محطات التزلج تتكيف مع الاحترار المناخي وما يحمله من تغيرات
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

محطات التزلج تتكيف مع الاحترار المناخي وما يحمله من تغيرات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - محطات التزلج تتكيف مع الاحترار المناخي وما يحمله من تغيرات

احد المنحدرات في منتجع دافوس السويسري للتزلج
غرونوبل - أ.ف.ب

تضطر محطات التزلج الى التكيف مع الاحترار المناخي وما يحمله من تغيرات على صعيد سماكة الثلوج او عدم انتظام إن  لم يكن غيابها الكامل.

ويمر هذا التكيف مع تنويع النشاطات المقترحة على رواد هذه المحطات في الجبال المتوسطة الارتفاع (حوالى 1300 متر) حيث يتوقع العلماء "تفاوتا سنويا كبيرا" في تساقط الثلوج.

ومنذ الستينات، عرفت جبال الالب  الفرنسية تراجعا نسبته 30 % في كميات الثلوج على ثلاثين عاما فيما ارتفعت الحرارة فيها 1,6 درجة مئوية على ما يفيد المرصد المحلي لتأثيرات التغير المناخي.

ويوضح تييري لوبيل مدير مختبر دراسات التحولات في المتساقطات والبيئة في غرونوبل في قلب جبال الالب ان "العقود المقبلة ستشهد تغيرا في المتساقطات والثلوج وفي طبيعة الانهيارات الثلجية".

- تنويع النشاطات -

في دروزان-لو-مون وهي محطة عائلية صغيرة في منطقة اوت-سافوا تقع على ارتفاع 1250 مترا، استعادت البلدية استثمار المحطة العام 2013 وباشرت خطة لتنويع النشاطات لعدم الاعتماد على التزلج فقط.

ففي منحدرات التزلج التي يصل عددها الى عشرة تقريبا في هذا المجمع ازيلت قاذفات الثلوج ومصاعد التزلج الكهربائية فيما عادت الطبيعة لتبسط فراشها. وقبالة هذه المنحدرات التي يفترض ان يقام عليها مدرج للزحافات الثلجية والتزلج بمساعدة احصنة او كلاب او الراكيت، باتت الفنادق شبه خالية.

ويقول فرانك فيرنيه المساعد الاول في بلدية بيو (600 نسمة) التي تدير المحطة حيث تراجعت اسعار العقارات "لم نفتح منذ ثلاثة مواسم. لم يعد الامر مربحا. لن نتخلى عن التزلج لكننا نريد ان نجذب الناس بطرق اخرى. والا قضي علينا".

وهذا ما حصل العام 1993 مع محطة سانت-انوريه الواقعة على ارتفاع 1500 متر في منطقة ايزير. وقد اطلق هذا المشروع في الثمانينات ويمكنه ايواء 1400 شخص وقد اوقف بسبب النقص في الثلوج ومشاكل اقتصادية. وبقيت المحطة مدينة اشباح لفترة طويلة مع ابنيتها المهجورة الا انها تخضع حاليا لاعادة تأهيل.

- مواسم اقصر -

وهذا الوضع لا يقتصر على منطقة الالب. ففي السويد قد يؤدي ارتفاع الحرارة المتوقع بسبع درجات بحلول العام 2100 الى تقلص موسم التزلج بشهرين اعتبارا من العام 2050 على ما تفيد هيئة الارصاد الجوية الوطنية. وفي منطقة داليكارلي اضطرت سبع محطات تزلج صغيرة من اصل حوالى ثلاثين الى اقفال ابوابها اعتبارا من العام 2008 لانها لم تعد قادرة على تحمل كلفة قاذفات الثلوج.

وتفيد الجمعية السويدية لمحطات التزلج انه منذ ثلاثين عاما يمكن ل80 % من هذه المحطات الواقعة على علو متدن ان تعمل بفضل الثلج الاصطناعي. وتقع محطة اريه التي يتردد اليها اكبر عدد من المتزلجين على ارتفاع يقل عن 1300 متر وهي استقبلت بطولة العالم للتزلج العام 2007.

وفي فرنسا تفيد شبكة جبال الالب (ادوك الب) ان الموسم قد يخسر شهرا اعتبارا من العام 2040 وشهرين ونصف الشهر بحلول العام 2080.

وبانتظار ذلك تتخذ سلسلة من الاجراءات العملية منذ العام 1990 للتخفيف من وطأة نزوات المناخ.

ويوضح بنجامان بلان وهو مدير منحدرات تزلج في منطقة سافوا "نأخذ اكثر في الاعتبار التعرض للشمس ونقيم المدرجات على منحدرات اخرى تكون بمنأى عن التيارات الهوائية القوية ونستخدم الثلج الاصطناعي لندعم الثلج الطبيعي".

وتستخدم هذه المحطة وهي الاعلى في اوروبا على ارتفاع 2300، خلال السنة الراهنة برمجية "جي بي اس" لتحديد المواقع التي تتلقى اقل كمية من الثلج واتخاذ الاجراءات المناسبة مقتصدين بذلك "20 % من استهلاك المحروقات".

- تغطية الكتل الجليدية؟ -

وتقول بطلة العالم السابقة في التزلج فابيان سير (59 عاما) ان المحطات الواقعة على علو مرتفع "ستكون الرابح الاكبر" مع تطور المناخ لكن السؤال يبقى "ما كلفة ذلك على الزبائن؟"

وتقول "في الثمانينات كنا نتدرب على علو متدن على ارتفاع 2400 متر حتى في تموز/يوليو. اليوم الكثير من الشباب المشاركين في البطولات ينتقلون الى اميركا الجنوبية".

فالكتل الجليدية تتراجع في الالب ايضا ومعها التزلج الصيفي. وتفيد شبكة "ادوك الب" ان كتل الجليد خسرت 26 % من مساحتها واكثر من ثلث حجمها منذ 40 عاما.

ويقول تييري لوبيل بحسرة "مع ارتفاع الحرارة بدرجتين او ثلاث درجات ستختفي الكتل الجليدية الواقعة على اقل من ثلاثة الاف متر".

وتؤثر طوبوغرافيا المنطقة والتعرض للشمس على ذلك. يضاف الى ذلك استثمار الكتل الجليدية على ما يؤكد بنجامان بلان مشيرا الى ان منطقته اغلقت كتلتها الجليدية قبل عشر سنوات لحمايتها.

ويوضح "نسبب الانهيارات الثلجية لضمان سلامة المدرجات الواقعة تحتها. لكن ذلك يزيل الثلوج التي تغذي هذه الكتل".

ويقترح البطل الاولمبي في التزلج فريدريك شابو المعتاد على التدريبات على الكتل الجليدية تغطيتها بشوادر "كما يحصل في سويسرا وايطاليا" لابطاء ذوبانها في الصيف.

الا ان تييري لوبيل يرى في هذا الاقتراح "حلا محليا ويائسا يساهم فقط في تأخير الاستحقاق: يجب ان نعمل على خفض انبعاثات الكربون".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محطات التزلج تتكيف مع الاحترار المناخي وما يحمله من تغيرات محطات التزلج تتكيف مع الاحترار المناخي وما يحمله من تغيرات



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya