تعتزم وزارة الزراعة والري رفع إنتاجية اليمن من محصول البن إلى 50 ألف طن خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأكدت الوزارة أنها اعتمدت حزمة برامج وخطط تنفيذية لإعادة إنعاش زراعة هذا المنتج الوطني والمورد الاقتصادي الهام الذي تعرض للإهمال في بعض مناطق زراعته.
وأوضح مدير عام الإرشاد والتدريب الزراعي المهندس ماجد المتوكل لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن خطة الارشاد في مجال زراعة البن تتضمن تنفيذ 40 حقل إيضاحي نموذجي مع تركيب شبكات ري حديثة خلال العام الجاري في 12 محافظة عبر الاجهزة الارشادية الميدانية.
ولفت إلى أن الوزارة ممثلة بالإدارة العامة للإرشاد والتدريب الزراعي نفذت وبتمويل صندوق تشجيع الانتاج الزراعي والسمكي برنامجين زراعيين هامين ركزا على نشر التقنيات والأساليب الحديثة لزراعة البن إلى جانب حقول إيضاحية إرشادية استهدفت المزارعين وأخرى في مجال شبكات الري الحديث ، كما تم تنفيذ حقول نموذجية إرشادية لإعادة تأهيل الاشجار المعمرة في أماكن زراعة البن.
وأكد مدير عام الإرشاد الزراعي ضرورة أن تحظى زراعة البن برعاية واهتمام وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال بما يسهم في الحد من الفقر وخلق مجالات عمل جديدة في الإنتاج والتسويق وصولا إلى رفع المستوى المعيشي لسكان الريف.
ووفقا لبيانات الإحصاء الزراعي بلغت انتاجية اليمن من ثمار البن خلال العام 2013م 19 ألفا و984 طنا من المساحة المزروعة البالغة 35 ألف و60 هكتارا ، وهو مؤشر بسيط مقارنة بإنتاجية العام 2009م التي بلغت 18 ألفا و924 طنا ومساحة مزروعة قدرها 34 ألف و497 هكتار .
وأوضحت البيانات أن محافظة صنعاء تصدرت قائمة المحافظات المنتجة للبن خلال العام 2013م بـ 7 آلاف و112 طنا من مساحة قدرها 11 ألفا و235 هكتارا، تلتها محافظة ريمة بـ 4 آلاف و139 طنا من مساحة بلغت 7 آلاف و715 هكتارا، ثم صعدة بألف و752 طنا من مساحة قدرها 3 آلاف و471 هكتارا.
إلى ذلك أشارت بيانات الجهاز إلى أن صادرات البن اليمني لعام 2013م بلغت ألفين و251 طنا بقيمة مليارين و426 مليون ريال ..لافتة إلى أن السوق السعودية جاءت في مقدمة المستوردين ، تلتها الولايات المتحدة الأمريكية ثم اليابان فالإمارات العربية المتحدة وبريطانيا وغيرها.
وعزا مدير عام الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة المهندس عبدالحفيظ قرحش انخفاض صادرات اليمن من البن خلال الأعوام الأخيرة إلى عوامل تتعلق بتقلص مساحة زراعته لصالح زراعة القات كونها تدر أرباحا كبيرة على مدار العام ،فضلا عن تزايد الاستهلاك المحلي للبن.
ولفت الى أن جفاف مياه الآبار ومؤشرات انخفاض منسوب المياه الجوفية يمثل عائقا كبيرا أمام توسع رقعة زراعة محصول البن في اليمن .
ووفقا لوزارة الزراعة يعد البن منتجا طبيعيا عضوي مائة بالمائة ما دفع بالوزارة إلى اتخاذ سياسات لتطويره تتضمن أنشطة وبرامج لتكثيف نظام حصاد مياه الأمطار وإدخال تقنيات الري الحديث وأنظمة الطاقة الشمسية ، وتعزيز أنشطة الإرشاد الزراعي لتحسين طرق زراعته وتقنيات ما بعد الحصاد من الجني والتجفيف والخزن.
ويصنف البن ضمن المحاصيل الزراعية النقدية الهامة كونه يدر أرباحاً طائلة تفوق تكاليف مدخلات الإنتاج ، فضلاً عن إسهامه في دعم الاقتصاد الوطني بالعملات الصعبة والأجنبية من عائدات تصديره إلى معظم أسواق العالم .
وتُحظى ثمار البن بمكانة خاصة في ذاكرة اليمنيين ويرتبط اسم اليمن تاريخيا بالبن الذي مثل أسطورة لمذاق مشهور تعود حقيقته لمنتج وطني ومورد اقتصادي هام بحاجة الى مزيد من الاهتمام والرعاية.
ونتيجة لجودة البن اليمني مقارنة بنظرائه في العالم حرصت كثير من الشركات على إطلاق اسم "موكا" على البن ، وسجلت اليمن بذلك حضوراً متميزاً على المستوى العالمي منذ أوائل القرن السادس الميلادي في هذا الجانب باعتبارها المصدر الأول للبن من خلال ميناء المخا، الذي حمل البن اسمه إلى كل أنحاء العالم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر