مع الأطباق المحلية كالكباب، والكفتة، وجبن الحلوم و"البوريك" اللذيذ، فإنه ليس من المستغرب أن يقال أن زوار شمال قبرص سيعودون إلى ديارهم بزيادة في وزنهم 1.5 كيلوغراما، كما ان الجانب التركي الأقل شهرة في جزيرة البحر الأبيض المتوسط مليء بالمقاهي والمطاعم الجذابة التي تقدم وجبات أصيلة جديدة بأقل من 5 جنيهات إسترلينية، مما يجعل من المستحيل مقاومتها بالإضافة إلى المأكولات الشهية، فإن قبرص الشمالية تنعم بصفاء سمائها الزرقاء التي لا تنتهي وأميال من الشواطئ الرملية الناعمة.
وعلى الرغم من كل هذا فقد تمكنت بطريقة ما من البقاء بعيدا عن استهلاكها من قبل السياحة التي تنحدر في موجات على جارتها في الجنوب. وبعد اقامة المعبر من جنوب قبرص تشعر على الفور وكأنك قد تم نقلك مرة أخرى إلى مكان ريفي اكثر من المناطق المحيطة به. وعلى الرغم من استمرار انعزال الجزيرة، أصبح السفر بين الجانبين بسيطا في السنوات الأخيرة ما دام لديك جواز سفرك.ومع ذلك ينبغي للزوار أن يلاحظوا أن العملة في الشمال هي الليرة التركية وليس اليورو.
وتجدر الاشارة إلى انه تم تقسيم شمال وجنوب قبرص الى منطقة عازلة تابعة للامم المتحدة منذ عام 1974. في هذا الوقت أصبح الجنوب وجهة سياحية شعبية صاخبة جاذبة للزوار، بالاضافة إلى سلاسل الوجبات السريعة وكذلك الفنادق الفاخرة والمنتجعات الشاطئية.غير أن الشمال ظل دون تغيير إلى حد كبير مع أميال من الاراضي الخضراء، والشواطئ التي لم يمسها احد والقرى النائية الساحرة.
وقد انقسمت نيقوسيا، كبرى المدن فى الجزيرة، إلى قسمين، وهي عاصمة الجانبين القبرصي اليوناني والقبرصي التركي. وفي الشمال تجد الجزيرة هادئة، متعرجة الشوارع المرصوفة بالحصى وتصطف المحلات التجارية التركية معا. فمن السهل أن تستمتع بجولة حول الأزقة الهادئة المتفرعة قبالة شارع ليدرا، ولكن أفضل طريقة لتجربة شمال قبرص هو استئجار سيارة واستكشاف الجمال غير المستغل بالجزيرة.
مثل المملكة المتحدة، سائقو السيارات في قبرص يقودون على الجانب الأيسر من الطريق مما يجعل من الاسهل بكثير للمصطافين للاستمتاع برحلة على الطريق. ويمكنك الاقامة في فندق "أكابولكو بيتش"، وهو فندق عائلي مع بوفيه فاخر شامل ومنتزه مائي وأكبر شاطئ خاص في الجزيرة و يقع على مساحة 50 فدانا من الحدائق المورقة، وفيه تجد نفسك في وضع جيد لاستكشاف العروض التاريخية والخلابة للجزيرة بمساعدة سيارة تأجير.وهو يقع على بعد 15 دقيقة فقط بالسيارة من مدينة كيرينيا التاريخية التي تعد موطنا لمحلات الشارع الخلفي والبازارات والميناء.
شاطئ ألاغادي - المعروف محليا باسم "شاطئ السلاحف" - هو اقرب بالسيارة علي الطريق الرئيسي الذي يصطف مع أشجار الزيتون الجميلة التي تؤدي إلى بضع مئات من الأمتار من البحر الأزرق. وتأتي السلاحف الخضراء والسلاحف البحرية إلى عشها على الشاطئ حيث يمكن رؤية السلاحف الصغيرة على امتداد الرمال في موسم الذروة من آب / أغسطس إلى أيلول / سبتمبر.كما يقدم الشاطئ مناظر خلابة لسلسلة جبال كيرينيا - التي تعرف أيضا باسم جبل "فايف فينغر". وهو يمتد لمسافة 100 ميل على طول الساحل الشمالي.وينتهي بالسلسلة الجبلية في شبه جزيرة كارباز، التي تعد الجوهرة الطبيعية في تاج شمال قبرص.وهي نقطة متناقضة من الأرض تشير إلى تركيا وسوريا، التي تم إنقاذها من التدخل البشري.
إن رحلة إلى الشمال ستكون ببساطة غير كاملة دون زيارة لشبه الجزيرة، التي تعد الجزء الأكثر طبيعية وذات كثافة سكانية من الجزيرة. بفضل التحسينات على الطرق في العقد الماضي، ستكون قادرا على القيادة من خلال كارباز الوعرة والمعزولة خلاف ذلك، التي تعرض أميال لم يمسها احد.
الحديقة الوطنية "بانهاندل" هي موطن لمئات من الحمير البرية التي تتجول في جميع أنحاء الأراضي والطرق، حيث لديهم الحق في الطريق.معظم الزوار يجلبون التفاح للحمير - التي تخلى عنها المزارعون خلال الغزو التركي - الذي وجدت أنه على الرغم من سمعته كانت ودية للغاية.
شواطئ الجزيرة المذهلة الهادئة، تمتد بقدر ما يمكن للعين أن ترى والمحاطة بالمياه الزرقاء الواضحة. والشاطئ الذهبي هو أفضل شاطئ في الجزيرة، هنا يمكنك التمتع بالماء الدافئة والرمال الناعمة في العزلة القريبة. كما ان كارباز محمية من الإفراط في التنمية، وهو ما يعني بالطبع لا توجد فنادق كبيرة على الشواطئ الجميلة، فقط عدد قليل من الأكواخ الأساسية مرئية بالقرب من الشاطئ الذهبي حيث يمكن للزوار البقاء ليلة فيها إذا كانوا يرغبون في ذلك مع عدد قليل من المرافق، ولكن لا توجد كهرباء جنبا إلى جنب مع مطعم متواضع صغير.
شبه الجزيرة مثالية لاستكشاف الكنائس والمساجد الرائعة في القرى النائية التي تنتشر على طول بانهاندل.على طرف شبه جزيرة كارباس يمكنك أن تجد "دير أبوستولوس أندرياس" ونافورة من المياه ، التي يعتقد أنها مقدسة سواء من قبل القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين.
وعلى الرغم من كل ما تقدمه، لا يذهب إليها سوى جزء صغير من الزوار البريطانيين إلى الجزيرة ممن يسافرون إلى الشمال، ويفضلون بدلا من ذلك التمسك بالسياحة الأكثر استقرارا مثل "أيا نابا"، "بافوس" و"لارنكا". ولكن مع توقع قبرص لعدد قياسي آخر من السياح هذا العام، سيكون من الجيد لأي شخص ان يزور الجزيرة لاستكشاف الجانب التركي الأقل شهرة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر