مجمع نازي في جزيرة المانية يتحول منتجعا سياحيا فاخرا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مجمع نازي في جزيرة المانية يتحول منتجعا سياحيا فاخرا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مجمع نازي في جزيرة المانية يتحول منتجعا سياحيا فاخرا

صورة من الجو في 18 آب/اغسطس 2016 لمنتجع فخم اقيم في موقع مجمع نازي قرب بينز في جزيرة روغين بشمال شرق المانيا
برورا ـ أ.ف.ب

 تشهد جزيرة المانية في بحر البلطيق ورشة ضخمة لتحويل احد اكبر المجمعات الموروثة من زمن النازيين الى منتجع سياحي فاره مخصص لميسورين بات في امكانهم تمضية اجازاتهم في بعض اجزاء هذا الموقع الذي كان ادولف هتلر يعتزم استخدامه كمركز ترفيهي لمؤيديه.

ويطل مجمع برورا على أحد اجمل الشواطئ في البلاد عند جزيرة روغن، وهو يعود الى الحياة مع وصول طلائع النزلاء الى الشقق الفاخرة الجديدة التي حلت محل اطلال مهجورة لمنشآت اسمنتية ضخمة.

وقد بدأ تشييد مجمع برورا سنة 1936 بهدف ايواء ما يصل الى عشرين الف شخص راغبين في تمضية عطلهم في اطار برنامج نازي حمل عنوان "القوة بالفرح" وكانت احد تجلياته كذلك مركبة "بيتل" (الخنفساء) من شركة "فولكسفاغن" الملقبة ب"سيارة الشعب".

وصمم هذا المجمع اساسا ليقدم لرواده نشاطات متنوعة بينها السباحة والجمباز اضافة الى حصص تلقين للعقيدة النازية مخصصة للمناصرين من أفراد الطبقة العمالية من "العرق الآري". 

ويمتد الموقع على مساحة 4,5 كيلومترات ويتألف من ثمانية مبان ضخمة متطابقة من ست طبقات قبالة البحر. غير ان المشروع اصيب بنكسة في مطلع الحرب العالمية الثانية سنة 1939.

وتحول الموقع الى هيكل اسمنتي واستخدم كثكنات عسكرية للجيش في جمهورية المانيا الشرقية الشيوعية السابقة.

وإثر سقوط جدار برلين سنة 1989، تحول الهيكل الاسمنتي الى منطقة شبه مهجورة اذ لم تستخدم منه الا اجزاء قليلة لحساب متحفين فضلا عن تحويل أحد الاقسام الى نزل شبابي اعتبارا من سنة 2011.

وتوضح سوزانا ميسغايشي وهي مديرة احد المتحفين أن الموقع "يرمز الى الحقبة النازية والعصر الشيوعي في آن معا، اذ يمكن رؤية طريقة عمل النظامين".

وتقول "المجندون الشباب واسرى الحرب وعمال السخرة واللاجئون... كلهم مروا من هنا في مرحلة ما".

- "تسوية مقبولة" -

ويؤكد المروجون العقاريون الذين استثمروا في برورا أنهم يريدون اعطاء هذا الموقع المشحون بالتاريخ حقه.

ويقول فيرنر يونغ وهو وسيط عقاري في مجموعة "ايريسغيرد ريل ايستايت" التي تحول احد المباني الضخمة في الموقع الى تجمع سكني يضم 270 شقة "التاريخ حاضر في كل مكان هنا" و"هذا الامر يجذب اهتمام الزبائن".

لكن يتعين ايجاد توازن معين، اذ يؤكد يونغ "ضرورة الحفاظ على الطابع التذكاري للمكان من جهة، في مقابل رغبة المستثمرين الذين دفعوا الملايين في تحقيق ارباح من جهة ثانية".

ويضيف رجل الاعمال هذا "وصلنا الى تسوية مقبولة"، من خلال خطوات عملية بينها اضافة شرفات على المكان.

من ناحيتها تشير المؤرخة كاتيا لوكه الموظفة في ثاني المتاحف المشغلة للموقع الى ان شركات الترويج العقاري تتحمل مسؤولية امام التاريخ.

وتقول "الناس ينظرون الى هذا المبنى الضخم ويبدون دهشتهم، لذا لا يمكن القيام بشيء عادي، يجب وضع الامور في اطارها" التاريخي.

ومن بين المباني الاساسية الثمانية في الموقع، تعود ملكية واحد الى الحكومة الاقليمية لكنها ترغب في بيعه، في حين يعود اثنان آخران الى مستثمر من ليشتنشتاين وثمة مجمع رابع تم هدمه. اما المباني الاربعة الاخرى فقد بيعت الى شركات عقارية مختلفة على ان يتم تحويلها بالكامل بحلول سنة 2022.

وفي احد هذه المباني، بدأ الزوار بالتوافد لتمضية اجازاتهم في الموقع الذي بات يضم منتجعا صحيا ومطعما للوجبات السريعة ومخبزا بما يلبي تطلعات الزبائن الميسورين في المكان.

- "كفى مواقع تذكارية" -

أما الشقق التي تعكف شركة "ايريسغيرد" العقارية على بنائها حاليا، فقد بيعت بنسبة 95 % بدفع خصوصا من نسب الفوائد المتدنية والاعفاءات الضريبية. 

وقد وظفت الشركة المستثمرة للمشروع ما يزيد عن 90 مليون يورو، ويراوح سعر العقارات بين 350 الف يورو للشقق البالغة مساحتها مئة متر مربع و650 الف يورو للشقق الاكبر المطلة على البحر.

ويقول كارستن راراش وهو رجل خمسيني من سكان المنطقة خلال تمضيته يوم اجازة على الشاطئ "حان الوقت للقيام بخطوة جيدة في برورا"، مضيفا "سئمنا من المواقع التذكارية في المانيا".

ويأمل المتحفان في ان يندمجا ضمن هيكلية واحدة لتركيز جهودهما على تسليط الضوء على تاريخ برورا. 

وقد دفع توافد اكثر من مليون طالب لجوء الى المانيا العام الماضي بسلطات البلاد الى البحث عن سبل اكثر ابتكارا لاستضافتهم... حتى ان بعض هؤلاء تم ايواؤهم خلال الشتاء المنصرم في نزل برورا الشبابي.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجمع نازي في جزيرة المانية يتحول منتجعا سياحيا فاخرا مجمع نازي في جزيرة المانية يتحول منتجعا سياحيا فاخرا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 01:11 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب الرفاعي يؤكد أن مكتبة الإسكندرية تضم الكتب النادرة

GMT 12:05 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 22:28 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الرجاء يعلن تأجيل مباراته أمام الدفاع الحسني الجديدي

GMT 19:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

بركان يواجه الاتحاد الليبي في كأس الكاف

GMT 01:05 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

رابطة المحترفين الجزائري يصفون تصرف زطشي بغير القانوني

GMT 11:29 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

الدبلوماسية المغربية توجه ضربة جديدة لجبهة "البوليساريو"

GMT 01:51 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

سيارة كادت أن تخترق واجهة مقهى في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya