المصري إبراهيم حمدتو يثير إعجاب متابعي دورة الألعاب البارالمبية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بعد أن تمكن من ممارسة "كرة الطاولة" دون ذراعين

المصري إبراهيم حمدتو يثير إعجاب متابعي دورة الألعاب البارالمبية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المصري إبراهيم حمدتو يثير إعجاب متابعي دورة الألعاب البارالمبية

إبراهيم حمدتو
القاهرة - محمد عبد الحميد

صحيح أن الألعاب البارالمبية مليئة بقصص الأشخاص الذين تغلبوا على إعاقاتهم، وتحدوا المستحيل، من أجل مزاولة الرياضة التي يعشقونها، لكن المصري إبراهيم حمدتو يتميز عن الآخرين، كون الطريق الذي سلكه شاقًا جدًا في اللعبة التي يمارسها، فـ"حمدتو" مبتور الذراعين من فوق المرفقين بسبب حادث قطار، تعرض له حين كان طفلاً، إلا أن ذلك لم يمنعه من مزاولة لعبة تعتمد على اليدين، وهي كرة الطاولة، ما جعله محط اهتمام العالم في الألعاب البارالمبية، التي تستضيفها البرازيل، في بين 7 و18 أيلول / سبتمبر.
وأصبح "حمدتو"، البالغ من العمر 43 عامًا، أول لاعب كرة طاولة في تاريخ أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة يشارك في المنافسات دون يدين، معتمدًا على فكيه وعنقه، لأنه يمارس اللعبة بوضع المضرب في فمه. ورغم أنه خسر مباراتيه ضد البريطاني ديفيد ويثيريل، المصنف الرابع عالميًا، ثم الألماني توماس راو، قال "حمدتو": "أنا سعيد لتمكني وحسب من المجيء إلى هنا من مصر، للمشاركة في الألعاب البارلمبية، واللعب ضد بطل". وأضاف، في تصريحات لوكالة "فرانس برس": "لا يمكنني أن أصف ما يشعر به قلبي، أنا سعيد للغاية".

وكان "حمدتو"، ابن مدينة دمياط، في العاشرة من عمره عندما تعرض للحادث، الذي تطرق إليه مدربه في الأعوام العشرين الأخيرة، حسام الدين الشوبري، قائلاً: "بعد الحادث، بقي حمدتو منزويًا في المنزل، دون أن يتحدث مع أحد لفترة ثلاثة أعوام، رفض خلالها الخروج من المنزل".
وحاول أحد أصدقاء العائلة إخراج "حمدتو" من الحالة النفسية الصعبة، بواسطة الرياضة، وبما أنه لم يعانِ من أي ضرر في الجزء السفلي من جسده، كانت كرة القدم الخيار البديهي، لكن كرة القدم لم تكن نافعة، وفق ما أكده "حمدتو".
 
وفسر المدرب سبب عدم نجاح "حمدتو" في لعبة كرة القدم قائلاً: "كانت خطيرة جدا، كما تعلمون، بغياب الذراعين لا يمكنك أن تحمي نفسك في حال سقوطك على الأرض". ولجأ "حمدتو" بعدها إلى كرة الطاولة، التي حاول مزاولتها في بداية الأمر من خلال وضع مقبض المضرب تحت جذع ذراعه الأيمن، وهذا الأمر لم يفلح أيضًا، وفق ما قاله والابتسامة على محياه، ثم حاول بعدها أن يمسك مقبض المضرب بفمه، كما يمسك المرء المصباح اليدوي عندما يكون هناك شيء في يديه.
لكن ما تتطلبه لعبة كرة المضرب أكثر بكثير من مسألة إضاءة الطريق، فهي لعبة تعتمد على ضرب الكرة بسرعة، وبشكل متكرر، إلى الجزء المقابل من الطاولة الصغيرة، الا أن "حمدتو" وجد الطريقة المناسبة.

وفي لعبة كرة الطاولة هناك إرسال، أي على اللاعب أن يرفع الكرة في الهواء، قبل أن يضربها، وهنا استعان "حمدتو" بقدمه اليمنى، حيث يستعمل أصابعه ليرفع الكرة، قبل أن يرسلها بالمضرب الموجود بين أسنانه، مستعينًا بعضلات عنقه. وقال "حمدتو": "لقد احتجت إلى ثلاثة أعوام لكي أتعلم، وبعدها تغيرت حياته، وفق مدربه، الذي أضاف: "كما تعلمون، لقد ذهب بعدها إلى المدرسة مجددًا".
وأصبح "حمدتو" ملك وسائل التواصل الاجتماعي، وهو بطل فيديو على موقع "يوتيوب" أطلق عليه عنوان "لا شيء مستحيل"، وتمت مشاهدته أكثر من 2.3 مليون مرة، حتى إن منافسه "ويثيريل" الذي ينافس باستخدام عكاز يسند به جانبه الأيسر، من أشد المعجبين به، وتحدث عنه قائلاً: "إنه اسطورة في كرة الطاولة". وتابع: "كنت اشعر بالتوتر، وبالعصبية، ثم ترى أشخاصًا مثل إبراهيم، وحينها تقول ليس من الممكن أن تشعر بالتوتر إذا قارنت وضعك بوضعه، وبالأشياء التي يقوم بها، غير الطريقة التي ننظر بها إلى الامور".
والمشكلة التي يعاني منها "حمدتو" تتعلق بالناحية الرياضية، لأنه من المستحيل أن يحظى بفرصة عادلة أمام منافس يلعب بيده، فهو اللاعب الوحيد الذي يلعب بفمه، وفق مدربه، الذي أضاف: "لا يوجد هناك أي لاعب مثله، لو أن هناك خمسة، ستة، أو سبعة لاعبين يلعبون بالفم، لقمنا بانشاء فئة جديدة".
وقد يحصل هذا الأمر في نهاية المطاف، لأن "حمدتو" يدرب حاليًا طفلين بلا أذرع، يبلغان من العمر 10 و12 عامًا، وأكد مدربه أنه يريد أن يمنح هذين الفتيين المهارات التي لم يكن بمقدور أحد أن يمنحه إياها حين كان صغيرًا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصري إبراهيم حمدتو يثير إعجاب متابعي دورة الألعاب البارالمبية المصري إبراهيم حمدتو يثير إعجاب متابعي دورة الألعاب البارالمبية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya