دمشق ـ ريم الجمال
أوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنه في الوقت الذي يعاني فيه سكان بلدان الشرق الأوسط من نقص المياه، إلا أن العنف المتزايد في الأعوام الأخيرة، بالإضافة إلى انخفاض هطول الأمطار، جعل الحصول على المياه النظيفة أمرًا صعبًا، وخصوصًا في سورية التي تعاني من نزاع مدمر دخل عامه الرابع.
وذكر تقرير أصدرته اللجنة الدولية، في جنيف أنه مع النقص الذي شهده هطول الأمطار في سورية خلال الشتاء الماضي، فإن وصول المياه النظيفة إلى كثير من السكان أصبح صعبًا جدًا، وإن آثار انعكاسات نقص المياه على الداخل السوري وعلى البلدان المجاورة لسورية والتي تستضيف أعدادًا هائلة من اللاجئين السوريين صارت واضحة.
ويؤكد منسق البرامج في اللجنة الدولية للصليب الأحمر مايكل تلحمي، في التقرير، أنه في الوقت الذي يتوقع أن يحقق محصول القمح الذي يزرع في المقام الأول في الجزء الشمالي الشرقي من سورية معدلاً قياسًا في انخفاضه هذا العام، فإن هذا سيعنى أن سورية ستصبح أكثر اعتمادًا على استيراد المواد الغذائية وبالتالي ستكون عرضة بشكل حاد إلى أي ارتفاع في أسعار الغذاء العالمية وبما قد لا يجعل لدى المواطن في سورية القدرة على تحمل أسعار المواد الغذائية للحصول عليها.
ولفت التقرير إلى أنه حتى بالنسبة للسوريين الذين ما زالوا يعملون في الزراعة على الرغم من الصراع الدائر، فإن العائد المنخفض وانخفاض الدخل جنبًا إلى جنب مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي يضطرون لشرائها حين لا يكفى ما أنتجوه وبما يصعب يوما بعد يوم من فرص حصولهم على قوتهم، فإن كل ذلك وحسب التقرير يجعل من عوامل الاستقرار التي كانت متوفرة لهذه الفئة من السكان في سورية أمرا لم يعد متوفرًا في الغالب.
كما نوهت اللجنة إلى أن انعكاسات نقص المياه في المنطقة انعكس بشدة من الصراع السوري إلى الدول المجاورة، وفي الوقت الذي يعرف الأردن بأنه من أكثر البلدان في العالم التي تعانى من ندرة المياه فإن أعداد اللاجئين السوريين الهائلة التي لجأت إلى الأردن جعلت الضغط على موارد المياه كبيرا للغاية وبالتالي كانت هناك زيادة في تكلفة المياه والتي قد تتسبب بالتالي في زيادة أسعار تكاليف الغذاء ومضاعفة الأعباء على المجتمع بأسره سواء المقيمين أو اللاجئين.
وعلى صعيد متصل، ذكر التقرير أنه على الرغم من إمدادات المياه الوفيرة نسبيًا في لبنان إلا أنه بعد أعوام من قلة سقوط الأمطار فإن التحدي في لبنان للحفاظ على نوعية المياه وتوافرها مع الأعداد الكبيرة للاجئين السوريين الذين فروا إلى لبنان أصبح أمرًا يحتاج الكثير من الجهد، ولفت الصليب الأحمر إلى أنه يعمل بالتنسيق مع المجالس المحلية في لبنان لتطوير محطات المياه وتلبية احتياجات المقيمين واللاجئين أينما كانوا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر