ماذا قال عنه الطب القديم؟لقد ورد ذكر الكراث في ورقة بردية قديمة يرجع تاريخها إلى الأسرة الخامسة.
وقد وجد الكراث في مقابر رومانية قديمة وقد قيل كما ذكر المؤرخ "بلين" إن الأمبراطور الروماني "نيرون" كان يخصص يوما كل شهر لتناول الكراث، وذلك ليحسن صوته.
كما يروي أن الفرعون "شوبس" كافأ أحد السحرة بمائة حبة من الكراث. كما أن الفيلسوف اليوناني "ارسطو" كان يرجع نفاذ صوت الحجل وقوته إلى تناوله الكراث.
وأما أبوقراط أبو الطب اليوناني فقال إن الكراث يدر البول ويلين المعدة ويوقف التجشؤ، ويشفي من السل والعقم ويدر حليب المرضعة ويشفي من القولنج ويقطع نزيف الأنف ويقضي على اختناق الرحم.
وقد قال عنه داود الأنطاكي "ينفع من الربو وأوجاع الصدر والسعال وخاصة إذا طبخ في الشعير شرباً ويهيج الجماع والقوة الجنسية (بذوره) ويزيل البواسير ضماداً بالصبر، يجلو الكلف والنمش والثآليل طلاء بعسل النحل".
وقال فيه ابن سينا: "الكراث الشامي يذهب بالثآليل والبثرات وأكله يفسد اللثة والأسنان ويضر بالبصر والكراث النبطي ينفع البواسير مسلوقاً أكلاً وضماداً ويحرك الباه ويوضع على الجراحات الدامية فيقطع دمها وأصحاب الألحان يستعملونه لتصفية أصواتهم".
وماذا قال عنه الطب الحديث؟
يعتبر الكراث في تأثيره الطبي مقارباً لتأثير البصل فهو مهضم ومقشع (طارد للبلغم)، مطر (ملين) ومدر للبول وطارد للديدان.
وقد اثبتت الأبحاث أن له تأثيرا مضادا للبكتريا وبالأخص ضد النوع ستافيللوكوكس أورس موجبة وسالبة الجرام.
وتقول بعض الدراسات أن الكراث يخفف البدانة .. كما أن الكراث يستعمل خارجياً حيث يستعمل عصيره مع الحليب غسولاً للوجه لإزالة البقع الحمراء والطفح الجلدي .. وعصيره مع لب القمح وسكر قليل يستعمل لبخات على الجراحات والدمامل لانضاجها وإخراج ما بها من صديد.
كما أن مغلي أوراق الكراث ينفع مطهراً ومعقماً للجروح. ولإزالة آلام قرص الحشرات يفرك مكان القرصة بالكراث.
1- من المؤكد أن هذه الخضار تقوي دفاعنا الطبيعي المهدد بالاعتداءات الفصلية أو الجرثومية لأنه يعطينا الفيتامين (ب) وهو عنصر التوازن والفيتامين (ج) الثمين في مقاومة الأنتان والتعب.
2- إن أجل خدمة يقدمها الكراث إلى الإنسان هي في الجهاز الهضمي، فهو مقبـل، وبهذه الصفة نجده ماثلا في كتب الطب التي ترجع بتاريخها إلى عدة قرون.
وهو سهل الهضم، فإذا ما صنع منه حساء استطاعت أكثر المعدة الحساسة تقبله وهضمه دون أن يسبب لها أي تقبض كالذي تبديه حيال غيره من الأطعمة.
زد على ذلك أنه يريح المعدة وينشطها، واختماره يسهل عملية الهضم والامتصاص. أما ما يحتوي عليه من كبريت فيقاوم التخمرات العفنة.
3- أما سكر الخشب الذي يكثر في الكراث والسللوز فإنهما يقومان بتنظيف الأمعاء تنظيفا شاملا، فالعنصر الأول يجرف أثناء مروره في الأمعاء جميع ما يكون قد تخلف فيها من فضلات الطعام ، بينما يعمل العنصر الثاني في طرها خارجا، ومن هنا ظفر الكراث بشهرته – التي لا شك فيها- بصفته ملينا لطيفا وطبيعيا.
4- وفضائل الكراث لا تتوقف هنا – فهو يقاوم فقر الدم لأن ما يحتوي عليه من الحديد ينشط توالد وعمل الكريات الحمراء.
وهو يقوي العظام والجلد بفضل ما يضم من الجير والكلس، كما أنه ينشط الجهاز العصبي بما يحمل من مغنيزيزم.
5- والكراث موصوف في أمراض تصلب الشرايين والروماتيزما والنقرس (داء الملوك) والتهابات الكلى والمثانة والسمنة لأن ما يحتوي عليه من خلاصة الـ sulfo-azotee يضعه في مصاف افضل مدرات البول التي وضعها الله في الطبيعة بتصرفنا.
6- وغنى الكراث بالأملاح القلوية يبلغ درجة جعلت بعض الباحثين لا يترددون في القول إن المعالجة بالكراث لا تقل نفعا عن المعالجة بمياه (فيشي) المعدنية.
7- إلا أن أهم ميزة في الكراث هي أنه يقدم إلينا في فصل الشتاء، عنصرا لا غنى عنه على ندرته في الأشهر الباردة، ألا وهو الكلوروفيل.
وقد دلت الأبحاث العلمية أو الورقة، هذا المختبر البيوكيميائي الضخم الذي يغذيه النور، يملك قيمة بيولوجية رفيعة، فهي من ناحية، توفر عناصر في تطور التوالد أي أنها تكون أسهل امتصاصا.
كما أن الكلوروفيل يعتبر، من ناحية ثانية، منشطا فعالا للتبادل الغذائي ، جدير بتسهيل عملية استخدام المواد المبتلعة، كما أنه، في الوقت نفسه، منشط لقدرة العضلة القلبية.
8- فحذار من تبديد مادة على مثل هذه القيمة: احتفظوا دائما بالأوراق الخضراء للكراث ، وإذا كنتم من أصحاب الحدائق ، تشبهوا بالفلاحين الذين يكتفون، بدافع من الاقتصاد أو الحكمة، بقطع أوراق الكراث لصنع الحساء ولا يقتلعون الكراث كله إلا إذا عندما يريدون طهو طبق منه أو إذا ماراوه أوشك أن يبرز.
بتحليل الكراث وجد أن المائة غرام منه يحتوي على:
1- نسبة عالية من الأملاح المعدنية والفيتامينات ففيه 90% من وزنه ماء.
2- وبه 1 جرام بروتين.
3- وحوالي 5 جرامات سكر.
4- وكثير من الأملاح المفيدة للجسم.
فائــــــــــدة
إذا مزج عصير الكراث مع طحين القمح وأضيف إليه قليل من السكر ووضع فوق الدمامل والخراجات ساعد في إنضاجها وفتحها.
– يعجن مقدار من الكراث الطازج مع مقدار من العسل الأصلي ويؤكل صباحا على الريق ولمدة ثلاثة أيام فإنه يقضي على أصعب أنواع الكحة ويطهر القصبة الهوائية ويحسن الصوت.
– الكراث مفيد طازجا ومغليا ومنقوعا وإذا هرست جذوره ومزجت بالحليب ساعد ذلك في القضاء على الدود بالأمعاء، كما أن فرك مكان عضة بعوض والهوام من الحشرات بقليل من ورق الكراث يقطع الألم.
– لحصر البول يعالج بسلق كمية من الكراث مع إضافة مقدار من زيت الزيتون ثم يخرج الكراث المسلوق ويوضع دافئا تحت اسفل البطن وبالتحديد فوق المثانة فإنه يساعد في فك الحصر وإدرار البول بعد مدة قصيرة.
– إذا مزج عصير الكراث الطازج مع مقدار من الحليب الطازج ودهنت به بشرة الوجه أزال منها البقع الحمراء التي تصيب عادة الأطفال الرضع، كما أنه يساعد في إزالة الطفح الجلدي والنمش لدى المراهقين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر