السويداء ـ سانا
تتميز بلدة المزرعة الواقعة على حدود منطقة اللجاة وإلى الغرب من مدينة السويداء بحوالي 12 كم بمناخها الجميل المعتدل وبمواقعها الأثرية العديدة التي تزخر بها البلدة والتي تتمثل بالمساكن والقصور والمنشآت الرومانية وأقنية المياه والخزانات والعديد من الآثار الرومانية.
وكانت البلدة تسمى قديما السجن نسبة لروايتين الأولى تذكر أن هناك نبع ماء قديما انقطع ماؤه فقيل عنه سجن والثانية أن هناك سجنا قديما فيها أما حديثا فتحول اسمها إلى المزرعة لوجود عين المزرعة القريبة منها ذات الماء العذب ويكللها الخضار دوما.
ويشير الباحث في آثار المنطقة اسماعيل الملحم إلى أن عين المزرعة كانت مياهها تنبع من تحت الطريق الرئيسي الذي يصل مدينة السويداء ببلدة المزرعة وتجري في قناة مكشوفة لمسافة 2 كم لتصب في بركة داخل البلدة فيقصدها الناس للاستفادة منها لأغراض الشرب كما كان يستفاد من هذه المياه في قناة أخرى لإرواء المواشي والحيوانات لافتا الى أن مياه العين كانت تكفي لإرواء البلدة والقرى المجاورة أحيانا وانه في ثلاثينيات القرن الماضي جرت مياه العين في أنابيب إلى وسط البلدة حيث كانت المياه الزائدة تجري في قناتين إحداهما باتجاه المطخ الذي أقيم بدلا منه اليوم الموقف الرئيسي للبلدة و الثانية كانت تصب في بركة أقيم على أرضها اليوم معمل السجاد اليدوي.
وبالقرب من عين الماء وقعت معركة المزرعة الشهيرة التي جرت ضد المستعمر الفرنسي في 2و3 آب عام 1925والتي كانت من أهم معارك الثورة السورية الكبرى و في عام 1970 تم إقامة نصب تذكاري لشهداء تلك المعركة على يسار الطريق الممتد غربا إلى البلدة.
بدوره يبين رئيس مجلس بلدة المزرعة عماد العقباني أن بلدة المزرعة تشتهر بالعديد من المواقع الأثرية حيث تعاقبت عليها العديد من الحضارات الرومانية واليونانية وصولا إلى الأنباط ما جعل منها متحفا في الهواء الطلق يزخر بآثار الحضارات القديمة التي يمتد عمرها إلى آلاف السنين والتي مازالت شاهدة على تاريخ هذه البلدة وجذورها المثبتة في التاريخ ومن أشهر تلك الآثار بقايا كنيسة وبرج قديم يعودان للعصر الروماني وبرج أثري يعود لفترة البرونز الوسيط.
ويلفت العقباني إلى أن بلدة المزرعة تحتوي على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة التي يزرع فيها القمح والشعير والبقول والأشجار المثمرة مثل الزيتون واللوزيات حيث يعتمد سكانها البالغ عددهم أكثر من 11 ألف نسمة في معيشتهم على زراعة المواسم الحقلية و الأشجار المثمرة خاصة أشجار الزيتون بالإضافة إلى تربية الأغنام والأبقار.
وتحتوي بلدة المزرعة على العديد من المنشآت الخدمية والتعليمية ومن بينها كلية الزراعة الثانية التي تقرر في موقعها إقامة نواة لجامعة السويداء بالإضافة إلى معهد زراعي ومعهد لتقنيات حاسوب وثلاث مدارس ابتدائية ومدرسة للتعليم الأساسي وثانوية عامة إلى جانب مركز صحي ومعمل للسجاد اليدوي وشعبة للهلال الأحمر العربي السوري.
يشار إلى أن بلدة المزرعة يحدها من الشرق قرية المجدل ومن الشمال قريتا جديا و نجران ومن الغرب قرى سميع و صما والطيرة و من الجنوب قريتا الثعلة وولغا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر