الرباط - سعد إبراهيم
اصطدمت الإدارة الفنية التابعة للاتحاد المغربي لألعاب القوى، برفض العديد من العدائين المشاركة في النسخة الثالثة من الملتقى المتوسطي لأم الألعاب للعدائين الأقل من 23 عامًا، المقرر يومي 9 و10 من الشهر الجاري في مدينة جيزولو الإيطالية، بسبب تزامنها مع ملتقيات دولية أخرى كالجائزة الكبرى في بولونيا، وملتقى أوسولو المحطة الخامسة للدوري الماسي، خاصة أن العدائين يستفيدون من منح مالية مهمة من خلال مشاركتهم في ملتقيات من هذا النوع، وهو الأمر غير المتوفر في الملتقى المتوسطي بجيزولو، فضلًا عن أن ميداليات هذا الملتقى لا تعتبر ضمن الألقاب العالمية التي تزين خزينة العدائين.
ووفق معطيات توصل إليها "المغرب اليوم"، فقد حاولت الإدارة الفنية ربط الاتصال بالعدائين البارزين لفئة اقل من 23 عامًا، الذين يتوفرون على أرقام جيدة للدخول في معسكر إعدادي تحسبًا للسفر إلى إيطاليا، غير أن العدائين اعتبروا أنهم سيحرمون من مبالغ مالية، كما اعتبروا أن المشاركة في دورة جيزولو مع المشاركة في الملتقيات الأخرى التي برمجوها سينهكهم ويحرمهم من المنح المغربية التي ينتزعها أصحاب المراكز الأولى فيها.
وطالب العداؤون من الإدارة الفنية، الوفاء بتعهد الاتحاد المغربي بتوفير منح مالية لهم مقابل تخليهم عن المشاركة في الملتقيات الدولية، وتعويض ما كانوا سيجنونه منها مقابل التفرغ الكامل لتمثيل المنتخب المغربي في المنافسات الدولية والقارية والإقليمية، إذ سبق لعبدالسلام أحيزون رئيس الاتحاد أن أعطى تعليماته، خلال اجتماع سابق في لندن على هامش بطولة العالم الأخيرة، للإدارة الفنية لحل هذا المشكل، حيث استغل العداؤون ذلك الاجتماع لطرح المشاكل التي يعانونها، والتي تتسبب في تراجع نتائجهم في البطولات العالمية والألعاب الأولمبية، حيث اشتكى أيوب المنديلي، المدير الفني الوطني، من إجهاد بعض العدائين أنفسهم من خلال المشاركة في الملتقيات الدولية، وتفضيل العائدات المالية التي يجنونها منها على تشريف الراية الوطنية، ويصلون منهكين إلى البطولات التي يمثلون فيها المنتخب الوطني، الأمر الذي لم يستسغه العداؤون، الذين كشفوا أن هذه الملتقيات هي من تحسن وضعهم الاجتماعي بالنظر إلى الصعوبات المالية التي يعانونها.
وشدد العدائون على أنهم طالبوا في أكثر من مرة الإدارة بتبليغ الاتحاد بهذه الصعوبات دون جدوى، وطالبوا بتوفير منح ورواتب محترمة لهم من أجل التركيز على بطولات العالم والألعاب الأولمبية، وعدم الاضطرار إلى المشاركة في الملتقيات الدولية بحثًا عن جوائزها، إذ أعطى رئيس الاتحاد، خلال ذلك الاجتماع في أحد فنادق لندن أغسطس/ آب الماضي، الضوء الأخضر لأيوب المنديلي لتجاوز هذا الإشكال مستقبلًا، وتعويض العدائين ماليًا مقابل عدم مشاركتهم في هذه الملتقيات التي تؤثر على منسوب اللياقة لديهم، وتوفير لهم الظروف للتركيز قبل المواعيد الدولية، وهو ما لم يتحقق إلى حدود الساعة، وتكرر المشكل ذاته خلال الاستعداد للقاء المتوسطي المقرر بإيطاليا الشهر الجاري.
ويشار إلى أن المنتخب الوطني شارك في النسخة الثانية من الملتقى المتوسطي لأقل من 23 عامًا، وحل في المركز 11 برصيد فضيتين ونحاسيتين في الدورة التي احتضنتها تونس في العام 2016.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر