ضربت هزات ارتدادية قوية النيبال الاحد ما اثار الذعر بين الناجين من زلزال السبت الذي بلغت حصيلة قتلاه 2500، كما تسببت بانهيارات ثلجية في جبل ايفيرست، فيما تواصل فرق الاغاثة البحث بين انقاض العاصمة المدمرة كاتماندو.
واثارت الهزات الارتدادية الذعر بين الناجين الذين لجأوا اصلا الى شوارع العاصمة ليخيموا فيها بين انقاض المباني التي تهاوت نتيجة زلزال السبت (7,8 درجات)، اسوأ كارثة طبيعية في النيبال منذ 80 عاما.
واضطر العاملون في المستشفيات التي استقبلت ضحايا الزلزال الى اخلاء المباني خوفا من اي انهيارات.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة اوكسفام استراليا هيلين سيزوكي لفرانس برس ان "الكهرباء مقطوعة والمستشفيات مزدحمة ولم يعد هناك مجال لوضع المزيد من الجثث في المشارح".
الى ذلك افاد متسلقون ان الهزات الارتدادية تسببت بانهيارات ثلجية جديدة في جبل ايفيرست مباشرة بعدما نقلت طوافات المصابين من انهيار ثلجي ضرب مخيما للمتسلقين السبت وقتل 18 شخصا.
وبسبب الحادثة الاسوأ في تاريخ جبل ايفيرست، والتي حصلت بعد عام على انهيار ثلجي قتل فيه 16 دليلا، الغي موسم التسلق الذي كان ينتظر ان يشارك فيه 800 متسلق.
وقالت مديرة مكتب وكالة فرانس برس في النيبال امو كانامبيلي ان ست مروحيات استطاعت الوصول الى الجبل الاحد اثر تحسن الاحوال الجوية. وكتبت في رسالة نصية ان "الناس كانوا ممددين على نقالات اثناء هبوط المروحيات"، موضحة ان "الجو صاف وهناك القليل من الثلج".
واظهرت صور التقطها مدير قسم التصوير في الوكالة في جنوب آسيا روبيرتو شميدت كتلا ثلجية وحطاما في مخيم المتسلقين.
وتوالت عروض المساعدة من كافة انحاء العالم، وواصلت عشرات المنظمات والحكومات ارسال المساعدات من الكلاب البوليسية الى المستشفيات الميدانية. وارسلت الهند 13 طائرة عسكرية محملة باطنان من الاغذية والاغطية ولوزام اخرى.
واعلن مركز عمليات الطوارئ الوطني، ومقره كاتماندو، عن ارتفاع حصيلة القتلى في النيبال الى 2430 فضلا عن 6000 جريح.
ومن جهته اشار مسؤولون في الهند الى ان حصيلة القتلى وصلت الى 67، كما نقل الاعلام الرسمي الصيني مقتل 18 شخصا في منطقة التيبت.
وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية النيبالية كمال سينغ بام "لقد وضعنا كل امكاناتنا في عمليات البحث والاغاثة". واضاف "ارسلنا مروحيات الى المناطق النائية ونبحث بين انقاض المباني المنهارة عن ناجين".
وتسببت الهزات الارتدادية بتعليق العمل في مطار كاتماندو لساعة واحدة واضطر المراقبون الجويون الى اخلاء مراكزهم. كما اجبرت بعض الطائرات على العودة ادراجها قبل الهبوط.
وافاد مراسلو فرانس برس في كاتماندو ان هزات ارتدادية سجلت خلال النهار واشدها عند الفجر بقوة 6,7 درجات.
وفي كاتماندو، ادى الزلزال الى انهيار برج دارهرا التاريخي، احد المعالم السياحية في وسط العاصمة. وقالت الشرطة انه "يُعتقد ان 150 شخصا كانوا في البرج اثناء حصول الكارثة بالاعتماد على مبيعات بطاقات الدخول".
وقال المسؤول المحلي في الشرطة بيشوا راج بوخارل لفرانس برس "انتشلت 30 جثة على الاقل. ليس لدينا عدد ناجين ولكن تم انقاذ 20 مصابا". وتابع "لم ننته من عملنا هنا، عمليات الاغاثة مستمرة"، مشيرا الى انه "في الوقت الحالي لسنا بموقع يسمح لنا تقدير عدد المحتجزين".
وفيما تبحث فرق الاغاثة بين الانقاض، غصت مستشفيات المدينة بالمصابين الذين يعانون من كسور في اطرافهم.
ومن جهته شرح سمير اشاريا، الطبيب في مستشفى انابورنا للامراض العصبية "عالجنا الكثيرين منذ البارحة، وغالبيتهم من الاطفال"، مضيفا ان "غالبية المرضى يعانون من اصابات في الرأس او كسور. مات اثنان من مرضانا وآخران في حالة حرجة".
واشار اشاريا الى ان الاطباء يعملون في خيمة نصبت في موقف سيارات بسبب تزايد عدد الجرحى كما ان بعض المرضى يخشى البقاء في المبنى.
وفي مستشفى "بير" في العاصمة، روى مراسل لفرانس برس مشاهداته حيث رأى اقرباء ضحايا يتجمعون حول الجثث ويحاولون ابعاد الحشرات عنها.
وجرت اول عملية حرق جثث في ولاية باشوباتيناث خارج كاتماندو.
وروى متسلقون الذعر في المخيم على سفوح ايفيرست الذي تضرر كثيرا، ووصف احدهم الانهيار الثلجي بـ"الضخم".
وقال تولسي غوتام، من دائرة السياحة التي تمنح التصريحات للمتسلقين، "نقلنا جوا 52 شخصا من المخيم، 35 منهم احضروا الى كاتماندو".
وروى جورج فولشام، احد المتسلقين من سنغافورة، "لقد ركضت كثيرا وكنت ارى موجة الثلوج وكأنها مبنى من خمسين طابقا يسقط باتجاهي".
وتابع "اصبحت عاجزا عن التنفس، وظننت اني افارق الحياة (...) لا اصدق ان موجة الثلج عبرت من فوقي وخرجت منها سالما".
وفي العام 1988 ضرب زلزال بقوة 6,8 درجات شرق النيبال واسفر عن مقتل 721 شخصا، فيما قتل زلزال آخر بقوة 8,1 درجات 10700 شخص في الهند والنيبال في العام 1934.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر