وجدة ـ إدريس الخولاني
وجه سكان حي الأندلس في وجدة العديد من المراسلات إلى الجهات المسؤولة، يشكون فيها من ظاهرة رعي المواشي في حيهم. ومن المعروف أن بعض الأحياء المجاورة لحي الأندلس تشهد انتشارًا لظاهرة تربية المواشي، وبما أن هذه الأحياء ضيقة الأزقة، تمر يوميا عشرات القطعان في هذا الحي، كما أنها تمر في الفضاء الأخضر، الذي يعتبر المتنفس الوحيد لسكان الحي.
ويستغل أصحاب قطعان الماشية وقت الصباح الباكر لاستباحة كل أخضر في حي الأندلس، بما في ذلك الأشجار والنباتات في واجهات المنازل وجوارها، ويضطر سكان الحي إلى تنظيف واجهات منازلهم مما تتركه قطعان الماشية من روث خلال مرورها، وإذا ما عبر أحد السكان عن تذمره من قطعان الماشية، تعرض للسب والشتم والتهديد من قبل أصحابها.
وتكررت شكاوى سكان حي الأندلس، دون أن تتحرك الجهات المسؤولة، لوضع حد لتحويل حي الأندلس إلى مرتع ومرعى، بما في ذلك من تهديد مباشر للمساحات الخضراء وللأشجار والنباتات، التي تحف ببعض المنازل. وتواجه عمال النظافة يوميًا صعوبات كثيرة في القيام بعملهم، لأن أرباب قطعان الماشية يسبقونهم لإفراغ حاويات القمامة كي تلتهمها ماشيتهم، علاوة على انتشار الحيونات الضالة، التي لا تخضع لمراقبة طبية، وهي تحمل العديد من الأمراض التي تنتقل إلى الماشية التي ترعى في المدار الحضري، وهذه الأخيرة تنقلها بدورها إلى من يستهلك لحومها، دون علم بطبيعة مراعيها.
ويتعين على الجهات المسؤولة فتح تحقيق عاجل وجاد وفعال في الموضوع، لوضع حد لظاهرة تربية الماشية في المدار الحضري، ورعيها في محيط الأحياء السكنية، كما هو الحال بالنسبة لحي الأندلس. وإن تجاهل شكاوى سكان حي الأندلس يعتبر استخفافا بهم، وبالمواطنة التي ينص دستور البلاد وقوانينها على احترامها، وصيانة كرامتها وحقوقها، بما في ذلك حق العيش الآمن دون تهديد، مهما كانت طبيعته. وينوي أهالي حي الأندلس، في حال استمرار تجاهل شكاواهم، التوجه إلى جهات مسؤولة عليا لإبلاغها بمعاناتهم، وطلب إنصافهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر