ليس خافيا على المتابعين أن ليفربول يفتقد هذه الأيام لأسماء رنانة عكس منافسيه الأقوياء في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، فلم يعد أحد راغبا في الانتقال إلى النادي العريق الغائب عن المناسبات الكبيرة منذ فترة، حتى وصل الحد إلى التشكيك بنوايا ملاك النادي في استقطاب لاعبين جدد حتى يصل الموجودون حاليا إلى المستوى المناسب من الانسجام والتناغم.
وبعد إقالة المدرب الأيرلندي الشمالي برندان رودجرز وتعيين الألماني يورجن كلوب بدلا منه، تفاءل جمهور ليفربول في إمكانية تغيّر الأحوال في النادي لأن كثيرا من اللاعبين يودون اللعب تحت قيادة مدرب بوروسيا دورتموند السابق المعروف عنه استخراج الأفضل من لاعبيه متسلحا بقدرته على بناء علاقة مثالية معهم.
لكن الحال لم يتبدل كثيرا منذ قدوم كلوب، وفشل ليفربول في إجراء تعاقدات مهمة في سوق الانتقالات الشتوية، فصار لازما عليه الاستفادة من لاعبيه الحاليين وخصوصا الشباب منهم في ظل وجود عدد كبير من الإصابات داخل صفوف الفريق.
أمام وست هام في الدور الرابع كأس انجلترا يوم السبت، أشرك كلوب مجموعة من اللاعبين الشباب، برز منهم البرتغالي جواو تيكسيرا الذي لعب في مركز الجناح وقدم مجهودا يستحق عليه الثناء رغم أن المباراة انتهت بتعادل سلبي فرض على ليفربول مباراة إعادة خارج أرضه.
الملفت للانتباه في حالة تيكسيرا (23 سنة) أنه لعب مباراته الرسمية مع الفريق الأول قبل نحو عامين أمام فولهام في الدوري الممتاز، وفجأة اختفى عن الأنظار، وقضى الموسم الماضي معارا إلى برايتون قبل أن يعود للفريق ويضطر كلوب للاستعانة به للخروج من مأزق الإصابات في برنامج مباريات مزدحم جدا الشهر الماضي.
وقال اللاعب المنتقل إلى ليفربول صيف عام 2012 قادما من سبورتنج لشبونة مقابل 850 ألف جنيه إسترليني، في تصريحات نقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "لا أعرف ماذا حدث (منذ مباراته الأولى مع الفريق الأول)، إنه أمر محبط لأنه عندما تلعب جيدا فإنك ترغب باللعب أكثر وأكثر، أحيانا تحدث أمور معينة وعليك تقبّل القرارت".
ويتحلى تيكسيرا بالواقعية عندما يستعرض فرصه باللعب مع ليفربول في مناسبات أخرى، ويدرك أنه لن ينال فرصة كاملة عند اكتمال شفاء لاعب الوسط البرازيلي فيليب كوتينيو والمهاجم الإنجليزي دانييل ستوريدج ومواطنه داني إنجز وزميله البلجيكي ديفوك أوريجي، الأمر الذي سيزيد من حدة المنافسة مع البلجيكي الآخر كريستيان بنتيكي والبرازيلي روبرتو فيرمينو.
ويقول البرتغالي في هذا الصدد: "إنه قرار المدرب، أنا أعمل يوميا مع الفريق سواء في كأس إنجلترا أو الدوري أو كأس الرابطة.. أريد اللعب والحصول على دقائق أكثر لأقدم أفضل ما لدي وأشارك مع الفريق.. كل مرة ألعب فيها أستمتع بوقتي.. هذه وظيفتي وهذا ما أحب فعله".
لعب تيكسيرا أمام وست هام إلى جانب عدد لا بأس به من اللاعبين الواعدين، برز منهم في خط الوسط كاميرون براناجان (19 سنة) وكيفن ستيوارت (22 سنة)، إضافة إلى المدافع براد سميث (21 سنة)، وشي أوجو (18 سنة)، والمهاجم البديل جيروم سنكلير (19 سنة)، ويحق لكلوب التباهي بالتعادل يوم السبت لأن خصمه لعب كامل الصفوف ولم يغب عنه سوى الأرجنتيني مانويل لانزيني.
لجأ كلوب لواعديه في المباريات الثلاث التي لعبها بكأس انجلترا بسبب جدول مليء بالمباريات المهمة، إلا أنه دليل على إيمانه بقدراتهم ورغبته في تطويرهم ليكونوا عماد المستقبل، وقال كلوب: "إنهم في التشكيلة لأنهم خيار متاح أمامنا، يجب أن نقرر دائما ما إذا كانت اللحظة مناسبة لهم أم لا، نحن على اتصال دائم بفريق تحت 21 سنة واللاعبون يتدربون معنا بانتظام".
وأضاف المدرب الأشقر: "في الأيام الأخيرة تواجد معنا 27 لاعبا في المران وشكّلنا فريقين، وهذا أمر جيد.. لكن الآن ليس الوقت المناسب للحديث عمّن سيتم تصعيده بشكل دائم للفريق الأول.. أمامهم الوقت الكافي وهذا أفضل ما في الحياة، لا يتوجب عليك مضاعفة الضغوطات عليهم".
أمام ليفربول مباراة إعادة مع وست هام، ومع رغبته الملحة في التقدم على سلم ترتيب الدوري من أجل احتلال مركز مؤهل إلى دوري الأبطال رغم صعوبة المهمة، وبوجود مهمة أخرى أمامه متمثلة في شق طريقه بمسابقة الدوري الأوروبي هذا الموسم، إضافة إلى استعداده لنهائي كأس الرابطة أمام مانشستر سيتي، يجد كلوب نفسه مرغما على الاستعانة بتيكسيرا ورفاقه في الكأس، وربما في مناسبات أخرى لا تقل أهمية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر