هضبة الجلف الكبير واجهة محبي الصعود إلى قمم القبال
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

هضبة الجلف الكبير واجهة محبي الصعود إلى قمم القبال

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - هضبة الجلف الكبير واجهة محبي الصعود إلى قمم القبال

الجلف الكبير
القاهرة - ندى أبوشادي

يرتفع الجلف الكبير كحائط في عمق الصحراء، وهو موقع معزول لا يتردد عليه السياح كثيرًا مقارنة بآثار مصر المعروفة، حيث لا يزور تلك المنطقة إلا آلاف  عدة من السياح كل عام متتبعين آثار مكتشفي الصحراء والبدو الرحل وعلماء الآثار.

تبدأ الجولة الاستكشافية التقليدية في تلك المنطقة عادةً برحلة طويلة بالحافلات من القاهرة إلى الواحات الداخلة، وتبدأ الرحلة إلى منطقة  الجلف الكبير عبر أبوبالاس التي كانت تستخدم للقوافل المتجهة إلي ليبيا محملة بأوان فخارية كبيرة محملة بالمياه والوقود‏، والتي اعتاد البدو المغيرون على المنطقة اصطحابها معهم ممتلئة بالمياه على ظهور الدواب وتخزينها على مراحل متباعدة من مسافات الرحلة لتأمين التزود بالمياه لوعورة الطريق وندرة آبار المياه.

ويمكن الوصول إلى أبو بالاس من الواحة الداخلة، وللوصول إليها ستسير بجوار الآلاف من الأواني القديمة المكسرة وشظايا الفخار المنتشرة على تلة اكتشفها الأمير كمال الدين (أحد أمراء العائلة الملكية في مصر) في أوائل القرن التاسع عشر، ويعود الفخار المتناثر إلى قوارير مصنوعة من السيراميك يعود تاريخها إلى فترة الاحتلال الروماني لمصر. وكانت أبو بالاس محطة رئيسية على امتداد طريق القوافل الذي يربط وادي النطرون بجنوب غرب مصر.

ومن أبوبالاس يتجه السياح المغامرون جنوبًا إلى هضبة الجلف الكبير يبحثون عن تراث الإنسان الأول الذي كان يطهي مأكله علي نار الحطب، ولمشاهدة الرسوم علي الصخور والتي تعود لآلاف السنين‏، والتي رسمها وهو يتقي غضب الطبيعة، أو يخشى افتراس الحيوانات المتوحشة التي عجت بها يومًا دروب المنطقة التي كانت يوما غابات وأحراشًا كثيفة.

  تقع هضبة الجلف الكبير علي بعد ‏1600‏ كيلو متر من القاهرة‏،‏ وتمتد بطول ١٧٥ كيلومتر وعرض ١٢٥ كيلومتر، وبارتفاع ٣٠٠ متر عن سطح الصحراء حوله، علي حدود مصر مع ليبيا والسودان. وتضم سهولًا شاسعة للكثبان الرملية والكهوف تعود لعصور ما قبل التاريخ‏، وتقع هذه السهول بين هضبة الجلف الكبير وجبل العوينات‏،‏ وتصل مساحتها إلى ‏48‏ ألف و‏523‏ كيلو مترا‏،‏ وتضم صخورًا رملية وفوهات بركانية قديمة ومناطق جبلية ووديانًا عميقة وسلاسل بحر الرمال الأعظم الممتدة طولياً من الشمال إلي الجنوب.

 وتعد واحدة من كبري المحميات الطبيعية لمساحتها الكبيرة، وما تحتويه من كنوز وكهوف صحراوية وجبلية ومناظر خلابة جعلت منها مقصداً للسياح المغامرين ومحبي سباق السفاري والصعود لقمم الجبال. وتتخذ الهضبة شكل المثلث يصعده السائح ليجد قمة منبسطة جدباء بلا حياة، مسطحها بمساحة تقترب من مساحة سويسرا، وهو يشاهد بسيره علي السطح مناظر خلابة ووديانًا شقتها الرياح والمياه في عصور ما قبل التاريخ.

وتعتبر هذه المنطقة الأكثر جفافاً على سطح الأرض، وتدل آثارها على المناخ الممطر القديم الذي ساد خلال العصر الحجري الحديث‏، ‏ والعصر الحجري القديم منذ نحو ‏120‏ ألف سنة قبل الميلاد‏، ‏وتغطي سطح الجلف بلاطات بازلتية ويمتد فوقها مجري نهر واحد علي الأقل، وتشق الوديان هضبة الجلف من جميع جوانبها وأكبرها وادي عبدالملك الذي يمتد شمالاً وجنوباً، والعديد من الوديان الأخرى كوادي بخت ووادي واسع  تمتد من جوانبه ووديان أخري لها كثبان حمراء (وادي حمرا)، وهذا يفصل جبل الجلف الكبير إلي جزأين بينهما عنق أطلق عليه العقبة. وهذه المناظر الخلابة تعوض السائح عما صادفه من مشقة ومخاطر.

يفضل زيارة منطقة الجلف الكبير في الشهور الباردة من السنة أي من شهر أكتوبر/تشرين الأول إلى شهر مايو/أيار، حيث يمكن أن تصل درجة الحرارة في الصيف إلى 35-45 درجة مئوية كحد أقصى. وهناك السائحون مخيمات مؤقتة لليال محدودة يقيمون خلالها في خيام أثناء ترددهم على الوديان والكهوف التي تخفي كنوز وأسرار تلك الهضبة. وفي المنطقة ينعدم الاتصال بأي من المناطق الحضرية في الواحات القريبة ويتم الاعتماد على أنظمة الستالايت في الاتصال حيث تنعدم إشارات الهواتف الخلوية بالإضافة إلى التزود بكل مئونة الرحلة من الأطعمة ومياه الشرب، بالإضافة إلى الوقود اللازم لعربات الدفع الرباعي وحصائر الغرز لمقاومة الكثبان الرملية وقبله الاعتماد على الله.. فهي رحلة إلى غياهب الزمن… لتتبع مواطن الإنسان الأولى.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هضبة الجلف الكبير واجهة محبي الصعود إلى قمم القبال هضبة الجلف الكبير واجهة محبي الصعود إلى قمم القبال



GMT 15:10 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

عجائب طبيعية مذهلة تستحق الزيارة في أوكرانيا

GMT 15:10 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

عجائب طبيعية مذهلة تستحق الزيارة في أوكرانيا

GMT 02:48 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

4 مقاصد قد تلائم ميزانية سفرك إذا كنتِ من محبي المغامرة

GMT 14:32 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أفضل الأماكن لقضاء عطلة مغامرات ممتعة

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya