القاهرة - المغرب اليوم
الإكتئاب هو أكثر المشاكل النفسية التي يمكنها التأثير بقوة على سلوكيات الفرد المصاب بها، وقد تكون خفيفةً أو قوية جداً بحيث قد توصل الفرد للإنتحار في أسوأ حالاتها.
والمعروف أن معالجة الكآبة الشديدة يكون من خلال إعطاء المريض مضادات الإكتئاب والخضوع للعلاج النفسي، لكن يبدو أن طريقةً جديدة قد تصبح مشروعةً لهذا النوع من الأمراض النفسية.
ففي دراسة من كلية لندن الجامعية، بالتعاون مع جامعة "آي سي آر إي إيه" في برشلونة"، يجري الباحثون اختباراً لأسلوب جديد يتضمن تحويل مريض الإكتئاب لشخصية طفل إفتراضي يبكي، ويمكن لهذا العلاج المساعدة في علاج الإكتئاب ومرضى حالات المرض العقلي بحسب زعم العاملين على هذه الدراسة.
والأسلوب الجديد يشتمل على خوذة تنتج صوراً بحجم واقعي، لشخصية بالغة في البداية ثم لطفل وهو يبكي. وتمَ الطلب من المرضى الخاضعين للتجربة والذين ارتدوا خوذة أنتجت نسخة منهم على مرآة إفتراضية، التركيز مع الشخصية الإفتراضية البالغة التي تقوم بحركات مماثلة لحركات المريض في عملية أُطلق عليها إسم "تجسيد". ثم يلاحظ المرضى الشخصية الإفتراضية لطفل صغير يبكي يظهر أيضاً في المرآة.
عندها يُطلب من المرضى التعبير بكلمات تعاطف مع الطفل ومحاولة تهدئته وإيقافه عن البكاء. كما طلبوا منهم دعوة الطفل للتفكير بشيء مفرح وكذلك بأشخاص يحبهم، وفي هذه المرحلة تتبدل الأدوار حيث أن العلماء قاموا بتعديل الخوذة ليتجسد المريض في شخصية الطفل الإفتراضية التي استنسخت حركات المريض نفسه، ويبدأ المريض بسماع كلمات تعاطف ودعم من الشخصية الإفتراضية البالغة بصوت الشخص نفسه.
وبحسب البروفسور كريس بريوين رئيس فريق البحث، فإن النتائج المتوقعة من هذا الأسلوب العلاجي واعدة للغاية، وقد لوحظ تراجع معدل الإكتئاب عند 9 أشخاص من أصل 15 شخصاً خضعوا للتجربة في غضون شهر، ويمهَد البحث الجديد المنشور في صحيفة "سايكاتري أوبن" البريطانية السبيل لتجربته على نطاق أوسع في المستقبل على المرضى الذين يعانون من حالات الإكتئاب والإضطراب العقلي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر