الرباط - سعد ابراهيم
كشف محمد زهير تباب المدير الفني المغربي في ألعاب القوى، أن المشاركة المغربية في الدورة 21 من بطولة أفريقيا لألعاب القوى التي اختتمت الاحد الماضي، بأسابا النيجيرية، حملت جوانب إيجابية وأخرى سلبية.
وأوضح زهير في حديثة خاص إلى موقع "المغرب اليوم" أن الأشياء الإيجابية التي يمكن استخلاصها من هذه البطولة، أن العاب القوى المغربية اقتحمت تخصصات تقنية كانت في السنوات الماضية غريبة عنها، إذ كان المغرب دائما ينتج عدائين في المسافات الطويلة ونصف الطويلة.
قدرات المغاربة
وأضاف زهير أن دورة أسابا اكدت ان المغرب بات يمتلك رياضيين وعدائين يمكنهم الفوز والتتويج في منافسات لم يكن ينافسه فيها مسبقا، الكالقفز الطويل التي توج فيها يحيى برابح بميدالية برونزية، ورمي المطرقة التي اهدت خلالها زاكور الذهبية الوحيدة للمغرب في الدورة، وسباقات السرعة، حيث تمكنت لمياء الهبز من التتويج في سباق 400 متر حواجز، وهو ما يظهر جهود الإدارة الفنية في هذا الاتجاه.
وزاد "الآن أصبح المغرب ينافس في تخصصات لم يكن معروفا فيها وهو أممر جيد"، مشيرًا إلى أن نقطة الضوء الأخرى التي ظهرت في بطولة أفريقيا بنيجيريا هو العودة القوية التي سجلها العداء الشاب مصطفى اسماعيلي، الذي يعد من خريجي مراكز التكوين الجهوية التابعة للاتحاد المغربي، وهو نجاح يحسب لهذه المراكز بعدما تألق في سباق 800 متر، بخاصة أنه تفوق على عدائين يعدون من أبرز عدائي هذه المسافة في العالم في مقدمتهم الكيني كيتليت.
قصور ألعاب القوى المغربية
وأضاف تباب الذي يشرف على تدريب البطلين المغربيين عبد الكريم بنزهرة وهشام أكنكام، أن سباقي 1500 متر و3 الاف متر موانع، أظهرا أن ألعاب القوى المغربية تعاني كثيرًا على مستوى الخلف في هذين التخصصين اللذان طالما تألق فيهما المغاربة في بطولات العالم والألعاب الأولمبية، وعزا المتحدث ذاته، هذا الاشكال إلى سوء اختيارات الإدارة الفنية التابعة للاتحاد المغربي.
وقال زهير "من المفروض أن المدير الفني بعد كل مشاركة في تظاهرة رياضية دولية كبيرة، أن يضع تقييما شاملا عبارة عن تقرير فني مفصل يرفعه لمجلس إدارة الاتحاد، يتضمن تقييما لكل عداء من عدائي المنتخب الوطني على حدة".
وأضاف الإطار المغربي "إن هذا الامر يتضح جليا في تخصص 3 الاف متر موانع"، مضيفا أن البطل العالمي سفيان البقالي المتخصص في هذه المسافة لا نقاش حوله، لكن العدائين الذين شاركوا رفقته يمكن طرح الكثير من علامات الاستفهام حولهم، وقال "مثلا العداء تيندوفيت الذي تم اختياره للمشاركة في هذه المسافة في أسابا، لم يكن موفقا، وكان هذا منتظرا بالنظر إلى ظهوره الباهت في منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، حيث لم يكمل السباق وتوقف قبل نهايته، وهو ما كان إشارة واضحة للإدارة الفنية الوطنية بعدم الاعتماد عليه في بطولة إفريقيا لكن عكس ذلك ما وقع".
وأضاف تباب، أن العداء السيغيني بدوره توقف ولم يكمل سباقه في ملتقى محمد السادس الدولي الذي أقيم بالرباط الشهر الماضي، ورغم ذلك تم ضمه أيضا للمنتخب المغربي في دورة أسابا، وهي ليست المرة الأولى هذا الموسم الذي لا يكمل خلالها السباق في مختلف الملتقيات التي شارك فيها، وزاد قوله "لماذا أغامر بعداء لم يكمل سباقاته وهو ليس في كامل جهوزيته"، وأضاف تباب أنه من الاجدر منح الفرصة للعدائين الشباب أصحاب الأرقام الجيدة من اجل تهيئهم للمستقبل، خاصة ان العديد منهم أثبتوا علو كعبهم كالعداء بنزهرة ، تلذي كان من الممكن أن يفوز بإحدى الميداليات في سباق 3 الاف متر موانع في نيجيريا.
استراتيجية فنية وخطة للسباق
وعاب التباب عدم قيام الإدارة الفنية بجمع لاعبي المسافات التي تعرف مشاركة عدة عدائين مغاربة من أجل وضع استراتيجية فنية وخطة للسباق للفوز بالذهبية على غرار ما يقوم به الكينيون والأثيوبيون، عبر لعب بعض العدائين دور ارانب للعداء الأكثر حظا للفوز بالسباق مقابل تحفيز مالي من الاتحاد المغربي.
وقال زهير تباب "إن اللجنة الفنية بنت اختياراتها في سباق 1500 متر على الأرقام التي يتوفر عليها العداؤون"، مشددا على أن مثل هذه السباقات التي تعرف مراحل إقصائية قبل بلوغ السباق النهائي، يجب اختيار العداء الأكثر خبرة، كعبد العاطي إكيدير والكعزوزي، معتبرًا أن اختيار العداء ولادها كان خاطئ وكان من الاجدر منح الفرصة لفؤاد الكعام حامل ذهبية بطولة إفريقيا لدورة 2016، سيما أنه يحمل خبرة كبيرة وتمكن من التأهل لنهائي بطولة العالم 2017 بلندن.
كما دعا المتحدث ذاته، إلى إيلاء الاهتمام بالمدربين وتخصيص منح مالية لهم على غرار العدائين، وزاد "من غير المعقول ان يشتغل المدرب طيلة سنوات مع العداء ويمنحه كل ما في جعبته من خبرة وتسطير برامج لتطوير أدائه الفني والبدني وأيضا الذهني، ثم يقابل كل عمله بالجحود ونكران الجميل".
التخلي عن السباقات الدولية
واختتم الاطار المغربي حديثه بالتأكيد على أن المغرب كان بإمكانه أن يحرز ميداليتين ذهبيتين بكل سهولة لو طبقت تعليمات رئيس الاتحاد خلال اجتماع عقده مع المدير الفني العدائين المشاركين ببطولة العالم بلندن، واعفاء العدائين البارزين من كثرة الملتقيات التي ترهقهم قبل المنافسات الدولية التي يمثلون فيها المغرب، وتعويضهم ماديا مقابل تخليهم عن بعض السباقات الدولية حتى يصلوا في اتم الجاهزية البدنية في بطولات افريقيا والعالم والألعاب الاولمبية، موضحا على سبيل المثال أن العداءة رباب العرافي كان بإمكانها الفوز بذهبية 1500 و 800 متر بناء على التوقيت القوي التي حققته في هاتين المسافتين هذه السنة دقيقة و 57 في 800 و 3دقائق و 59 في سباق 1500 متر، مقارنة بالعداءات الكينيات والاثيوبيات المشاركات، لكن العياء اثر عليها كثيرا بسبب خوضها لـ 12 سباقا هذا الموسم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر