باريس – محمد حسن
العمل على تأمين ملايين من مشجعي كرة القدم خلال واحدة من أكبر البطولات الرياضية في العالم قد يكون سبباً لأن يجافي النوم الكثير من الناس, وبالنظر إلى حالة الطوارئ التي أعلنت في فرنسا بعد هجمات باريس إضافة إلى الاحتجاجات المتزايدة ضد الحكومة، يمكنك أن تلتمس العذر حال توتر قائد إدارة تأمين نهائيات بطولة أوروبا 2016 قبل أسابيع من انطلاق البطولة في العاصمة الفرنسية, وقال زياد خوري في مقابلة مع رويترز: "لسنا في حالة شد عصبي. نحن واثقون وهادئون. الهدف هو أن ننظم البطولة بصورة جيدة."
وتنطلق نهائيات البطولة في العاشر من يونيو/ حزيران المقبل لمدة شهر في 10 استادات في جميع أنحاء البلاد. ومن المتوقع أن يحضر 2.5 مليون متفرج 51 مباراة في البطولة التي تشمل 24 منتخبا. وستكون هناك أيضا مناطق مخصصة للجماهير بما يسمح لهم بمتابعة المباريات عبر شاشات عملاقة في المدن الكبرى, وقال خوري (46 عاما): "سيكون هذا الجهد الأمني الأكبر على الإطلاق في فرنسا سواء بالنسبة للقطاع العام أو الخاص.
وستقام هذه البطولة في ظل حالة الطوارئ التي تمنح مزيدا من الصلاحيات للشرطة وقوات الأمن عقب هجمات باريس في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصا في العاصمة الفرنسية إثر استهداف عدة مواقع داخل المدينة بينها ملعب كرة قدم, وأضاف: " تهديد عام وليس موجها بشكل محدد لبطولة أوروبا وإنما لفرنسا وأوروبا والمجتمعات الديمقراطية."
وتشهد فرنسا صدامات عنيفة بصورة شبه أسبوعية منذ مارس الماضي في إطار احتجاجات ضد خطط الحكومة لإصلاح قانون العمل، بما يسهل التعاقد مع العمال وتسريحهم، وهو ما جعل قوات الشرطة عند أقصى درجات التأهب, وقال خوري: "الاحتجاجات تحدث بانتظام في بلادنا ولكن بصورة عامة عندما يبدأ حدث رياضي فإنه يتصدر الأنباء. من النادر للغاية أن يكون هناك بالتوازي مع كل هذا الكثير من المطالب الاجتماعية لأن هناك عددا قليلا من الناس ينصتون."
ويقوم المنظمون بنشر ما بين 10000 و15000 عنصر أمني في 110 مواقع بينها ملاعب وفنادق المنتخبات ومواقع أخرى خاصة بالبطولة. كما سيتم استخدام معدات عالية التقنية لمراقبة الجماهير, وسيجرى أول اختبار للمعايير المطلوبة لتأمين البطولة في استاد فرنسا في 21 من الشهر الجاري خلال نهائي الكأس المحلية, وسيعمل نحو 900 مشرف تم تدريبهم و80 من خبراء الصحة والسلامة إلى جانب 200 متطوع مع قوات الشرطة في كل مباراة رغم أن الأرقام ستتغير بما يتفق مع أهمية كل مباراة وحجم الاستاد الذي ستقام عليه.
وقال خوري: "بدأ العد التنازلي الأخير", وأقر بانه لن يتم التعرف على مدى كفاية الاستعدادات حتى يحين موعد بداية البطولة, وأضاف: "فيما يخص الأمن فإن الأمر لا يتعلق بعدد الأشخاص. وإنما بالمستوى والتنسيق والأدوات الإضافية المتوافرة لديك".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر