التزلج على الجليد بين الرياضة والهواية في البلاد العربية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

التزلج على الجليد بين الرياضة والهواية في البلاد العربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - التزلج على الجليد بين الرياضة والهواية في البلاد العربية

التزلج على الجليد
القاهرة - ندى أبو شادي

يعتبر التزلج من الهوايات المتنامية في البلدان العربية. فبعيدًا عن لبنان وبعض البلدان التي تُغطيها الثلوج شتاء، كانت فكرة ممارسة التزلج على الجليد، كهواية أو رياضة، إما لا تخطر على البال أو تقتصر على النخبة. لكن بعد أن انفتح العالم على مصراعيه أمام الكل بفضل انتشار وسائل السفر الاقتصادي والفنادق السياحية، أصبحت هذه الهواية ديمقراطية تحتضن كل من يريد خوضها.

وبينما لا تزال بعض المنتجعات حكرا على النخبة مثل غاشتاد وآسبن وسانت موريس وميجيف وغيرها، فإن منتجعات أخرى فتحت الأبواب أمام جيل جديد ممن يعشقون ممارسة هذه الرياضة نظرا لفوائدها الكثيرة، وأيضا لمن يعشقون التباهي والتقاط صور «السيلفي» في أعالي الجبال وهم في حلة بألوان زاهية.

 في كل الأحوال تحتاج هذه الهواية إلى لياقة بدنية عالية وتدريب لائق قبل الانطلاق إلى قمم الجبال. فرغم أن فوائدها لا تُحصى فإن مخاطرها أيضا كثيرة لمن لا يتقنونها، لهذا ينصح الخبراء بالتدريب قبل السفر في مراكز مغلقة للتعرف على بعض المبادئ الأساسية. ولأن معظم بلدان أوروبا وأميركا الشمالية تتمتع بحلبات ومسارات تلبي كل الأذواق والمتطلبات، وهو ما قد يسبب الحيرة للبعض، لخصنا في هذا الملف بعضا من أهم المراكز والمنتجعات التي تستحق الزيارة:

 التزلج في النمسا... صناعة ومتعة
رغم شهرة النمسا كموطن للرياضة والسياحة الشتوية فإن النمساويين لا يدعون أنهم أول من عرف رياضة التزلج على الجليد. لكنهم في المقابل يفتخرون بأن ابن بلدهم، ماتياس زادارسكي، كان أول من استخدم الفولاذ المقاوم للصدأ في الزحافات الجليدية، وحصل في عام 1896 على براءة اختراعه، ليُصبح مؤسس تقنية التزلج في جبال الألب. بالإضافة لما حبته لها الطبيعة من جبال يُقدر عددها بـ300 قمة جبلية تغطيها الثلوج على مدار العام، ويصل ارتفاع بعضها إلى أكثر من 3150 مترا، مثل قمة غروسقلوكنر بارتفاع 3798 مترا، فإن النمسا تشتهر بمدارس وأكاديميات كثيرة في هذا الخصوص. وتعتبر الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) حتى أبريل (نيسان) موسمها المفضل. في شهر فبراير (شباط) مثلا تمنح المدارس عطلة تعرف بعطلة

«التزلج» تسعى فيها حتى الأسر عادية الإمكانيات لتنظيم رحلات تستغل فيها تساقط الثلوج. لكن هذه الأنشطة لا تقتصر على السكان المحليين فحسب، بل تشمل أيضا عائلات ملكية أوروبية من بريطانيا وهولندا تحديدا، ورياضيين محترفين نظرا لما توفره من تسهيلات وفرص هائلة لممارسة رياضاتهم الشتوية المفضلة. ففي أحيان أخرى وعندما لا تكفي الثلوج الطبيعية لخلق حلبة صالحة فإن السلطات تُغذيها بثلوج صناعية حتى تكتمل المُتعة. ويعتمد نجاح الموسم على نسبة تساقط الثلوج، فإن انخفضت كان الموسم فاترا وإن زادت عن الحد، أمست خطرا. ففي الحالة الأخيرة قد تصحبها أمطار ورياح تسبب انهيارات ثلجية تتحسب لها أجهزة متخصصة وتتابعها بدقة متناهية حتى تُخطر المتزلجين محافظة على سلامتهم من جهة وسُمعتها من جهة ثانية. وعموما تتوفر أخبار الطقس وتفاصيله من ساعة إلى أخرى في كثير من المواقع الإلكترونية لكل منتجع مع تصوير حي ومباشر، كما أن هناك تطبيقات يمكن تنزيلها بالهواتف الذكية بهذا الخصوص.

 وللنمسا بنية تحتية متينة تساعد على الوصول إلى مواقعها والانتقال من منطقة لأخرى بسهولة وسلاسة، فضلا عن توفر إمكانية شراء أو تأجير المعدات والملابس بما في ذلك الأحذية، فالملابس المناسبة شرط أساسي من شروط الاستمتاع بالتزلج. لهذا تُوفر معظم الفنادق بمنتجعات تزلج هذه المعدات التي تراعي الأناقة وعناصر السلامة في الوقت ذاته.

  أهم مناطق التزلج النمساوية
 تتنافس الأقاليم النمساوية على ما يمكن وصفه بسياحة «بيع الثلج» لا سيما في أقاليم مرتفعة مثل تيرول وسالزبورغ وكرنثيا وفورالبورغ لما تتمتع به من جبال شاهقة.
 بعضها يعتبر من المنتجعات بالغة الفخامة، مثل منطقة «Kitzbuhel» بإقليم سالزبورغ التي تتميز بمنحدر يعتبر الأصعب في العالم. ومن جبالها كيتزبوهيل هورن بارتفاع 1996 متراً و«هانينكامرينين» بارتفاع 1712. تتميز كيتزبول على سبيل المثال بقدرات هائلة لاستيعاب السياح، بأكثر من 10 آلاف مقر سكن و56 مرفقاً للكابلات و168 كيلومترا منحدر و40 كيلومترا مسار تزلج، فضلا عن وفرة أماكن الترفيه للشباب ممن يعشقون السهر والعطلات الصاخبة.
 
كذلك تعتبر منطقة الباخ «Alpbach» من أجمل المناطق بإقليم تيرول بارتفاع 2128 مترا ولشدة الانحدار لا تتجاوز الرحلة من الوادي لأعلى الجبل أكثر من 15 دقيقة، خصوصا وأنها تتوفر على 46 مصعداً و4 مناطق للرياضة والانطلاق لكل منها مغرياته.

 فيينا وسمرنيغ

البشرى للمبتدئين أو غير القادرين على القمم الشاهقة، أن منطقة سمرينغ التي تقع على بعد 100 كيلومتر من العاصمة فيينا بارتفاع 336 مترا، لا تبخل على زوارها من عشاق الثلوج ببرامج غنية. واحد منها أنها تُغطي بدءا من نوفمبر إلى آخر شهر مارس (آذار) ساحة مجلسها البلدي بجليد صناعي في حلقة دائرية غير مسقوفة بطول 8 آلاف متر لتمكينهم من التزلج.

 وفي حال نعمت فيينا بشتاء قارس، فإن نهر الدانوب يتجمد، الأمر الذي يتيح لمن يشاء السير والتزلج والرقص على سطحه على شرط أن تسمح السلطات بذلك. السبب أنه عندما لا يكون متجمدا بعمق مناسب، يتهشم جليده بسرعة مما يعرض المتزلج أو السائر فوقه للخطر.

 أناقة شتوية
تتطلب السياحة شتاء وللاستمتاع بالثلوج حرصاً بالغاً في اختيار الملابس المناسبة التي تحمي من البرد والمطر والرياح، سيما الأحذية المتينة المبطنة ذات الأرضية المصنوعة أساسا للسير فوق الثلوج أو الجليد. فهي تتميز بما يشبه المسامير حتى لا تسبب الانزلاق والسقوط.

 من الإكسسوارات المهمة أيضا النظارات الشمسية للوقاية من أشعة الشمس فوق البنفسجية التي تزيد كلما زاد الارتفاع، فضلا عن الكريمات المرطبة للبشرة حتى لا تتشقق من شدة البرد، ويشمل الأمر هنا الرجال والنساء على حد سواء، لأن للضرورة أحكاماً.
 
 
 
 
 
العرب والثلوج
ما يثير الانتباه أن الإحصاءات تسجل زيادة مطردة في عدد سياح النمسا شتاء من العرب القادمين من منطقة الخليج، إما للتمتع بمنظر الثلوج كنوع من التغيير، أو لممارسة التزلج كرياضة شتوية آخذة في التوسع والانتشار. وهو ما يؤكده ظهور متزلجين عرب يشاركون في مسابقات عالمية، مثل الإماراتية، زهرة لاري، الملقبة بـ«أميرة الجليد». شابة جامعية محجبة ساعدها على التفوق وجود حلبات تزلج مغلقة بالإمارات العربية المتحدة، وما حظيت به من دعم أسري ورسمي وجدية في التدريب. ونظرا لتزايد سياح الرياضات الشتوية، وسعت النمسا أنشطتها في المنطقة، حيث وفرت على صفحات إلكترونية معلومات شاملة عن شتى أنشطتها والأسعار وأماكن الإقامة وغيرها. وتوجد الآن نحو 3500 وكالة سفر بدول الخليج تتعامل مع مكاتب سياحة نمساوية. فالنمسا لا تدخر جهدا لجذب السياح من كل أنحاء العالم، مستغلة تضاريسها الطبيعية وطقسها المتنوع. ما يُحسب لها أنها لا تتوقف أيضاً عن الاستثمارات والتجديدات في حلباتها وتوسيع أنشطتها وتسهيلات الشتوية تحديدا، بدءا من تقديم دروس بلغات عالمية للمبتدئين أو لتخصيص مدارس لأطفال لا تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات.
 
 
 
سلوفينيا... تغازل منطقة الشرق الأوسط بالثلج
ما لا يعرفه سوى قلة أن سلوفينيا توفر أثناء فصل الشتاء وتساقط الثلوج قائمة من البرامج السياحية المختارة بعناية لسياح الخليج والشرق الأوسط تحديدا، بما في ذلك مسارات التزلج والإقامة في الفلل الريفية المجهزة تجهيزاً كاملاً بالمعدات الضرورية.
 
فعندما تغطي الثلوج المروج والحقول والغابات، يتم ترتيب مسارات التزلج في كثير من الأماكن السياحية ومنها هضبة بوكلجوكا الكائنة فيها نادٍ مصمم للتزلج على الجليد يدعى بلانيكا نورديك سينتر. ويستطيع السائح هنا الاستمتاع بنحو 40 كيلومتراً من المسارات الفريدة في كرانجسكا غورا وراتيس ومشاهدة مناظر الجليد على التلال الممتدة على طول الطريق مروراً بوادي تمارا الكائن بين جبال الألب. كما تعتبر جيزرسكو مقصدا شعبيا للمتزلجين، فضلاً عن هضبة بلوك بلاتو التي تمثل مهد التزلج في سلوفينيا. وتوجد أسماء مختلفة مراكز من التزلج مثل كرانجسكا غورا، وروجلا، وبوهورجي، وكوب لوغاتيك وميدفود.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التزلج على الجليد بين الرياضة والهواية في البلاد العربية التزلج على الجليد بين الرياضة والهواية في البلاد العربية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya