مراكش – المغرب اليوم
أكد المشاركون في المناظرة الدولية الأولى حول "الأراضي الأفرو-متوسطية"، التي نظمتها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط يومي 18 و19 كانون الأول / ديسمبر الجاري في مراكش، بتعاون مع المعهد الوطني للبحث الزراعي ومنظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، أن التربة السليمة أساسية لضمان استمرار نمو النباتات الطبيعية والمهيأة لتوفير الأعلاف والألياف والوقود والمنتجات الطبية.
وأوضح المشاركون أن التربة السليمة نظام إيكولوجي حي ودينامي يزخر بكائنات دقيقة وكائنات أكبر تؤدي الكثير من الوظائف الحيوية، التي تشمل تحويل المواد الميتة والمتحللة وكذلك المعادن إلى عناصر مغذية للنبات، ومكافحة الأمراض النباتية والحشرات والآفات العشبية، وتحسين بنية التربة.
وركزت الندوة على إدارة التربة، بما يستوفي الاستدامة كعامل أساسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لما للتربة من مكانة محورية في بقاء الحياة والغذاء والمياه.
ودعا المشاركون إلى العمل على الترويج للإدارة المستدامة للتربة، بالحكامة اللائقة والاستثمارات السليمة، بالنظر إلى أن تدهور التربة في كثير من الحالات هو السبب المباشر لسوء إدارة التربة.
وأجمعوا على أن التربة هي الأساس الذي تقوم عليه النظم الغذائية والتنمية الزراعية، لأن لها دورا حاسما في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير التغذية، وأن التربة عامل أساسي لاستمرار الحياة على وجه الأرض، والاعتراف بأهمية الإدارة المستدامة للتربة والدعـوة إلى تعزيزها ودعمها، إذ يمكن أن يسهم في تهيئة تربة صحيحة، وفي إيجاد عالم ينعم بالأمن الغذائي ونظم إيكولوجية مستقرة ومستغلة على نحو مستدام.
وتقدر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) أن ثلث الأراضي تدهور بفعل التآكل والتراكم والتصلب والملوحة، وانخفاض المادة العضوية وزيادة التحمض والتلوث، إضافة إلى ظواهر أخرى، تسببها ممارسات الإدارة غير المستدامة للأراضي، مشيرة إلى أنه إذا لم يحصل تبني مقاربات جديدة على المستوى العالمي، فإن مجموع الأراضي الصالحة للزراعة والمنتجة لن تمثل في 2050 سوى ربع المستوى الذي كانت عليه سنة 1960.
وتشير أحدث الإحصائيات العلمية إلى أن ما يزيد عن 33 في المائة من التربة بالعالم تتراوح حالتها بين متوسطة التدهور إلى متدهورة للغاية، والطلب على الغذاء يزداد.
وشكل تحقيق الأمن الغذائي للجميع عنصرا محوريا في جهود "الفاو" لتمكين بني البشر من الحصول دائما على ما يكفيهم من الأغذية الجيدة، للتمتع بحياة طبيعية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر