استعارات بالغة الغرابة في شقة لمهندس الديكور سيرغي ماكنو
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

استعارات بالغة الغرابة في شقة لمهندس الديكور سيرغي ماكنو

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - استعارات بالغة الغرابة في شقة لمهندس الديكور سيرغي ماكنو

شقة من تصميم مهندس الديكور سيرغي ماكنو
كييف - المغرب اليوم

ثمة أسئلة كثيرة يفرضها اختيار مثل هذا العنوان... أسئلة يبدو أنها تتصل بالفلسفة، أكثر من اتصالها بالزخرفة. على أن المسألة ليست بهذه الحدة من التصنيف، فالفلسفة – بتعريفها الجامع – معنية بالإنسان، بوجوده ومساره، برغباته وميوله، وبالتالي فهي تتداخل مع كل رؤاه وتطلعاته وبالتأكيد احتياجاته... ومن هذا المنظور، استطاع سيرغي ماكنو، ومن خلال فلسفته العملية في هذه الشقة، أن يجيب عن كل الأسئلة حول القيم الجمالية والقيم الوظيفية، وأيضاً حول مفهوم الرفاهية والأناقة والفخامة.

ففي هذه الشقة التي لا تتعدى مساحتها الـ 50 متراً مربعاً، تبدو الإجابات أكثر من مقنعة، بل هي في مستوى معين، تبدو مبتكرة ليس في شروطها فقط، ولكن في ملاءمتها لذائقة متطرفة في تطلبها، تتعدى الفردية لتدخل في نطاق الظاهرة.

ولكي تصل الأمور الى خواتيمها المرغوبة، كان على المهندس أن يلجأ الى استعارات بالغة الغرابة، منها على سبيل المثال أن يستلهم علبة المجوهرات في تحديد أركان هذه الشقة، بحيث يكون كل ركن منفصلاً ومتصلاً بالآخر في الوقت ذاته، مما يشكل وحدة حقيقية لداخل متميز. 
كما أن اختيار المواد والأثاث والأكسسوارات كان على مستوى رفيع من الدراية والمعرفة، ومدعوماً بإحساس بالغ الشفافية في التعامل مع فضاء المكان.

وإذا كان من المعروف أن عمل مهندس الديكور على شقة صغيرة يعتبر تحدياً صعباً للمخيلة، فإنه من ناحية أخرى فرصة لإظهار الكفاءة والقدرة على التعامل مع المساحات المحدودة ورفدها بتصاميم ومعالجات متميزة. لذا فقد كان على المهندس أن يقدم تصورات مبتكرة، تختلف تماماً عن مشاريعه الباهرة.

ومثل هذه الشقة الصغيرة المتواضعة، كغيرها من الشقق المنتشرة والخاصة بالطلاب في أحد أحياء كييف، كان لا بد لها من إطار عمل خاص، يحولها الى مكان آسر وجذاب، بل وغير متوقع. فكان استلهام علبة المجوهرات بثرائها ودقة صنعها، وأيضاً بما تظهره من غموض وكفاءة في صناعة الدهشة، رهاناً ناجحاً، لا بل فذاً. 
فهي تكشف عن وجهها السري، وبمجرد أن نفتح باب الدخول، ينفتح المكان على صالة بديعة تزخر بالألوان والأشكال والأحجام. صالة يحتل جانباً منها ركن الطعام بما فيه المطبخ بأثاثه الأنيق وخزائنه المدمجة، وكمالية أدواته. وفي جانب آخر، صالة حمام وخزانة ملابس، وفي الزاوية القصوى منها غرفة نوم مكتملة الشروط والتفاصيل. وفي الجانب المقابل نافذتان كبيرتان يتوسطهما باب يفضي الى شرفة صغيرة.

بالطبع كل هذه الأركان صغيرة، وأقرب ما تكون الى المنمنمات. وعلى الرغم من حيازتها الشروط اللازمة لأداء وظائفها بكفاءة، لا بد من القول إن المعالجات الذكية أهّلتها لتبدو في غاية الأناقة والجمال. إن اختيار أثاث الجلوس الذي يتوسط الصالة الرئيسة يعكس معرفة عميقة بطبيعة المواد وأشكالها وألوانها: وسائد أرضية قابلة للتشكيل بأقمشة راقية، ولوحة ألوان مثيرة حولت جو الصالة الى ما يشبه المهرجان. 
وقد تم تحويل الجدار المقابل لركن الجلوس هذا الى أثاث خاص للتلفزيون، تعلوه خزائن مدمجة وقد تم تنفيذه ببراعة ملحوظة. في الجهة اليمنى من الصالة، تم تنسيق الأركان الحيوية للشقة، فنجد صالة الحمام وقد تم فيها استخدام نوع من الرخام الداكن للأرضية، وللجدران بلاط «فسيفسائي» من اللون نفسه، مما أعطى نفحة من الفخامة المستغربة في مساحة صغيرة كهذه. 
كذلك فإن خيارات عناصر هذا الركن كانت في منتهى الدقة من حيث الشكل واللون والحجم أيضاً. بعد ذلك نجد الأرفف الخاصة بالمكتبة، ثم مساحة منسقة للملابس تليها غرفة النوم. على أن المثير في هذه العملية الدقيقة، هو استخدام أبواب زجاجية جرارة، تتيح عزل هذه الأركان تماماً عن ركن الجلوس. 
والأكثر دهشة في هذه المعالجات البديعة أيضاً، أننا نجد أنفسنا في غرفة نوم بالغة الاتساع حين نغلق باب المكتبة والحمام، حيث نجد أن ركن الجلوس تحول الى ركن تابع لغرفة النوم ومعه المساحة المخصصة للملابس... وهكذا يمكن ضم الأركان الى بعضها بعضاً بما يناسب المزاج، وبالطبع بما يتلاءم مع الاحتياجات.

وسيكون من المهم الالتفات الى بعض التفاصيل التي أضافت أبعاداً جديدة، ليس الى المساحة فقط، ولكن الى المشهد الزخرفي وتصوراته. إن اختيار ستائر محددة نصف شفافة، حولت فتحات النوافذ الكبيرة الى واجهات عرض مضاءة لأكسسوارات جميلة، بعيدة عن التكلف، أضفى على الصالة جواً من الهدوء والسكينة وروح الـ«زن».

ولأن المساحة الصغيرة حاكمة وشريكة في معظم الخيارات، يمكننا أن نلاحظ نجاح المهندس في تأهيل كل الزوايا والفضاءات المحيطة من أجل تأكيد الوحدة الجمالية والوظيفية لكل المعالجات والتنسيقات... وهكذا نجد أنه لم ينجُ أي سنتيمتر في هذه الشقة من الاهتمام والمعالجة، حتى تبدو هذه الشقة وكأنها ولدت من جديد على هذا النحو. 
فالجدران بكل مساحاتها، حظيت بمعالجات على مستوى اللون أو الملمس، جعلتها أقرب ما تكون الى الأعمال الفنية. بينما أضفى «الباركيه» بلونه الداكن على أرضية الشقة لمسة من الترف الذي تفتقده عادة الشقق الصغيرة. ولعبت عناصر الإضاءة الحديثة دوراً كبيراً في تغذية الشعور بالاتساع، من حيث توزيعها في السقف لكي تضيء كل الزوايا وتغمر كل الموجودات.
ولعل النقطة المفصلية في تنسيقات مثل هذه الشقة، هي في دمج الكماليات بالضروريات، من أجل كسب كل المزايا بأقل مساحة ممكنة. وهذا بالتحديد ما نجح سيرغي ماكنو في تحقيقه ببراعة نادرة. 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعارات بالغة الغرابة في شقة لمهندس الديكور سيرغي ماكنو استعارات بالغة الغرابة في شقة لمهندس الديكور سيرغي ماكنو



GMT 03:55 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

استوحي غرفة نومك من الطراز الملكيّ

GMT 03:43 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

"الليغو" في ديكور غرفة نوم طفلك

GMT 16:09 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

7 أفكار لتوظيف الـ"بوف" في الـ"ديكورات" الـ"مودرن"

GMT 23:09 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

إليك أحدث صيحات ديكور البوفيه

GMT 19:14 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لمسات زخرفية بلمسة عربية راقية

GMT 21:49 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أبرز النصائح عند اختيار ستائر شيفون للصالون

GMT 11:11 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

الديكور الأميركي في منزلك من خلال بضع خطوات

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya