 24 يوما، عما كان عليه في عهد ليوبولد. من جانبها، قالت عالمة شؤون المناخ والتغير البيئي بجامعة بريتيش كولمبيا، الباحثة اليزابيث والكوفيتش، إنه رغم أن الدراسة اقتـصرت على موقعين أمـيركيين، فإن لها تطبيقات على نماذج في الخارج.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر