سيشل العذراء جنة عشاق الطبيعة الخضراء والمياه الفيروزية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

سيشل العذراء جنة عشاق الطبيعة الخضراء والمياه الفيروزية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سيشل العذراء جنة عشاق الطبيعة الخضراء والمياه الفيروزية

فكتوريا - وكالات

تُعد جزر سيشل جنة لعشاق الطبيعة العذراء، حيث تمتاز الجزر الواقعة في المحيط الهندي قبالة الساحل الشرقي لإفريقيا بطبيعة لاتزال بكراً تزخر بالغابات الخضراء والشواطئ الساحرة والمياه الفيروزية. وللحفاظ على هذا الكنز تعوّل سيشل على السياحة الصديقة للبيئة؛ حيث لا توجد بهذه الجزر فنادق شاهقة الارتفاع أو منتجعات سياحية ضخمة، إنما أماكن صغيرة تنتشر في أحضان الطبيعة الخلابة. وإلى جانب صيد الأسماك يعيش معظم سكان سيشل على عائدات السياحة بشكل أساسي منذ حقبة السبعينات من القرن الماضي. ويعتبر جول راديغوندا واحداً من هؤلاء الأشخاص الذين يستفيدون من الطبيعة البكر حول جزيرة لاديغ التي لم تعبث بها يد الإنسان، ولاتزال محتفظة برونقها الطبيعي إلى حد كبير، وتتجلى فوائد البيئة المحيطة بها كل صباح عندما يقوم الموردون بتوريد حصة أسماك الحبار اللازمة لإعداد أطباق المأكولات البحرية، بعد صيدها من البحر مباشرة. كوكتيل الفواكه هناك ندبة طويلة تزيّن ظهر يد جول راديغوندا، ويحكي أن هذه الندبة عبارة عن تذكار من رحلات الصيد الطويلة، وربما كانت بسبب أسماك الواهو أو التونة. أما عمله الرئيس الآن فيمتاز بأنه أقل خطورة، حيث يعمل هو وزوجته في بار صغير للمشروبات أمام منزله الواقع على الساحل الشرقي للجزيرة ذات الكثافة السكانية المنخفضة. ويقدم في هذا البار كوكتيلات الفواكه، مثل المانغو والموز، كما يقدم لزبائنه أيضاً ثمار جوز الهند، التي يفتحها أمامهم بالساطور. وتأتي هذه الثمار من الحدائق الكثيرة المنتشرة في هذه الجزيرة الواقعة بالمحيط الهندي. وتحل أكشاك كوكتيل الفواكه على الطريق محل محطات التزود بالوقود في هذه الجزيرة الخالية من السيارات تقريباً. ويعتمد السكان المحليون والسياح أيضاً في تنقلاتهم على الدراجات الهوائية. وفي ظل درجات الحرارة الاستوائية يتعرض الأشخاص للعطش الشديد أثناء تنقلاتهم في أرجاء الجزيرة. وعندما يتمكن السياح من التسلق إلى قمة جزيرة نورث آيلاند بصحبة ليندا فانهيرك، فإنهم سينعمون بالانتعاش والاسترخاء، وينتابهم شعور بالبقاء على هذه الجزيرة. وتقوم ليندا فانهيرك البلجيكية بإدارة مشروع الترميم، وتحكي الكثير من القصص والحكايات عن عملها أثناء تنقلاتها في الجزيرة. تاريخ مروّع من خلال هذه القصص يبدو تاريخ الجزيرة مروعاً، فمع انهيار صناعة جوز الهند واجهت الجزيرة مصيراً مؤسفاً، إذ انتشرت الصنوبريات السامة، التي زُرعت في البداية كمصدات للرياح والنباتات المتسلقة، في جميع أرجاء الجزيرة، والتهمت المساحة المُخصصة للغطاء النباتي الطبيعي، بينما قامت الفئران بتسلق الأشجار والتهام البيض من أعشاش الطيور، وقد تم توجيه القطط الوحشية بالفعل للقضاء على طاعون الفئران المنتشر على الجزيرة الصغيرة، التي تبلغ مساحتها ‬201 هكتار، إلا أن هذه القطط كانت تفضل التهام الطيور البحرية. وظلت جزيرة نورث آيلاند بعيدة عن الخريطة السياحية لهذه الجنة الواقعة في المحيط الهندي. ولكن في عام ‬1997 بدأت شركة للسياحة الفاخرة في جنوب إفريقيا إعادة بناء النظام البيئي المنهار في هذ الجزيرة، من خلال قتل القطط الضالة، وتقديم طُعم سام للقوارض المنتشرة في الجزيرة. ونظراً لعدم وجود فريسة في الجزيرة فقد عانت طيور البوم على أشجار النخيل من الجوع، ولم يكن بفعل الإنسان، حيث توضح عالمة الأحياء البلجيكية، التي تعيش وتعمل في جزيرة نورث آيلاند منذ ‬2005، أن هذا العام شهد القضاء على آخر الفئران في الجزيرة. وتحكي ليندا فانهيرك قائلة: «عندما كنا نسير في الغابة آنذاك، كانت تنتشر رائحة نتنة، بسبب كثرة الفئران الميتة. ولكن بعد قتل الأنواع الغريبة من الفئران، بدأنا في إعادة أنواع الطيور والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض في مستنقعات المياه العذبة في الجزيرة». قصص خيالية يتم تمويل عمليات العودة إلى الطبيعة البكر على هذه الجزيرة الخاصة من خلال ‬11 فيلا باهظة الكلفة، توفر للسياح فرصة الاستمتاع بالطبيعة الخلابة في انعزال تام عن الحياة المدنية الصاخبة، في أجواء مستوحاة من قصة روبنسون كروزو الخيالية. وأشار نوبل كاميرون إلى ارتفاع تكاليف حماية البيئة بقوله: «إعادة تأهيل الجزيرة يعتبر من الأمور الرائعة للغاية، لكن يجب الحفاظ على كل جزء يتم إصلاحه». وأوضحت ليندا فانهيرك «لا يقتصر الأمر فقط على مجرد عودة الطيور أو زراعة أشجار الفاكهة الطبيعية، والتأكد من وجود أراضٍ كافية للحشرات»، لذلك تعمل الخبيرة البلجيكية مع فريقها على انتشار أشجار الفاكهة في أنحاء الجزيرة، لكي تحل في وقت قصير للغاية محل أشجار جوز الهند المقطوعة. وتتماشى هذه المحمية الخاصة مع استراتيجية الحكومة، التي سعت خلال العقدين الماضيين إلى إنشاء الكثير من المحميات الطبيعية، والاهتمام أكثر بحماية البيئة. وعندما تقف ليندا فانهيرك على الصخرة التي يبلغ ارتفاعها ‬110 أمتار، وتتجول بناظريها في هذه الجزيرة الخضراء، تشعر بالفخر وتظهر عليها ملامح الشخص الذي يرى مشروع حياته حقيقة ماثلة أمام عينه.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيشل العذراء جنة عشاق الطبيعة الخضراء والمياه الفيروزية سيشل العذراء جنة عشاق الطبيعة الخضراء والمياه الفيروزية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya