لندن ـ رانيا سجعان
حاول كلّ من دانيال هاريس وزوجته غاينور البحث عن منزل مميز لهما في موقع مميز في لندن، وبالتحديد في منطقة سانت غونز وود في هامبيستيد شمال لندن، وأخيرًا وجدا منزلاً فسيحًا بنكهة الريف، ويتمتع بمزايا وتفاصيل معمارية، بقيمة 17 مليون دولار من 4 طوابق ومساحته 900 متر مربع.
ولم يكن السعر يمثل مشكلة أو عائقًا نظرًا إلى أن هاريس، 53 سنة، كان يعمل رئيسًا تنفيذيًا لشركة عائلته المتخصصة
في الأنشطة الإلكترونية، إلا أن مشكلة هاريس وزوجته كانت تتمثل في أنهما لم يعثرا على المنزل والمكان المناسب.
ويقول هاريس "إن معظم الأماكن تفتقد القدر الكافي من التميز والسمة الشخصية البارزة. لقد كانت كلها جميلة ولكنها تفتقد الروعة التي تجعلك تصيح قائلاً: أنا أرغب في العيش هنا".
وفي نهاية المطاف، أي منذ ثلاث سنوات عثر، الإثنين، على ضالتهما في منزل كليبان، وهو عبارة عن منزل ضخم من الأحجار الحمراء في منطقة هامبيستيد، عبر منتزه لندن القديم المعروف باسم هامبيستيد هيلث، وبلغت قيمة المنزل 17 مليون دولار.
ويعود تاريخ بناء المنزل إلى العام 1880، وكانت تسكنه عائلة المهندس المعماري إيوان كريستيان، الذي قام بتصميم المعرض الوطني للوحات الفنية في لندن، ومن بين معالمه الخارجية وجود مدخنتين تعلوان السطح على نحو فريد يأخذ الطابع الكنائسي في المعمار.
ويقول هاريس إنه دائمًا ما يبتسم في كل مرة يقع فيها بصره على المدخنتين، فهما لا مثيل لهما.
ويقول إنه وزوجته تدخلا في كل صغيرة وكبيرة في تصميم وبناء المنزل، ولكنه عاد وقال إن زوجته هي من قامت بتصميم تفاصيل هذا المنزل كافة، وإنه لم يفعل شيئًا سوى أنها انتقلت إلى المنزل.
وكان هاريس وزوجته يقيمان قبل ذلك في قرية رادليت خارج المدنية، ولكنها أرادا أن ينتقلا بابنتيهما بعد عشرين سنة إلى المدينة.
ويتكون المنزل من أربعة طوابق على مساحة 900 متر مربع، ويتمتع بمزايا وتفاصيل معمارية يعشقها الزوجان، كما يتميز بأنه فسيح لدرجة توفر الخصوصية التي كانا يتمتعان بها في الريف.
واستعان الزوجان بتوجيهات المهندس المعماري شهريار ناصر، الأمر الذي كلفهما مبلغ 4.5 مليون دولار أخرى لتجديد المبنى، وإضفاء الطابع العصري المفتوح والحافل بالأضواء على المظاهر الداخلية التي تعود للعصر الفيكتوري.
ومع ذلك، احتفظ برائحة التاريخ في بعض الأجزاء، فقد احتفظ بجدران المطبخ الملساء، ومع ترميم السقف الخشبي الذي يعطي إحساسًا بالدفء، كما احتفظ بمنحوتات أمام النوافذ الأصلية في مظلة الحديقة، وأبقى على أبيات الشعر المكتوبة عليها للشاعر جون كيتس.
أما المكان المفضل عند هاريس في البيت فهو المكتبة، فهي غرفة أشبه بمعرض رائع، حيث الجدران الخارجية من أحجار أصيلة، والأرضيات من أحجار البازلت، بالإضافة نوافذ في السقف تسمح برؤية الأشجار التي تعلو الغرفة، ولا شك في أن هذه النوافذ تمنحه الإحساس بالهدوء والعزلة والنظر دائمًا إلى أعلى، فهو قادم من الريف ويريد أن يشعر بأنه بلا جيران.
وفي ما يتعلق بالأثاث فهو رائع، وفي داخل غرفة النوم الرئيسية مقعدان خشبيان وطاولة وبعض الأطر الفنية المعلقة، وهي من بقايا المنزل القديم.
ويوجد أسرة جلدية أشبه بالصندوق، بالإضافة إلى مقاعد ملونة من معرض "بي آند بي" إيطاليا، وهي تتناسب مع اللون الأبيض الصارخ الذي يغلب على الأشياء الداخلية كافة.
وقام الزوجان بتحويل الطابق العلوي الذي كان خاليًا إلى شقة لواحدة من ابنتيهما التي تدرس الطب.
وعن التغيرات التي اعترت البنتين بعد اجتياز سن المراهقة يقول هاريس: أي منهما لم تعد تفضل الجلوس على أرض غرفة النوم لقضاء وقتها، إنهما يفضلان الآن المكتبة وغرفة السينما، تمامًا كما يفضل الزوجان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر