عاد كلاوديو رانييري بآلة الزمن إلى حقب سابقة ومزق كتب الحكمة واعتمد على فلسفة أودعها الخبراء أرفف المتاحف، ليقود ليستر للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة في تاريخه.
وتظهر الإحصاءات كيف أعاد ليستر عقارب الزمن إلى الوراء، بعدم الاهتمام بالاستحواذ والتركيز على لعب تمريرات أمامية لمهاجم سريع، مع الاعتماد على تشكيلة ثابتة بدلاً من إدخال العديد من التغييرات المستمرة.
ولعب ليستر تمريرات أمامية أكثر من أي فريق آخر في أوروبا كما أن نسبة استحواذ الفريق على الكرة هي واحدة من أقل النسب بين فرق الدوري الممتاز، وأشرك لاعبين في التشكيلة الأساسية أقل من أي منافس آخر له في البطولة.
واعتمد رانييري على معادلة بسيطة كانت سائدة بين الفرق الإنجليزية في ثمانينات القرن الماضي، لكنها تقريباً اختفت من كرة القدم الحديثة.
وفي حقبة سيطر فيها برشلونة على الكرة الوروبية فإن ليستر أظهر أن اللعب المباشر ليس من بقايا العصور الماضية.
وجاء في تقرير أصدرته لجنة تابعة للمركز الدولي للدراسات الرياضية في سويسرا أن ليستر لعب تمريرات أمامية أكثر من أي فريق آخر في البطولات الـ5 الكبرى في أوروبا باستثناء فريقين فقط.
وصنفت الدراسة 6.9% من تمريرات ليستر على أنها طويلة، وهي أكثر من أي فريق إنجليزي آخر، لكنه في المركز الثالث بعد ثنائي منتصف الترتيب في ألمانيا دارمشتاد (10.7%) وإنغولشتاد (7.8%).
وهي خطة لم يعتمد عليها متصدرو 4 بطولات بارزة في أوروبا، إذ أن نسبة بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان وبرشلونة ويوفنتوس، هي الأقل بين كل الفرق وتتراوح النسبة ما بين 1.1% و1.6%.
التمريرات الطويلة التي ارتبطت بمهارات أقل وفرق تعتمد على الجانب البدني استخدمها ليستر بشكل دائم مستهدفاً سرعة مهاجميه رياض محرز وجيمي فاردي.
ووفقاً لموقع ستاتس للاحصاءات فإن نسبة استحواذ ليستر على الكرة بلغت 45.4% في الدوري هذا الموسم. وفريقان فقط كانا أقل منه هما سندرلاند ووست بروميتش ألبيون.
كما أن متوسط التمريرات الذي بلغ 335.5 تمريرة في المباراة بنسبة 72.4% تمريرة صحيحة هي ثالث أقل نسبة في الدوري.
وعلى العكس فضل المنافسون الاستحواذ على الكرة. وجاء آرسنال في الصدارة بنسبة 56% وتبعه مانشستر سيتي (55.2%) ومانشستر يونايتد (55.1%) وتوتنهام هوتسبير (54.7%).
ومع اعتماد منافسي ليستر على تشكيلة أكبر من اللاعبين وقدرة مالية أعلى، فإن فريق المدرب رانييري أظهر أن مصطلح "التدوير" أو سياسة المناوبة هي كلمة طنانة أخرى في كرة القدم الحديثة، وليس شرطاً للمنافسة على اللقب.
وكان البعض يتندر على رانييري أثناء تدريبه تشيلسي في الماضي، لأنه يدخل تعديلات كثيرة على تشكيلة الفريق في كل جولة لكن تشكيلة ليستر تميزت بالثبات تقريباً.
وبعد 35 مباراة أشرك ليستر 18 لاعباً فقط في التشكيلة الأساسية وأقل باثنين من توتنهام صاحب المركز الثاني. وأشرك آرسنال 23 لاعباً ومانشستر سيتي 22 لاعباً وفقاً لموقع ستاتس.
وقبل الجولة الماضية شارك 7 لاعبين في التشكيلة الأساسية لليستر في 32 مباراة أو أكثر مقارنة بـ4 لاعبين في توتنهام واثنين في آرسنال وواحد في فريقي مدينة مانشستر.
ويمكن أن تكون المشاركة في البطولتين القاريتين سبباً في التغييرات المتعددة، لكن بلا شك فإن الاستقرار كان الأساس لثبات مستوى ليستر.
وكان أساس الفريق هو الحارس كاسبر شمايكل وثنائي الدفاع ويس مورغان وروبرت هوث، إضافة إلى لاعبي الوسط مارك البرايتون وداني درينكووتر وثنائي الهجوم الذي سجل 39 هدفاً فاردي والجزائري رياض محرز.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر