الرياض الخضراء مشروع بيئي ينعكس بالخير على حياة السكان
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"الرياض الخضراء" مشروع بيئي ينعكس بالخير على حياة السكان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"الرياض الخضراء" مشروع بيئي
الرياض - ليبيا اليوم

تقع الرياض في وسط صحراء، يقل فيها الشجر والمواقع الخضراء، إلا أن الحكومة السعودية تعتزم تحويل العاصمة الكبرى بمساحتها وسكانها إلى عاصمة خضراء تمتلئ بالحدائق والأشجار، لتحمي البيئة وتحدّ من التلوث وتحسّن جودة الحياة في مدينة الرياض. وتطبق السعودية ذلك في حملة لكل المدن السعودية، بيد أن الرياض تعد الأكثر حاجة إليها لموقعها في وسط صحراء نجد؛ ما جعلها تطلق مشروع «برنامج الرياض الخضراء»، أحد مشاريع الرياض الأربعة الكبرى، التي أطلقها الملك سلمان بن عبد العزيز، العام الماضي بمبادرة من الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي.

ويؤكد مختصون في البيئة، أن للأشجار والغطاء النباتي دوراً بيئياً في الحد من المشاكل الناجمة عن التلوث البيئي من خلال خفض درجة الحرارة بمعدل يصل إلى 8 درجات مئوية مقارنة بالمناطق الخالية من الأشجار؛ مما يقلل استهلاك الطاقة في تبريد المباني، إضافة إلى خفض نسبة الأتربة والغبار بنحو 30 إلى 40 في المائة مقارنة بالمناطق الخالية من النباتات.

وبدأت أعمال مشاريع التشجير ضمن «برنامج الرياض الخضراء»، التي تشتمل في حزمتها الأولى من مشاريع التشجير، على زراعة نحو 31 ألف شجرة، وذلك على امتداد 144 كيلومتراً من الطرق الرئيسية في مدينة الرياض، من بينها: طريق الملك سلمان، وطريق الملك خالد، وطريق الملك فهد، وطريق المطار، وطريق مكة المكرمة، والطريق الدائرية الشمالية، والطريق الدائرية الشرقية، كما ستُزرع 100 ألف شجيرة لتبلغ مجموع المسطحات الخضراء على هذه الطرق نحو 1.4 مليون متر مربع، مع تكثيف التشجير في الجزر الوسطية والجانبية لهذه الطرق، وتنفيذ شبكات مياه للري باستخدام المياه المعالجة، وبكميات تصل إلى ثلاثة آلاف متر مكعب في اليوم.

وتتميز أنواع الأشجار التي ستُزرع في هذه الطرق بأنها من البيئة المحلية الملائمة لدرجة الحرارة في مدينة الرياض، من أبرزها أشجار السدر البلدي، والطلح النجدي والغاف الخليجي، وتتميز بتغطيتها مساحات كبيرة موفرة الظل المطلوب.

بدوره، يقول الدكتور عبد الرحمن الصقير، الأستاذ في قسم إنتاج النبات ووقايتها في جامعة القصيم، إن للأشجار الكثير من العوامل المفيدة في للمدن من ناحية الحد من التلوث، وتخفيض الحرارة وغيرها. مضيفاً في حديث صحافي نقلًا عن"الشرق الأوسط"، أن زيادة الظل ستؤدي إلى خفض درجات الحرارة، وأنه سيترتب عليها أشياء أخرى، مثل أنسنة المدن وزيادة الأكسجين في الجو، وتقليل الملوثات، وتشجيع الناس على الحركة والرياضة، وتحسين العوامل النفسية للسكان في المدن، إضافة إلى التنوع الحيوي للطيور والكائنات الحية التي تعيش على الأشجار، حيث ستنتعش في حال وجود أشجار.

وتابع الدكتور الصقير: إن «تخفيض درجات الحرارة سيؤدي إلى تخفيض استهلاك الطاقة، حيث ستنخفض الحاجة إلى استخدام الطاقة للمباني المحاطة بالأشجار».

ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، فإن الأشجار في المدن تساعد في التخفيف من بعض الآثار السلبية، موضحة أن هناك تسع طرق تساهم بها الأشجار والغابات في المدن بجعلها أكثر استدامة اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً، ومن ضمنها أنه يمكن للشجرة الناضجة أن تمتصّ ما يصل إلى 150 كيلوغراماً من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ونتيجة لذلك؛ تلعب الأشجار دوراً مهماً في التخفيف من آثار تغير المناخ، وتحسين نوعيته خاصة في المدن، حيث ترتفع مستويات التلوث لتجعلها أماكن أفضل للعيش فيها. كما تضمّنت إسهامات الشجر والمناطق الخضراء، بأن التخطيط الاستراتيجي لمواقع الأشجار في المدن يمكن أن يساعد في تبريد الهواء بما بين 2 و8 درجات مئوية، إضافة إلى ذلك، تساعد الأشجار في الحد من انبعاثات الكربون من خلال المساعدة في الحفاظ على الطاقة، كما تظهر الأبحاث أن العيش على مقربة من المساحات الخضراء الحضرية والوصول إليها يمكن أن يحسن الصحة البدنية والعقلية، على سبيل المثال، عن طريق خفض ضغط الدم، والتوتر، وبدوره يساهم في رفاه المجتمعات، وفقاً للمنظمة.

إلى ذلك، يتضمن برنامج «الرياض الخضراء» تصميم وتنفيذ 48 حديقة كبرى في مدينة الرياض، بجانب تصميم وتنفيذ 3250 حديقة داخل الأحياء السكينة، وتشجير 2000 كيلومتر من الطرق الرئيسية في المدينة، و7600 كيلومتر من الشوارع الداخلية في الأحياء، وتشجير 5100 مسجد، و3900 مدرسة، و175 مستشفى، و1600 مبنى عام، و2000 ساحة مواقف سيارات، كما يتضمن البرنامج تشجير 272 كيلومتراً من الأودية في المدينة، و1100 كيلومتر من الأحزمة الخضراء ضمن خطوط المرافق العامة (أبراج الكهرباء وغيرها).ويهدف البرنامج إلى رفع نصيب الفرد من المساحات الخضراء وزيادة نسبتها في المدينة والإسهام في خفض درجات الحرارة، وتحسين جودة الهواء، وخفض استهلاك الطاقة في المدينة.

وقد يهمك أيضًا:

تتعدد طرق مواجهة التلوث البيئي وتغير المناخ الناجم عن ممارسات البشر الخاطئة بخطط حكومية

تحذيرات من التلوث البيئي الذي قد يتسبب في انتشار المجاعة

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرياض الخضراء مشروع بيئي ينعكس بالخير على حياة السكان الرياض الخضراء مشروع بيئي ينعكس بالخير على حياة السكان



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 06:40 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تركيا تقتل المدنيين في عفرين تحت شعار "غصن الزيتون"

GMT 11:57 2015 الأحد ,08 آذار/ مارس

رقائق "الرشتة" الجزائرية

GMT 01:04 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فيتامين "د" يحمي الأطفال من مرض السكري النوع الأول

GMT 11:30 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات شعر بها سكان الحسيمة

GMT 06:56 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز مزايا قضاء شهر العسل في مدينة بيرمن الألمانية

GMT 14:49 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

استقالة رافاييل دوداميل من تدريب منتخب فنزويلا

GMT 03:08 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار جديدة للتألق في احتفالات العام الجديد بموديلات متنوعة

GMT 10:00 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

استوحي إطلالتك المفضلة من الأزياء الأناقة لـ"حليمة عدن"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya