صنعاء - سبأ
بدأت وزارة الزراعة والري في اليمن الاعتماد على نبات الكينوا كمحصول غذائي غني بالبروتينات، مقارنة بمحاصيل الحبوب الغذائية للاستفادة منه في رفع مساهمة قطاع الزراعة في الأمن الغذائي وتحسين الدخل المعيشي للمزارعين والحد من الفقر.
وأوضح وزير الزراعة والري فريد مجور أن الوزارة نفذت عن طريق الهيئة العامة لتطوير تهامة وفرع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي بذمار تجارب حقلية حول محصول الكينوا الذي دخل اليمن لأول مرة ضمن المحاصيل الغذائية البديلة المتأقلمة والمقاومة للجفاف، والتي تتناسب زراعتها مع مختلف الظروف والمتغيرات المناخية.
ولفت إلى أن إكثار الكينوا كمحصول جديد يأتي في إطار مشروع إقليمي يشمل خمس دول منها اليمن بتمويل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ويستمر لمدة عامين، مبيناً أن المشروع يهدف إلى زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين تغذية الثروة الحيوانية.
وأكد الوزير مجور حرص الوزارة على توسيع ونشر زراعة المحصول نتيجة لطاقته الإنتاجية العالية، حيث يصل متوسط الطاقة الإنتاجية العالمية من محصول الكينوا إلى ستة أطنان للهكتار الواحد، متوقعاً أن يصل متوسط إنتاج اليمن منه إلى قرابة 3.5 طن للهكتار.
وأشار إلى أهمية نشر زراعة النباتات والأصناف الجديدة لتعويض التدهور والانقراض الذي تعرضت له عدد من النباتات البرية اليمنية بسبب عوامل التغيرات المناخية البناء والزحف العمراني على الأودية والقيعان الزراعية الخصبة.
وبدوره، أوضح أشار رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي اليمني منصور العاقل أن إدخال أصناف جديدة يأتي لمواجهة التحديات التي تواجهها التنمية الزراعية في اليمن وانقراض عدد من النباتات والحيوانات، مبيناً أن هناك أصناف محاصيل فواكه وخضراوات بدأت تختفي من الأسواق المحلية وتنعدم تدريجياً، ما يدعوا إلى أهمية الرجوع إلى المصادر الوراثية والاستفادة منها في عملية إكثار هذه الأصناف ونشر زراعتها.
ودعا إلى تضافر الجهود والعمل على تطوير البحوث في مجال التنوع الحيوي والبيئي والمصادر الوراثية وتوثيق البصمة الوراثية للمحاصيل، لافتاً إلى أن الأصول الوراثية مورد وطني هام بحاجة إلى الاهتمام والتطوير وتبني تمويل تنفيذ برامج فاعلة لتوثيق كافة الأصول الوراثية للمحاصيل والنباتات الطبيعية التي توجد في اليمن.
وأفادت منظمة «الفاو» في تقريرها عن حالة الموارد الوراثية النباتية في العالم والذي نشر أخيراً أن اليمن أبلغتها عن تآكل وراثي تعرضت له أصناف من الفواكه والحبوب الغذائية في السنوات الأخيرة الماضية، وأن أخطرها يتعلق بصنفي الدخن والقمح.
وبين تقرير وطني عن حالة الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة أن اليمن من أغنى بلدان شبه الجزيرة العربية بالمصادر الوراثية النباتية نتيجة لتنوع نباتاتها التي تصل إلى ما يزيد على 2.900 نوع تنتمي إلى 175 عائلة نبات مسجلة محلياً.
وأشار التقرير الذي أعده نخبة من الباحثين والأكاديميين المتخصصين في مجال الأصول الوراثية إلى أن العديد من المصادر الوراثية النباتية والزراعية في اليمن مهددة بالانقراض والتلاشي، وأوصى بضرورة إعداد برنامج فاعل لتوثيق وحفظ الأصول للموارد الوراثية المختلفة، باعتبارها ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها.
وذكر أن تحسين استخدام المصادر الوراثية النباتية في الزراعة أحد العوامل المساهمة في تعزيز كفاءة الإنتاج الزراعي ورفع قدرته على الاستجابة لتحديات الأمن الغذائي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر