الرباط - المغرب اليوم
يشهد المغرب، اليوم الجمعة، ثاني استحقاقات انتخابية في ظل دستور 2011، وسط تساؤلات حول مدى قدرة الأحزاب على رفع المشاركة السياسية، لكون العزوف الانتخابي لازم التشريعيات التي عرفتها المملكة.
الحسين العبوشي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة القاضي عياض في مراكش، يرى في تصريح لهسبريس أن “هناك مجهودا من طرف الدولة لرفع نسبة المشاركة ومواجهة العزوف الانتخابي”، موضحا أن هذا المجهود “ارتبط بالحملات التي تقوم بها رفقة الأحزاب السياسية المشاركة في إطار الحملات الانتخابية”.
في مقابل ذلك، أكد أستاذ التعليم العالي ذاته أن “هناك مؤشرات تشجع على العزوف؛ منها الطريقة التي أدارت بها الأحزاب حملاتها الانتخابية، والتي ركزت على خطاب سياسي اتجه نحو السلبية”، مبرزا أن هذا الأمر “خلق تخوفا وترقبا لدى المواطن المغربي”.
وسجل العبوشي أن “هناك توجسا لدى المواطن بسبب التقاطب الحزبي، والصراع الذي بدا واضحا في الحملة الانتخابية، وهو ما سيكون له انعكاس على المشاركة في هذه الانتخابات”، واصفا هذه الاستحقاقات بأنها “ليس لها مثيل على مستوى النقاشات، وخصوصا تلك التي دارت بين العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة”.
من جانبه قال المحلل السياسي كمال القصير إنه “لا يبدو من السهولة في الوقت الحالي وقوع تحولات كبيرة في ما يتعلق بمعدلات المشاركة الشعبية في الاستحقاقات الانتخابية”، معتبرا أن “ظاهرة العزوف الانتخابي لها أسباب سوسيولوجية وسياسية وثقافية تحتاج جهودا كبيرة جدا على المستوى الرسمي وعلى مستوى المجتمع المدني للتعامل معها”.
و أكد القصيرأن “العزوف غير مرتبط فقط بالظروف الاقتصادية الصعبة التي لم تفلح السياسية والمشاركة فيها في معالجتها، رغم كون هذا البعد له نصيب كبير في تفسير صعوبة تجاوز الظاهرة”، مضيفا أن “البعد الثقافي له نصيب أيضا”.
وتساءل القصير عن سبب عزوف الكثيرين من الطبقة المتوسطة عن المشاركة الانتخابية في وقت يفترض أن تكون هذه الطبقة المثقفة والمرتاحة اقتصاديا هي الجسر الذي يمكن من تجاوز العزوف الانتخابي، مبرزا أنه “بعد التحولات التي عرفها المغرب عام 2011 حدث ارتفاع كبير في معدل التسييس الاجتماعي واهتمام الناس بالسياسة”.
“منسوب الوعي السياسي المتزايد في المدن والقرى لا يواكبه تطور كبير في معدلات المشاركة”، يقول القصير الذي شدد على أن أي “فشل سياسي في إدارة محطة 7 أكتوبر سيفاقم العزوف مستقبلا بشكل كبير”.
وأبرز أن “النجاح الديمقراطي في هذه الانتخابات سوف يقوي اتجاه المشاركة في الانتخابات مستقبلا”، محذرا من أي “مقاربة سياسية تقليدية متحكمة تتخوف من تأثير ارتفاع منسوب المشاركة على توازنات المشهد السياسي في المملكة”.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر