الفريكة والبرغل تراث موسمي لفلاحي غزة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

أكلة "الفريكة"
رفح - صفا

تحافظ أكلتا "الفريكة" و"البرغل" على مكانتهما لدى الفلاحين سكان المناطق الحدودية والعديد من سكان المناطق الأخرى بقطاع غزة، وهما أكلتان من التراث الشعبي الفلسطيني.
ويستخدم الفلاحون كميات من محصول القمح والشعير قبل حصاده في إنتاج "البرغل" و "الفريكة"، لما لهما من قيمة غذائية، كما يقول مرزوق معمر (63 عامًا).
ويقول معمر إن ما يميز هاتين الأكلتين انهما خاليتان من السموم لعدم استخدام الأدوية والمبيدات، "كذلك هي أكلة شعبية نحافظ عليها لأننا ورثناها عن أجدادنا وأبنائنا".
وتزرع ألاف الدونمات الزراعية بالحبوب المختلفة خاصة "القمح والشعير"، على طول المناطق الحدودية المتاخمة للأراضي المحتلة عام 1948م شرقي وشمالي القطاع، كذلك في الأراضي الزراعية بالمناطق مترامية الأطراف والنائية، في مختلف المحافظات.
و"كرم أبو معمر" منطقة حدودية تقع إلي الشمال الشرقي من محافظة رفح جنوب القطاع، تنتشر بها زراعة القمح والشعير بكثرة، واضطر سكانها الذين يمتهنون الزراعة ورعي المواشي لزراعة أراضيهم بالمحاصيل السنوية لقربها من الشريط الحدودي، بعدما تم تجريفها عشرات المرات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال توغلاتها.
ويشير معمر إلى أن الحبوب التي تزرع مطلع أكتوبر سنويًا تعتمد على الري من مياه الأمطار، ولا تحتاج لجهد عالٍ، لكنها قد تكلف الفلاح حياته، لأن الاحتلال يمنع الزراعة بها، ويقوم بتجريفها باستمرار، ويطلق النار على كل من يقترب منها، ويجازفون بحياتهم لأجل الحفاظ على أرضهم وقوت عيشهم منها.
ويجازف بحياته ليصل لأرضهم التي تزيد عن خمس دونمات وتبعد نحو 500 متر عن الشريط الحدودي، لزراعتها بالقمح والشعير.
ويقول معمر: "أزرع المحصول وأتركه حتى نهاية شهر فبراير وأعود له وقد جف، وأجمع القش برفقة أبنائي وبعض من العمال، وبعدها نحوله لكومات كبيرة، ثم نأتي بالجرار الزراعي لطحنه وتحويله لما يعرف بـ (التبن) وهو طعام للمواشي وفرز الحبوب لوحدها".
ويوضح أن "الفريكة" أو ما يسميه الكثير "الجريشة" هي حبوب الشعير الخضراء قبل جفافها، تحصد سنابلها وهي خضراء وتعرض للحرارة عن طريق حرقها، ثم تجرش يدويًا من خلال "الطاحونة" اليدوية لتكون مثل البرغل، وتطبخ كما يطبخ البرغل على ماء اللحم وتوضع فوقها قطع اللحم الكبيرة.
وتعتبر "الفريكة" مادة غذائية أساسية، إلا أنها ما تزال تنتج حتى الآن بطريقة تقليدية، وتباع بسعر مرتفع إذا ما قورنت بسعر الأرز والبرغل، وتنتج الفريكة من الشعير المحصود في نهاية مرحلة النضوج الشمعي وهو ما يزال بلون أخضر فيتم تجفيفه، وتحميصه، وتجفيفه للمرة الثانية، ثم فصله عن الشوائب ويتبعها عملية الدراس والنخل.
أما "البرغل" فهي من حبوب الشعير الحنطية ويحضر ويؤكل بنفس طريقة "البرغل" فتنظف من الشوائب وتسلق تم تجفف، وبعد ذلك تجرش بمجاريش يدوية أو آلية، ولها نوعان برغل أسمر أو حنطي داكن وبرغل أبيض، ويحمل قيمة غذائية عالية ويستخدم في الشوربات.
ويشير معمر إلى أنه يحافظ على زراعة أرضه سنويًا بالقمح والشعير وأحيانًا يضيف لهما العدس والفول، ويشارك أبناؤه وزوجته بحصاد تلك المحاصيل، ويستخدم قشها طعامًا للمواشي التي يُربيها، أما الحبوب فيبيع نصفه ويُبقي النصف الأخر ليصنع منه دقيق للخبز، وكميات تجرش قبل الجفاف لتصبح "فريكة" و "برغل".
تراث وهوية
وتشارك زوجة معمر الحديث أثناء إمساكها "بالطاحونة" المصنوعة من الخراسان، وتجرش كميات من حبوب الشعير بعد أن تم تحميصها على يد زوجها في وعاء (صاج) على النار، ومن ثم تجفيفه لعدة أيام، وتقول: "نحتفل لنحو أسبوعين وأكثر بهذا الموسم، ونشعر بالسعادة لأننا نأكل من أرضنا التي ما زلنا نتمسك بها".
وتضيف "علمتني أمي وجدتي كيف أقوم بطحن وتحضير الفريكة والبرغل، وأشارك رغم كبر سني بجانب الأولاد وزوجي بحصاد القمح والشعير، رغم أن ذلك يحتاج جهدًا عاليًا، لكنني أشعر بالسعادة برفقة العائلة ونحن في أرضنا التي حاول الاحتلال طردنا منها عبر تجريفها عدة مرات وإطلاق النار علينا".
وتتابع "أنشغل كثيرًا خلال موسم الحصاد بفرز حبوب القمح التي تفرزها ماكينة كهربائية من صنع يدوي جلبها زوجي، تفرز الحبوب عن القش، وبعدها أقوم بتنظيفه من الشوائب، ونقله للتحميص على النار والتخفيف في الشمس، وطحنه بعدها عبر الطاحونة، ليصبح جاهزًا للتناول بين يدي العائلة".
الحفاظ على التراث
بدوره، يقول القائم بأعمال جمعية وصال "صوفا" نبيل معمر إن البرغل والفريكة جزء أصيل من تراثنا، عندما كانت وجبات رئيسة لأجدادنا وآبائنا الذين ولدوا وتربوا وتوفوا داخل الأرض، فمن باب أولى لنا أن نحافظ على هذا الإرث.
ويضيف معمر "لكن الفلاحين على خط التماس يصرون على زراعة أراضيهم بالحبوب سنويًا خاصة القمح والشعير، ويُنتجون منها كميات كبيرة من الصنفين المذكورين للأكل في بيت الفلاح وجزء للبيع، بجانب (التبن)".
وتحد منطقة "كرم أبو معمر" من الجنوب بلدة الشوكة والشمال الفخاري والغرب خان يونس والشرق الحدود، وتتعدى مساحة أراضيها 500دونم، وتعرضت لنحو 100توغل منذ عام 2006م، والبيوت المجرفة 25، وتم تجريف مساحات شاسعة من المحاصيل المعمرة والتراثية كـ "الصبر، الزيتون" حسب معمر.
ويلفت إلى أن جزءًا كبيرًا من سكانها يعتمدون على زراعة أراضيهم بالمحاصيل الموسمية لعدم تمكنهم من زراعتها بالأشجار المعمرة وإقامة الدفيئات بسبب تدمير من قبل الاحتلال، وتشكل معظم المحاصيل قوتًا يوميًا للسكان الفلاحين في بيوتهم، وتغلب زراعة الحبوب التي تُنتج البرغل والفريكة في موسم الشتاء، لعدم حاجتها للري كون التربة طينية خصبة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفريكة والبرغل تراث موسمي لفلاحي غزة الفريكة والبرغل تراث موسمي لفلاحي غزة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya