أثيرت أقاويل كثيرة خلال الآونة الأخيرة بشأن ما يعرف بالطب التلطيفي أو الرعاية التلطيفية، التي تعد واحدة من مجالات الرعاية الطبية، التي تهتم بتخفيف معاناة المرضى.
ويعد الطب التلطيفي نهجاً مناسباً للمرضى في كافة مراحل المرض، بمن فيهم الأشخاص الذين يخضعون للعلاج من الأمراض التي يمكن الشفاء منها وأولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة والأشخاص الذين يعانون من الأمراض التي تقربهم من الموت.
وتصفه منظمة الصحة العالمية، وفقاً لما هو منشور على موقعها الإلكتروني عبر الإنترنت، بأنه نهج يعني بتحسين جودة حياة المرضى وأسرهم ممن يواجهون مشاكل ترتبط بأمراض تهدد حياتهم عبر منع وتخفيف معاناتهم بالكشف المبكر والتقييم الذي لا تشوبه شائبة ومعالجة الآلام وباقي المشكلات سواء كانت بدنية، نفسية وروحية.
ويرتكز هذا النوع من الطب على الأطباء، الصيادلة، الممرضات، رجال الدين، الأخصائيين الاجتماعيين، الأطباء النفسيين ومختصين آخرين لوضع خطة رعاية تخفف معاناة المرضى.
ويتألف الطب التلطيفي من عدة جوانب، أولها الرعاية البدنية التي تتألف من شقين هما علاج الألم من خلال تحديد مصادره ومن ثم تخفيفها عبر استعمال بعض الأدوية التي تتراوح ما بين المسكنات البسيطة أو المسكنات المتوسطة أو المسكنات القوية. وكذلك علاج الأعراض غير المؤلمة، التي تشمل الغثيان والضعف العام والاختلال العقلي، ومشاكل الأمعاء أو المثانة وبعض صعوبات التنفس وغيرها.
وثاني الجوانب هي الرعاية النفسية، وتنطوي على المساعدة في علاج الاكتئاب والحزن ومشاكل الصحة العقلية التي قد تحتاج إلى علاج دوائي أو غيره. والجانب الثالث هو الرعاية الروحية، التي تعني بتوفير الاحتياجات الدينية: ويشمل ذلك دعم ونصح رجال الدين للشخص نفسه أو عائلته أو من خلال سد الثغرات التي بداخلهم إذا كانوا بحاجة لذلك.
وشهدت الأوساط الطبية في الغرب اهتماماً كبيراً بهذا النوع من الطب، ويُدرَّس الآن في كليات الطب والتمريض، كما أنه الآن ضمن المنهج المعتمد في برنامج تخصص الأطباء للأمراض الباطنية وغيرها واُعتُمِد كفصل مستقل في الكثير من الكتب الطبية المعروفة.
وبدأ يزداد الاهتمام بهذا النوع من التخصص في الدول العربية، حيث تأسس في بعض الدول كالأردن والسعودية، وهو تحت التأسيس حالياً في العديد من البلدان مثل مصر والكويت وغيرها.
هذا ويستند ذلك النوع الجديد من الطب على عدة أسس من بينها :
- الاعتماد على فريق طبي متكامل يقدم كافة سبل الرعاية والاهتمام.
- امتلاك الفريق لخبرات متميزة تمكنهم من معالجة الآلام والأعراض المختلفة.
- امتلاك الفريق مهارات خاصة للتواصل مع المرضى عبر الجلسات الودية ومنحهم الوقت للحديث عن أنفسهم وتقديم الدعم النفسي والمعنوي وتحديد أولويات العلاج.
- الاهتمام أيضاً بعائلة المريض.
- تقديم الإرشادات الخاصة بالخيارات العلاجية الصعبة والمعقدة.
- تقديم يد العون للمرضى المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة مثل السرطان، أمراض القلب، الانسداد الرئوي المزمن، الفشل الكلوي، الزهايمر، الشلل الرعاش و التصلب الجانبي الضموري.
- التركيز على أعراض من بينها الألم، قِصر النفس، التعب، الإمساك، الغثيان، فقدان الشهية، صعوبة النوم والاكتئاب.
- تحسين قدرة الأشخاص على التعامل مع العلاجات الطبية.
- المساعدة في فرض مزيد من السيطرة على الرعاية الصحية عن طريق تحسين سبل التواصل بما يسمح للمرضى فهم الخيارات العلاجية بشكل أفضل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر