الطاقة المتجددة والاقتصاد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الطاقة المتجددة والاقتصاد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الطاقة المتجددة والاقتصاد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الطاقة
القاهرة ـ ا ش ا

لقد دمر كابوس أسعار النفط العالمي اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وعلى خلفية الانخفاض الشديد في الأسعار الذي شاهدناه في السنوات الماضية، فاٍن العديد من القادة في المنطقة ينتظرون ارتفاع الأسعار من جديد. لكن الانهيار الأخير في الأسعار مختلف تماما، وقد تحتاج الحكومات لاستراتيجيات جديدة تخص الطاقة والتنمية. وفي هذا الصدد تعطي جهود المغرب، الذي يطمح أن يصبح أكبر منتج للطاقة المتجددة إقليميا، خيارا حقيقيا للتنمية الاقتصادية في البلدان العربية الأخرى.

لقد قام المغرب بالاستثمار في مشاريع إنتاج الطاقة المتجددة على نطاق واسع منذ وقت بعيد. لكن بدأت هذه الاستثمارات تبرز بشكل أوفر في الفترة الحالية. ولعل الأكثر إثارة للإعجاب هو المجمع العملاق نور1 للطاقة الشمسية الواقع في الصحراء المغربية قرب مدينة ورزازات. وتستخدم هذه المحطة، التي افتتحت يوم 4 فبراير، تكنولوجيا متقدمة للغاية لتخزين الطاقة من أجل استغلالها ليلا وفي الأيام الغائمة.

ويعتبر هذا المجمع أكبر مركب للطاقة الشمسية في العالم، ومن المتوقع أن تنتج محطة نور 1 ما يكفي من الطاقة لأكثر من مليون بيت، مع قوة إضافية سيتم تصديرها إلى أوروبا وأفريقيا في نهاية المطاف، وفقا للبنك الدولي. ورغم أن المغرب يستورد حوالي 97٪ من حاجياته الطاقية، ولا يتوفر على أي موارد للنفط أو الغاز الطبيعي، فقد رأت الحكومة أن تطوير الطاقة المتجددة هو السبيل الوحيد لضمان التنمية الاقتصادية المستمرة في البلاد. وينبغي على البلدان الأخرى في المنطقة الاطلاع على هذه التجربة.

و تمتد محطة نور1 على مساحة تتجاوز 4.5 كيلو متر مربع (1.7 ميل مربع) ينتشر بها 000 500 مرآة منحنية – بعضها يصل طولها إلى 12 مترا – وبلغت تكلفتها حوالي 700 مليون دولار. ويعد هذا المشروع جزءا فقط من مجمع ضخم للطاقة الشمسية والذي سيمتد على أكثر من 30 كيلومترا مربعا. وبالفعل مع حلول عام 2018، سيتم بناء ثلاثة محطات أخرى، نور2، نور 3، ونور ميدلت، وذلك باستخدام مجموعة من التقنيات، بما في ذلك الطاقة الشمسية الحرارية والضوئية. وسيقوم المشروع بتوليد ما يصل إلى 2000 ميجاوات يوميا بحلول عام 2020، مما سيساعد على تقليل فجوة التنمية بين المناطق الحضرية والريفية.

وتطلبت هذه المشاريع الاستثمارية بالطبع مبالغ مالية ضخمة. فمن أصل 9 مليار دولار مخصصة لتمويل هذه المشاريع، ساهم بنك الاستثمار الألماني بمليار دولار، و البنك الدولي بمبلغ 400 مليون دولار، و بنك الاستثمار الأوروبي بمبلغ 596 مليون دولار. وقد أتى باقي التمويل من الحكومة المغربية كجزء من إستراتيجيتها الوطنية للتنمية.
وفي المستقبل القريب، سيقوم المغرب أيضا بتطوير طاقة الرياح بقوة 2000 ميجاوات يوميا، ومشروع الطاقة الكهرومائية بقوة 2000 ميجاوات يوميا. وبذلك يمكن أن توفر البلاد 42٪ من إجمالي إنتاج الكهرباء. وهذا يمثل نسبة ضخمة من الطاقة المتجددة لا مثيل لها على المستويين الإقليمي والدولي.

و بالفعل تعتبر حقول الرياح بمدينة طرفاية بجنوب ساحل المحيط الأطلسي في المغرب أكبر حقول رياح لإنتاج الكهرباء في إفريقيا، حيث تستخدم 131 توربينا للرياح وطاقة يومية بأكثر من 300 ميجاوات. كما ستساهم حقول طرفاية في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بكمية 000 900 طن سنويا، وفي تخفيف عبء فاتورة استيراد النفط في البلاد بأكثر من 190 مليون دولار سنويا.

وعلى الرغم من هذا التركيز على مصادر الطاقة المتجددة، لم يهمل المغرب مصادر الطاقة التقليدية. فعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، ستقوم السلطات بإقامة البنية التحتية اللازمة لجعل الغاز الطبيعي المسال في متناول الصناعات المحلية. وهذا برنامج ضخم بالفعل، يتضمن ميناء مع حوض للغاز الطبيعي المسال وخط أنابيب بطول 400 كيلومتر. وسيكلف هذا المشروع العملاق مبلغ 4.5 مليار دولار والذي سوف يتم تمويله من القطاع الخاص.

ومع ارتفاع الطلب على الكهرباء بنسبة 7٪ سنويا، لاسيما بسبب توسع الصناعات في البلاد، قررت الحكومة المغربية منذ زمن بعيد ألا تقف مكتوفة الأيدى. كما نلاحظ اليوم أن 90٪ من سكان المغرب يتم تزويدهم بالكهرباء، بشكل مثير بالمقارنة مع سنة 1990، حين كانت النسبة لا تتجاوز ٪ 18 فقط. وخلال هذه الفترة، ارتفعت استثمارات البلاد في الكهرباء إلى أكثر من 3 مليار دولار سنويا.

إن الحكومة المغربية على يقين أن الإصلاح والتنمية سيجعلان من المغرب زعيما إقليميا وبوابة مهمة للاستثمار في إفريقيا. كما أن مضاعفة القوة الإنتاجية للطاقة المتجددة تعني تأمين تزويد جميع الشركات بمختلف أنواع الطاقة الكافية لتلبية احتياجاتها، وهو أمر ضروري لكي يستطيع المغرب تنويع اقتصاده.

إن المستثمرين على دراية بالموقع الجغرافي المتميز للمغرب وعلى علم باستقراره السياسي في منطقة مضطربة ومشكوك في مستقبلها أحيانا. وبهذا سوف يقوم مجمع الطاقة الشمسية الضخم واستثمارات أخرى بتعزيز استقلالية البلاد في مجال الطاقة والحد من التكاليف وتوسيع سبل الولوج إلى الطاقة بشكل دائم. لقد آن الأوان للبلدان الأخرى في أفريقيا والشرق الأوسط كي تنتبه لذلك.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطاقة المتجددة والاقتصاد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الطاقة المتجددة والاقتصاد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya