بني ملال – المغرب اليوم
تسببت التساقطات الطوفانية ليومي السبت والأحد، الماضيين، في فيضان أودية عين أسردون وعين الغازي وسابك التي أغرقت مجموعة من الشوارع الرئيسية ببني ملال. وغمرت السيول مدارة ملتقى شارعي محمد الخامس ومحمد السادس في مدخل المدينة من جهة قصبة تادلة، رغم بناء قنطرة كبيرة لتصريف مياه الوديان، فيما انهار منزل بزنقة في وجدور في المدينة القديمة في شارع محمد الخامس، دون أن يخلف خسائر في الأرواح.
وعاش سالكو طريق شارع محمد الخامس باتجاه قصبة تادلة، لحظات عصيبة بعد التساقطات المطرية الأخيرة التي خلفت تدفق سيول جارفة، متسربة من وادي سابك الذي أصبح خطرا على حياة المواطنين ببني ملال، سيما مستعملي طريق قصبة تادلة أو القاطنين بالمدار الخارجي للمدينة.
وساهمت السيول الجارفة التي تدفقت بكميات كبيرة على مدخل المدينة، في انقطاع حركة السير ساعات، ما فرض تدخل عناصر الأمن الوطني والوقاية المدنية لمساعدة السائقين على اجتياز بعض الأماكن الخطيرة. كما ألحقت الفيضانات، غير المنتظرة، أضرارا في بعض الحقول الزراعية وأشجار الزيتون التي تساقطت بفعل انجرافات التربة التي عرت عن جذورها.ولم تسلم بعض الأحياء من أضرار السيول المحملة بالأحجار والأوحال، سيما الموجودة بمدخل المدينة، ضمنها حي المسيرة 2 والحنصالي وقصر غزافات.
وظهرت تشققات على بعض المباني بوسط المدينة القديمة، ما ينذر بانهيارات وشيكة نظرا لتموقعها فوق كهوف عميقة، لم تنفع الترقيعات التي أجريت عليها في الحد من خطورتها.
وتضررت الإصلاحات التي شملت بنيات تحتية للمدينة، بسبب مياه الأمطار الجارفة التي دمرت جهود سنوات من العمل، وخلفت خسائر طالت المشاريع التنموية التي أشرف عليها المجلس البلدي للمدينة، وصرف من أجلها الملايير.
من جهة أخرى، قال صاحب المنزل المنهار بالمدينة القديمة، إنه اشترى البيت، ذا طابق علوي، وحصل على رخصة ترميمه وإصلاحه بعد القيام بجميع الترتيبات اللازمة، إلا أنه وفي حدود الساعة الحادية عشرة من ليلة الخميس الماضي، فوجئ بظهور تشققات داخل إحدى الغرف التي كانت تؤويه رفقة عائلته الصغيرة، كما سمع صوت انهيار جزء صغير من سقف بيت يوجد بالسطح العلوي، ولتفادي الخطر، أجلى أفراد أسرته من المنزل، تحسبا لوقوع الكارثة.
وذكر مصدر من المجلس البلدي، أن الخريطة الطبوغرافية التي أعدتها إحدى الشركات في إطار إعادة تأهيل المدينة القديمة، من خلال تجديد شبكات الماء وتطهير السائل لم تضع المنزل سالف الذكر في إطار المنازل المهددة بالانهيار، وبالتالي منحت لصاحبه رخصة إصلاحه، إلا أن الحادث أظهر أن الكهف الذي يقع عليه المنزل، كبير وكاد يسبب الكارثة. وأضاف العضو ذاته، أن المجلس البلدي أجرى اتصالا بشركة «العمران» قصد مراسلة مكتب الدراسات السابق لتقييم الوضعية الحالية واتخاذ الإجراءات اللازمة، كما حلت بالمكان عينه مصالح الماء الصالح للشرب والكهرباء قصد قطع الشبكتين عن المنزل تفاديا لمضاعفات غير منتظرة.
وتسجل بني ملال بعد كل تساقطات مطرية انهيارات منزلية، نظرا لوجودها فوق شبكة كبيرة من الكهوف التي كانت تستعمل قديما لأغراض حربية واجتماعية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر