إنزركي منطقة جبلية وصلت شهرتها للعالمية بفضل العسل
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

إنزركي منطقة جبلية وصلت شهرتها للعالمية بفضل العسل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إنزركي منطقة جبلية وصلت شهرتها للعالمية بفضل العسل

أغادير - محمد الفقير

تسجل مبيعات العسل ارتفاعا غير مسبوق لما يعرفه الطلب من ضغط يمليه تغير أنماط الاستهلاك وتنوعها، ولا يبدو أن منحل إنزركي (حوالي 90 كلم شمال أكادير)، أكبر المناحل التقليدية الجماعية في العالم، قد توقف عن نشاطه المعهود وإن لم يعد طنين النحل يسمع من بعيد كما من ذي قبل. ويقع هذا المنحل، الذي يسمى أيضا تدارت أوكرام، في قلب الأطلس الكبير بضواحي منطقة أركانة على يمين الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين أكادير ومراكش على ارتفاع يقدر بـ 980 مترا في اتجاه الجنوب ليستفيد من أكبر قدر من أشعة الشمس، وسط فضاء غابوي متنوع وغني من الغطاء النباتي يتراوح بين الزعتر والأركان والنخيل والخزامي وغيرها من الأعشاب العطرية. ويتضمن هذا المخزن الجماعي للعسل، والذي تم إنشائه في 1850 ولو أن بداياته تعود إلى القرن الـ 17 حسب الرواية الشفوية، عددا من الخلايا الصغيرة التي شيدت بالطين على مستويات عدة يضم كل واحد منها رفوفا من أربع مجموعات متراصة يعلو بعضها بعضا. وقال مربي النحل إن هذه الأبنية كانت تضم 180 رفا من أربعة صفوف يعلو بعضها بعضا بما مجموعه 720 درجا يتسع كل واحد منها لثلاثة مناحل تصنع من القصب المضفور، أي بمجموع يصل إلى 2160 خلية. وتفيد معطيات مجلس سوس ماسة درعة بأن الإنتاج السنوي للعسل يصل على مستوى الجهة إلى 925 ألف كيلوغرام  (22 في المائة من الإنتاج الوطني) بمعدل 5 كلغ للخلية التقليدي و14 كلغ للخلية العصرية، علما بأن إنتاج العسل، الذي تفرزه أساسا النحلة السوداء والنحلة الصحراوية (فصيلتان معروفتان بمقاومتهما للأمراض وبإنتاجيتهما المرتفعة) يمثل ما قيمته 159 مليون درهم، أي 5 في المائة من ميزانية الجهة. ويضيف مربي النحل أن إنتاج العسل هو المورد الأساسي للعائلات هنا،  لاسيما وأن جهتنا المعروفة بتنوع غطائها النباتي الجبلي تنتج أجود أنواع العسل في المغرب بفضل مذاق الزعتر، مشددين على أهمية شق طريق معبدة لربط مناحل إنزركي بالطريق الرئيسية بغية تنمية السياحة والتسريع بإخراج مشروع إحداث دار العسل إلى حيز الوجود. وقدرت واردات المغرب في سنة 2010 بما مجموعه 1540 طنا من العسل، في مقابل 1820 طنا في العام السابق عليه، على اعتبار أن الإنتاج الوطني، الذي يتراوح ما بين 3500 و4000 طن سنويا حسب المواسم، لا يستجيب للطلب الداخلي الذي يظل أصلا ضعيفا بحيث لا يتجاوز معدل الاستهلاك السنوي 200 غرام للفرد. والحال أن الإقبال على العسل ومنتوجاته يتخذ بجهة أغادير، كما بغيرها من باقي المناطق المغربية، طابعا موسميا، لاسيما خلال شهري شعبان ورمضان، إلى حد أن أغلبية شركات بيع العسل تسجل خلال هذه الفترة أزيد من 60 في المائة من رقم معاملاتها. وبهذا الخصوص تحديدا، تشير التقارير الصادرة عن الجهات الرسمية إلى أن الطلب مرتفع جدا، ولكن الإنتاج لا يلبي الحاجات مع الأسف، مؤكدا أن عسل إنزركي اكتسب بفضل جودته سمعة عالمية وأصبح الطلب عليه يفد من الخارج، لاسيما من فرنسا. وبالنظر إلى واقع الحال، يعرب مربي النحل عن أسفهم لكون قرية إنزركي، التي كانت فيما مضى تضم حوالي 80 عائلة، ما عاد يقطنها غير ثماني أسر، مؤكدا أن حوالي 50 أسرة ما تزال تضع بين الحين والأخر خلايا بمناحل تادارت أوكرام التي لا تضم اليوم سوى حوالي 350 خلية في المجموع، لأن عددا من مربي النحل صاروا يؤثرون نقل منتوجاتهم إلى أماكن أخرى لأسباب ترتبط بالسلامة. يذكر أن مناحل إنزركي، التي شهدت في ثمانينات القرن الماضي، أولى عمليات الترميم، ولم تصمد كثيرا أمام الفيضانات العنيفة التي عرفتها المنطقة في سنتي 1990 و1996، والتي تسببت في انهيار أجزاء كبيرة من الأبنية، فيما أدى الجفاف وتدهور الغطاء النباتي إلى ترحيل النحالين للخلايا إلى جهات أخرى أكثر ملاءمة وأمنا، تاركين هذه المعلمة تقاوم لوحدها عوامل الزمن والإهمال. وفي عام 2006، شهدت هذه المناحل عملية ترميم أخرى بفضل دعم من برنامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في إطار تنمية السياحة القروية وهي العملية التي لم ترق على ما يبدو لعدد من النحالين لكونها اعتمدت على استبدال أغصان شجر العرعار الأصلية بشجر الأوكاليبتوس، ولم تحافظ على الطابع الأصيل للبناء ولا أخذت بعين الاعتبار مشكلة صرف مياه الأمطار. و يعتبر النشطاء المدنيون،  أن مناحل إنزركي تستحق، فضلا عن دورها كمخزن لإنتاج العسل لا جدال في أهميته، أن تكون موقعا متميزا كنقطة جلب مهمة للسياحة اعتبارا لما تختزنه من جاذبية خاصة.  وبينما تتواصل الاستعدادات لتنظيم الدورة السادسة لمهرجان العسل، يرى مربي النحل والنشطاء المدنيون أنه  من الضروري أن يشترك نحالو جهة أغادير وشركاء  السياحة والسلطات في العمل سويا على إعادة الجاذبية لمناحل إنزركي ولنحله والطنين الذي كان إلى عهد قريب يسمع من بعيد.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنزركي منطقة جبلية وصلت شهرتها للعالمية بفضل العسل إنزركي منطقة جبلية وصلت شهرتها للعالمية بفضل العسل



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 21:05 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شمس الكويتية وفيفيان مراد ودومنيك حوراني نجوم حفل لاكليه

GMT 10:28 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

صورة جديدة للفنانة ندى بسيوني برفقة دولفين

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 04:40 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

الصفاقسي يتلقى هزيمة جديدة في الدوري التونسي

GMT 21:25 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

أجمل شواطئ كرواتيا لقضاء صيف رائع

GMT 13:16 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

تمتعي بقضاء عطلة ملكية في فندق "قصر الشرق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya