سلطات اسلام اباد تشن حربا على مدن الصفيح
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

سلطات اسلام اباد تشن حربا على مدن الصفيح

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سلطات اسلام اباد تشن حربا على مدن الصفيح

اسلام اباد - أ.ف.ب

تجول مرجان المتشحة بشال احمر والحزن يعصر قلبها بين انقاض مدينة الصفيح التي كانت تقيم فيها وقد جرفت حديثا.. فسلطات العاصمة الباكستانية اسلام اباد اعلنت حربا على هذه الاحياء الفقيرة التي يقطنها خصوصا مسيحيون ولاجئون افغان الا ان هؤلاء باشروا رص الصفوف لمقاومة هذه الاجراءات. فقد اتت الجرافات والحفارات التي ارسلتها البلدية فجر الرابع عشر من نيسان/ابريل محولة مجموعة من الاكواخ المبنية بطريقة غير قانونية في حي "اي-10"، الى كومة انقاض. على انقاض هذه الاكواخ المتداعية التي بنيت قرب خط للسكك الحديد وتحت خطوط للتوتر العالي، لم يبق سوى اطفال وسخين يحوم عليهم الذباب وهم يركضون وراء بعض الابقار. وقد انهار عالم مرجان (70 عاما) المتواضع امام عينيها الزرقاوين. وهي تقول بصوت عصرته الدموع "لقد سحقونا". في باكستان يعيش قليلو الدخل ولاجئو الحرب الافغانية والنازحون من عنف شمال غرب البلاد في مدن صفيح تسمى "كاتشي ابادي" مصنوعة من حجر الاجر والاسمنت والخيام تعبرها ازقة متعرجة ومجارير في الهواء الطلق. في اسلام اباد التي بنيت اعتبارا من الستينات، وعدت السلطات جرف او اخلاء 14 من مدن الصفيح هذه التي تعتبرها مخيمات غير قانونية او معاقل ارهابية، من دون دفع اي تعويضات. وقد قرنت القول بالفعل في 14 نيسان/ابريل من خلال جرف اول مدينة صفيح وهي التي كانت تسكن فيها مرجان. وكانت مدينة الصفيح هذه قد خرجت للتو من مجزرة فقبل خمسة ايام وعلى بعد امتار قليلة منها وقع انفجار في سوق ادى الى سقوط 24 قتيلا واكثر من مئة جريح وهو الاعتداء الاكثر دموية في العاصمة منذ العام 2008. وقد اقام بعض السكان رابطا بين الحادثين واعتبروا ان مؤامرة حيكت ضدهم بهدف تسريع هدم مدن الصفيح اذ رأت السلطات في الاعتداء سببا اضافيا ل"تنظيف" المنطقة على ما قالوا. وتقول مرجان وقد جلست تبكي بين الانقاض "الناس هنا هم كناسون وزبالون.. لكنهم يعاملوننا بقساوة. نحن لسنا ارهابيين ولصوصا وكفارا لكن تتم مهاجمتنا لاننا فقراء". على مقربة من هنا يجمع بعض الرجال حجارة الاجر لبيعها بعشرات الدولارات في البازارات كما لو انهم يبيعون منازلهم كقطع غيار، فيما تواصل جرافات عملها في مكان قريب. وتقول السيدة المسنة صاحبة الشعر الاشيب التي لا تزال مذهولة "لقد امضيت الجزء الاكبر من حياتي هنا انا مسنة وغير قادرة على العمل كخادمة ولا مكان اذهب اليه". واسلام اباد اطار جميل من الخضار تنتشر فيه منازل كبيرة تذكر بضواحي المدن الاميركية. لكن تنتشر في بعض الاماكن فيها ايضا مدن صفيح مكتظة يتكدس فيها قليلو الدخل وعدد كبيرم نهم من المسيحيين. ويقول برويز مسيح الذي يعمل حارسا امنيا في مدينة صفيح مسيحية في منطقة "جي-7" وهي مدرجة على قائمة الاخلاء القسري "الجميع خائف هنا" ويضيف غاضبا "لقد بنينا هذه المساكن بعرق جبيننا . ان كنا قد اقمناها بطريقة غير شرعية فلم لم تمنعنا البلدية من بنائها في الاساس؟"، متهما الموظفين الرسميين بانهم تقاضوا البخشيش من سكان المدينة. ويقول اسيم ساجد رئيس جمعية مدن الصفيح في باكستان "هؤلاء الاشخاص هم الذين يؤمنون سير المدينة فهم سائقون وطباخون وكناسون وخدم وعمال تنظيفات. اذا تم القضاء على هذه المخيمات فانها ستظهر مجددا بعد شهر باشكال اخرى اذ على هؤلاء الاشخاص ان يعيشوا في مكان ما". وهذا المكان هو الضواحي. وتوضح شايستا سهيل المسؤولة في بلدية اسلام اباد "على هؤلاء الاشخاص ان يدفعوا ايجارا وفي الضواحي ثمة شقق يرواح ايجارها بين ثلاثة الاف وخمسة الاف روبية (بين 30 و50 دولارا) في الشهر". وهو مبلغ كبير في بلد يجاور الحد الادنى الشهري للاجور فيه مئة دولار. وينبغي اضافة كلفة النقل للعمل في المتاجر والمنازل الفخمة في احياء وسط المدينة. في احشاء مدن الصفيح هذه، بدأت عناقيد الغضب تنضج. فقد تكاثرت في الاسابيع الاخيرة تظاهرات لا تلقى تغطية اعلامية كبيرة في محاولة لوقف عمليات الطرد. لكن من دون جدوى. ويؤكد يوسف مسيح باتي، القس في مدينة الصفيح"جي-7" المسيحية "ليس لدينا اسلحة رشاشة ولا بنادق نحن مسالمون انا اصلي من اجل الا يأتوا الى هنا". ويقول برويز وهو يرتجف "في حال اتت الجرافات الى هنا سنقف امامها".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلطات اسلام اباد تشن حربا على مدن الصفيح سلطات اسلام اباد تشن حربا على مدن الصفيح



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 00:58 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

جراح التجميل طوني نصار يبدأ رحلته الأولى في دبي

GMT 02:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُعادل رقم اللاعب مايكل أوين مع ليفربول

GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya