لندن - كاتيا حداد
تعتبر الخصوصية والهدوء والبساطة من مميزات هذه الشواطئ الخفية والأماكن السياحية في أوروبا، فهي بعيدة عن الحشود والمحلات التجارية والملاهي الليلية الصاخبة، ولكن ما زال زائروها يستطيعون التمتع بالحياة الثقافية المحلية.
وتتميز هذه الشواطئ أيضًا ببساطتها، برمالها وسمكها ومياهها، التي تقع على سواحل البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، منها خلجان صغيرة تقع بين المنحدرات الجيرية المثيرة، والتي تتناثر عليها بقايا السفن، والمناظر الطبيعية، ولكن للأسف أصبحت صفة الكثير من السواحل المميزة في أوروبا الأبراج العالية والكثير من السياح، ولا يزال الكثير من السياح يسعون لشواطئ مثالية تجمع بين الطبيعة والبنية التحتية الجيدة، ولا يزورها الكثير من الناس، حيث يستطيعون الاسترخاء في المدن الساحلية والقرى التقليدية لضمان قضاء عطلة مريحة.
ويأتي على قائمة هذه الشوطئ، شاطئ جزيرة بلاغروزا النائية في دالماتيا، وترتفع عن سطح البحر الأدرياتيكي الأزرق والعميق وتقع في منتصف الطريق بين كرواتيا وايطاليا، بطول 4 الاف قدم، وتوفر مناظر خلابة للطبيعة البرية والبحرية، وتحتوي على منارة بطول 200 قدم تعود الى عام 1875، واكتشف الباحثون في الجزيرة مجموعة من الشظايا والمزهريات والسيراميك والمجوهرات التي يعود تاريخها بين القرنين الثاني والسادس قبل الميلاد، والتي يمكن أن تعود للاغريق، وتضم الجزيرة شاطئي ستارا فالكا وفيلي زال بمياههما الفيروزية الضحلة المعزولة، وتحولت المنارة القديمة الى مجموعة من شقتين مريحات تتكونان من أربع غرف نوم، يمكن استجارها مقابل 422 جنيها استرلينيا للأسبوع، ويعتمد سياح الجزيرة على المأكولات البحرية التي يطلبونها من الصيادين المحليين كوسيلة للغذاء.
وتقع جزيرة ملغيت في دالماتيا في كرواتيا على حديقة وطنية وبحيرات زمردية وخضراء مثالية للسياحة، يمكن للسياح استئجار زورق صغير والدوران حول البحيرات، أو استئجار دراجة والدوران حول البحيرة الكبيرة والتمتع بالمناظر الطبيعية، وزيارة دير البينديكتين الذي يعود للقرن ال12، ويقوم معظم الزوار برحلات يومية الى منطقة دوبروفنيك التي تقدم غابات من الأحراش، وتحتوي الجزيرة على العديد من الشواطئ المعزولة بين الخلجان المناسبة للسباحة وتناول الطعام المحلي مثل جراد البحر، وكان المستكشف الفرنسي البحار جاك كوستو مولعا بجزيرة ملغيت، ويحتوي نادي الغوص المحلي على بعض من حطام سفنه، وتمتلك الجزيرة فندقا وحيدا بثلاث نجوم، مريحا ونظيفا، وتكلف الليلة في حزيران/يونيو 55 جنيها استرلينيا.
ويوفر شاطئ أنامور في تركيا بطول 7.5 ميل أفضل تجربة استرخاء، مع قلعة للقرون الوسطى ومدينة رومانية، ويحتوي الشاطئ على عدد قليل من الفنادق الفخمة، والقليل من نوادي الرياضات المائية، ولكن المدينة ليست معزولة تماما، فهي ملاذ للأتراك في فصل الصيف وخصوصا الأسر التي تتجه اليها من أنقرة والمدن الداخلية، وتحتوي على القليل من المطاعم البسيطة، وتعطي مياهها الضحلة تجربة سباحة مثالية، ويمكن للسياح فيها الجلوس لأخذ حمام من الشمس والقراءة وتناول الطعام والشراب مع أسرهم، ويمكنهم الاندماج مع السكان المحليين ومعرفة الاماكن التي يرتادونها حتى لا يضطروا للدفع بالسعر السياحي، وتحتوي على فندق بإطلالة رائعة قرب البحر يسمي فندق يان، يعرض الغرفة المزدوجة مقابل 33 جنيها استرلينيا مع وجبه الافطار.
وتذكر شواطئ كوفونسيا ذات الرمال والبحر والشمس باليونان المنسبة منذ فترة الستينات، وتعتبر مكانا مفضلا لسكان اثينا فهي ذات أسعار معقولة، وتقع في مكان بعيد بين الجزر السيكلادية الكبرى ناكسوس وأمورغوس، وتتألف شواطئ كوفونسيا من اثنتين من الجزر الصغيرة هي الجزيرة العليا وكاتوا الجزيرة السفلي، وتفصلهما قناة البحر بطول 655 قدما، وكاتوا غير مأهولة بالسكان ولكنها تحتوي على أكواخ لإقامة السياح، ويعيش السكان المحليون في الجزيرة العليا على الصيد، وبالكاد تمر سيارة من هناك، لذلك فالمشي أو القارب أو الدراجة هي الطريقة الوحيدة للتنقل، ويعتمد السياح وأهل الجزيرة على المأكولات البحرية والقليل من لحوم الماعز، وتمتلك العليا شاطئا طويلا جميلا حيث الرمال البيضاء والبحر الفيروزي، ويمتكل الشاطئ بارًا يقدم المشروبات الباردة والوجبات الخفيفية، ويمكن الاقامة في طاحونة قديمة تحولت الى شقه للسياح بأربع غرف تعود لعام 1830، تطل على البحر والميناء بالتحديد، وتكلف الاقامة فيها 150 دولارا لليلة لأربعة أشخاص.
وتقع القرية الساحلية الهادئة باليوشورا جنوب غرب جزيرة كريت اليونانية، وهي مشهورة باليونانيين الذين يبحثون عن هدوء الصيف مع شيء محلي، وحانات ومقاهي يونانية تقليدية، وسينما تنصب في الهواء الطلق، وتمتلك القرية شاطئ باشيا أموس الرئيسي بمساحات شاسعة من الرمال، مع شاطئ للعراة في مكان ناءٍ، وتحتوي القرية على شاطئ كان رائجا لدي الهيبيين في السبعينات يسمى جيايسكاري بطول 2.3 ميل شرق القرية، وشاطئ رملي أخر بطول ثلاث أميال غرب القرية يحتوي على بساتين من أشجار الأزر، وتدير عائلة محلية بالقرب من الشاطئ الرئيسية ستديوهات مانتو يتسع لشخصين مقابل 37 جنيها في الليلة مع وجبة الافطار.
وتقع أفضل الشواطئ في اسبانيا على الساحل الشمالي للبلاد، ومنها شواطئ بلدة صغيرة تسمي فيفيرو في غاليسيا، وتحتوي البلدة على 16 ألف نسمة، وهي مكان مثالي للأصدقاء والعائلة لقضاء عطلة جماعية في أشهر الصيف، وتتميز بشاطئ طويل من الرمال ومناطق بكر من الكثبان الرملية المنخفضة مع مجموعة من الكروم، وفنادق صغيرة وبضع عشرات من المنازل وبيوت الشباب، ويمكن البقاء في فندق أنا الأنيق الذي يحتوي على أكثر من 45 غرفة تطل على البحر، مع مطعم تيو ويقدم غرفة مزدوجة بسعر 71 جنيها استرلينيا مع وجبة الافطار.
وتعرف جزر سيس في اسبانيا في منطقة غاليسيا على البحر الكاريبي أو الجاليكية سيشل، وذلك بفضل تألق شواطئها ذات الرمال البيضاء، وهي تجمع من ثلاث جزر أرخبيلية في شمال غربي أسبانيا، في منطقة غاليسيا، وتمتد لأكثر من نصف ميل بين مونتياغودو وجزر فارو وروداس وهو أطوال شواطئ الأرخبيل، وأجملها، وهو جزر من الحديقة الوطنية المنطقة التي تقع على المحيط الأطلسي ويقع أكثر من 86% من الحديقة تحت الماء، ولا تحتوي الجزر على فنادق ولكنها تحتوي على القليل من المطاعم الأساسية، ولكنها تمتلك قصرا تقليديا من خمس نجوم يسمى بازو لوس اسكودو يحتوي على 54 غرفة بين المبنى الرئيسي والقديم، بغرف متفاوتة وشرفات واسعة، ويعرض الغرفة المزدوجة مقابل 133 جنيها استرلينيا شاملة لوجبة الافطار.
وتقع شواطئ كمبورتا في ترويا على بعد 90 دقيقة من عاصمة البرتغال لشبونة، وهو موطن لأميرة هانوغر كارولين وكريستيان لوبوتان ويمتلكون فيلات في هذا المنطقة، وتقع المنطقة على المحيط الهندي وتوفر شواطئ مهجورة مثالية برمال بيضاء، وتحتوي على مطاعم تقدم اسماك الشبوط البرتغالية الرائعة، ويمكن الاقامة في فندق سوبليم مقابل 138 جنيها استرلينيا لليلية.
وتضم جزيرة باروكيرولي في فرنسا، والتي تقع جنوب مدينة بروفنس، جزءا من مشاهد الريفيرا الفرنسية ولكن دون الكثير من السياح، فهي قرية وادعة تكرس نفسها لمزارع كروم العنب والزيتون والغابات الطبيعة، وتمتلك في الجنوب منحدرات وخلجانا، وفي الشمال شواطئ رملية جميلة، أفضلها شاطئ نوتردام الذي يبعد عن وسط المدينة 40 دقيقة سيرا على الأقدام، وهو شاطئ معزول لا يحتوي على مبنى واحد، ويمكن الاستلقاء على رماله والتمتع بأخذ حمام شمس أو السباحة، والاستمتاع بمنظر أشجار الكينا والصنوبر والأعشاب ورائحتها، ويمكن البقاء في فيلا سانت القرية المعروضة ب125 جنيها استرلينيا لليلة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر