جاءت رغبة المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي في عدم استكمال مهمته على رأس الجهاز الفني للمنتخب التشيلي، لتضع حامل لقب كوبا أمريكا في مفترق طرق، لاسيما وأنه مقبل على مواجهتين مهمتين للغاية في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا، أمام كل من الأرجنتين وفنزويلا، في 24 و29 مارس (آذار) المقبل على الترتيب.
ويرفض المدرب الأرجنتيني دفع الشرط الجزائي في عقده البالغ 3.6 مليون يورو من أجل فسخ العقد مع الاتحاد التشيلي للعبة، في الوقت الذي يتمسك فيه الرئيس الجديد للاتحاد، أرتورو صلاح، بهذا الشرط من أجل إطلاق سراحه حتى لا يرحل مجاناً.
ويجد المسؤول الأكبر عن اللعبة في البلد اللاتيني، نفسه في وضع صعب في بداية حقبته، إذ يتعين عليه الطرق بيد من حديد، لاسيما، بعد الكارثة التي هزت الأوساط الكروية في تشيلي، إثر تورط رئيس الاتحاد السابق، سيرجيو خادوي، في فضيحة الرشاوي داخل الاتحاد القاري للعبة (كونيمبول).
وأيام سامباولي، الذي تولى منصبه في ديسمبر (كانون الأول) 2012، على رأس الإدارة الفنية لتشيلي أصبحت معدودة، خاصة بعد تصريحاته التي أطلقها في الأيام القليلة الماضية بأنه يشعر أنه رهينة داخل تشيلي، مفصحاً بشكل واضح عن نيته في الرحيل.
وأسدل الستار على الفصل الأخير من استراتيجية المدرب الأرجنتيني الإعلامية، وذلك بعدما نشر بياناً يتراجع فيه عن تصريحاته السابقة، مؤكداً أنه سيقاضي وسائل الإعلام التي تحاول تشويه صورته، لكنه في الوقت ذاته لم يفصح عن مستقبله.
وبعد دقائق معدودة قام بعمل مقابلات مع 3 وسائل إعلامية، مؤكداً خلالها أن مستقبله التدريبي سيكون خارج تشيلي.
وقال سامباولي: "لا أشعر أنني في ظروف ملائمة تساعدني على الاستمرار في مكان أشعر فيه بالمهانة الكبيرة".
وأردف "أشعر أنني سأرحل، قلت لرئيس الاتحاد أن موقفي أصبح مهدداً بشدة".
ويشعر سامباولي، الفائز ببطولة كوبا أمريكا 2015، بالألم الشديد بعد تسريب الأرقام الخاصة بعقده للصحافة في الأيام الماضية، ثم كشف النقاب عن علاقته برئيس الاتحاد السابق ووجود حساب بنكي له في إحدى دول الفردوس المالي، يتم تحويل راتبه عليه، فضلاً عن الهدايا، والتي كانت بمثابة بداية النهاية لحقبة الأرجنتيني مع تشيلي.
وأمام كل هذه السيناريوهات، فإن المخرج الوحيد يتمثل في التفاوض من أجل تقليل قيمة الشرط الجزائي في عقد سامباولي، الذي استبعد أمس الأربعاء احتمالية دفعه كاملاً، لأن هذا يتطلب سرقة أحد المصارف وفق تعبيره.
ويجب إسدال الستار على هذا الجدل في أقرب وقت، لأن المنتخب التشيلي مقبل على مواجهتين صعبتين في تصفيات كأس العالم، فضلاً عن بطولة كوبا أمريكا في شهر يونيو (تموز) المقبل، والتي تستضيفها الولايات المتحدة بمناسبة مئوية البطولة.
في المقابل، سيجد مسؤولو الاتحاد التشيلي صعوبة في إيجاد مدرب كبير يتناسب مع أهمية هذه التحديات، في الوقت الذي تلمح فيه الصحافة المحلية لعودة الأرجنتيني الآخر مارسيلو بييلسا، على الرغم من عدم تأكيد صحة هذه المعلومة حتى الآن.
ولكن الحقيقة الوحيدة هي أن حقبة سامباولي شارفت على النهاية، إذ سيتعين في هذه الحالة على المدرب الذي قاد المنتخب التشيلي للقبه الدولي الوحيد، الخروج من الباب الصغير.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر