سكان وادي السياح في حيفا معرضون للتهجير لتحويله لحديقة عامة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

سكان وادي السياح في حيفا معرضون للتهجير لتحويله لحديقة عامة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سكان وادي السياح في حيفا معرضون للتهجير لتحويله لحديقة عامة

حيفا - أ.ف.ب

لا أتخيل أني ساترك بيتي الذي ولدت فيه وأنتقل إلى مكان آخر لأن بلدية حيفا قررت ان تقيم حديقة عامة مكان بيوتنا" يقول توفيق ابو عباس، أحد سكان حي وادي السياح الذي يشكل امتداداً لأراضي جبل الكرمل الحرجية. وتقيم عائلتا أبو عباس التي تعد نحو 60 فردأ وعائلة حجير في الحي الواقع على ساحل البحر المتوسط عند منحدر جبل الكرمل في بيوت متلاصقة محاطة بأشجار معمرة. وتطالب بلدية حيفا ووزارة الداخلية الاسرائيلية وسلطة حماية الطبيعة افراد العائلتين باخلاء بيوتهم التي يملكونها بشكل فوري ليصار هدمها في إطار ضم المنطقة إلى المتنزه الوطني، أو يجبروا على العيش فيها بدون اي خدمات بلدية خلال مهلة عشر سنوات سيضطرون بعدها للرحيل، والا سيتم اخلاؤهم بالقوة مع انتهاء تلك المهلة، بحسب محامي العائلتين. ويقول توفيق ابو عباس لوكالة فرانس برس "نحن ولدنا في هذه البيوت، وكنا فيها قبل تاسيس دولة اسرائيل وبحوزتنا طابو(سندات الملكية) ولولا اوراق الطابو لقاموا بترحيلنا منذ زمن بعيد". ويضيف "في البداية حاولت شركة كاديشا لليهود المتدينين أن تبسط يدها على اراضينا لتضمها للمقبرة اليهودية المجاورة لنا وترحلنا. فتصدت لها سلطة حماية الطبيعة التي حسمت القضية مع المتدينين، وبعدها قررت سلطة الطبيعة ان تستولي على اراضينا لتحويلها إلى متنزه وطني". ويضيف "السلطات الاسرائيلية تفضل الاموات اليهود والطبيعة علينا نحن العرب، حتى أن إحدى مسؤولات الطبيعة وصفتنا باننا مستوطنون وتساءلت: كيف غزوا هذا المكان الطبيعي وكيف تواجدوا فيه؟"  ووادي السياح هو امتداد لاراضي جبل الكرمل الحرجية المغطاة بأشجار البطم والسنديان والازهار البرية. وفوق وادي السياح آثار لكنيسة صليبية، وكهوف للرهبان الكرمليين وعند السفح توجد عين ماء ونبعة وجدول يسير بين الصخور الجيرية. وشيدت سلطة الطبيعية مسارات للسير بمحاذاة بيوت عائلة ابو عباس ينطلق منها المتنزهون حتى قمة الجبل، كما أقامت معرشات طبيعية للتخييم . ويحيط وادي السياح من الغرب البحر الابيض المتوسط ومن الجنوب مقبرة كفار سمير اليهودية وعلى قمة الكرمل من الجهة الشرقية حي كرميليا اليهودي وعلى القمة الشمالية حي الكبابير العربي. ومضى توفيق او عباس يقول "هل كانت بلدية حيفا ستتجرا على ترحيل السكان لو كانوا يهودا؟ نحن ندفع كل الضرائب المفروضة علينا ونقوم بواجباتنا للبلدية التي لم تعطنا اي خدمات".  ويوضح "كنا نصعد سيرا على الاقدام الى حي الكبابير على قمة الكرمل للذهاب للمدرسة ولم يعطونا كهرباء او ماء حتى عام 1995". ولا توجد إنارة ليلية في الحي. ويقول أبو عباس" المكان مخيف في الليل. ما ان تغيب الشمس حتى تغرق المنطقة في ظلام دامس". وتقول صابرين ابو عباس "لا اعرف  ماذا سنفعل، نحن نعيش على اعصابنا. أين سنعيش في حيفا لو رحلونا؟ تعودنا على العيش هنا، كيف سنترك بيوتنا وأراضينا وبساتيننا". وتضيف "العرب يعيشون في شقق صغيره في حيفا، وهناك اماكن كثيرة لا يستطيعون شراء بيوت فيها لانهم عرب، نحن نعيش حرب استنزاف، ففي كل مرة يخلقون لنا قصة جديدة". وتبنى مركز مساواة الحقوقي في مدينة حيفا قضية سكان وادي السياح ويتصدى للبلدية وسلطة الطبيعة والداخلية من الناحية القضائية. يقول محامي المركز سامح عراقي  لوكالة فرانس برس ""تريد البلدية ان تستولي على ارض تصل الى 35 دونما هي ارض عائلة ابو عباس وبستان عزيز الخياط  المتوفى والذي كان احد اكبر الملاكين العرب في حيفا وتحويلها الى متنزهات عامة". ويؤكد سامح عراقي "اعلنت المؤسسات الاسرائيلية على ان مخططاتها في منطقة وادي السياح  جاءت للحفاظ على منطقة الوادي وتاهيله نظرا لقيمته الطبيعية والاثرية، ولكنهم  ناقضوا مخططهم  اذ باتوا يريدون تهجير السكان العرب دون النظر الى انهم جزء من وجود هذا المكان ومن تراثه". واضاف "نحن الان نريد ان نقدم مخططا بديلا يستثني التجمع السكاني لوادي السياح من عملية الهدم، لعلنا ننجح". وينشط مركز مساواة على تفعيل  المسار الشعبي اذ نظم حملة شعبية لمساندة سكان الوادي من خلال اقامة ايام عمل تطوعي ومحاضرات وحشد جماهيري للتظاهر امام المحاكم. ويؤكد مدير مركز مساواة جعفر فرح لوكالة فرانس برس "نحن نعمل من حيث المبدأ على حق السكان بالبقاء والعيش في بيوتهم وعلى اراضيهم، وضمن قرارات البلدية وسلطة الطبيعة. استيلاء سلطة الطبيعة على ارض وادي السياح لا يعني ان العائلات العربية غير مالكين للأرض. سيكونون مالكين للارض لكن ليس من حقهم البناء او ابقاء بيوتهم المبنية عليها لانها متنزه طبيعي". ويضيف "لذا نحن نصر على ان تقوم بلدية حيفا بتغيير مخططاتها وهذا ما نطالبها به".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكان وادي السياح في حيفا معرضون للتهجير لتحويله لحديقة عامة سكان وادي السياح في حيفا معرضون للتهجير لتحويله لحديقة عامة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya