لاعبات كرة قدم جزائريات تخترن الملعب وترفضن الزواج
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

لاعبات كرة قدم جزائريات تخترن الملعب وترفضن الزواج

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - لاعبات كرة قدم جزائريات تخترن الملعب وترفضن الزواج

منتخب الجزائر للسيدات
الجزائر ـ المغرب اليوم

في السابعة من عمرها، كانت فتحية ترمي حقيبتها المدرسية وتذهب للعب كرة القدم مع أولاد الحي، وها هي بعد 20 عامًا، لاعبة في المنتخب الجزائري وفريق "آفاق غليزان" للسيدات.

فتحية لاعبة خط الوسط، هي واحدة من 15 شابة يتحلقن حول مدرب الفريق سيد احمد معز، يجمعهن الشغف بكرة القدم على ملعب اخضر في البلدة الواقعة في غرب الجزائر.

عام 1997، وفي خضم الحرب الاهلية التي عصفت بالجزائر، أطلق معز وعدد من الشغوفين بكرة القدم ونساء رائدات، نادي آفاق غليزان، في ما شكل تحديا لضوابط اجتماعية عدة ابرزها منع المسلحين الاسلاميين المتشددين النساء من مزاولة أي رياضة. وفي العام نفسه، سلط الضوء بشكل مكثف على غليزان بعدما قضى فيها اكثر من ألف شخص، في ما يعد أسوأ مجازر الحرب الاهلية، او ما يعرف في وسائل الاعلام الجزائرية بـ "العشرية السوداء".

ويقول المدرب سيد احمد معز لوكالة فرانس برس "ارسل لي الارهابيون رسالة يطلبون فيها وقف كرة القدم النسوية"، الا انه تحدى هذا الطلب وواصل القيام بعمله. ويأسف معز لأن "لاعبات كرة القدم كن يتعرضن للشتم والسباب لدى مغادرتهن الملعب (...) بالنسبة الى بعض حاملي الافكار الرجعية، البنت التي تنتمي الى عائلة محترمة لا تلعب كرة القدم". وغالبا ما سمعت الشابات اللواتي يزاولن هذه الرياضة، عبارات من قبيل "عودي الى المطبخ" او "ابحثي لك عن زوج".

وتمكنت اللاعبات اللواتي يتحدر معظمهن من خلفيات اجتماعية متواضعة، من اقناع عائلاتهن بتقبل فكرة تركهن يمارسن الهواية التي يعشقنها، على رغم من النظرة الاجتماعية السلبية وقلة المدخول المالي الذي قد توفره رياضة كهذه لدى السيدات.

ويضم ملعب غليزان "جناحا" خاصا بالشابات، يضم مهجعا وخزائن وجهاز تلفزيون وتجهيزات صوتية. وبعد حصص التدريبات، يتيح الانترنت اللاسلكي المتوافر في غرف تبديل الملابس، للاعبات الهروب من الواقع من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقوم النادي الذي لا يدفع للاعبات رواتب شهرية، بمساعدتهن على متابعة مسيرتهن في كرة القدم، او العثور على عمل لضمان مدخول.

- اللعبة أو الزواج -

في غليزان، المنطقة الريفية التي يقطنها قرابة مليون نسمة يعتاش معظمهم من الزراعة والرعي، وترتدي غالبية النساء الحجاب.

وتقول فاطمة، والدة فتحية، انها "فخورة" بابنتها، الا انها "سأكون اكثر اطمئنانا لو أوقفت كرة القدم وتزوجت ووضعت الحجاب كما غيرها من نساء المنطقة". وتضيف هذه الارملة والام لستة أولاد، ان كل ما تخشاه هو الوفاة قبل ان تتزوج ابنتها.

وتأسف اللاعبات لكون كل رجل يتقدم لخطبتهن يضع الشرط نفسه: كرة القدم أو الزواج. وتجد الشابات انفسهم مضطرات لاتخاذ خيار مر: الزواج الذي يعني نهاية مسيرتهن الرياضية، او البقاء عازبات من أجل التمكن من مزاولة هوايتهن المفضلة.

ومن اولئك منى التي ستضع في آذار/مارس حدا لمزاولتها اللعبة، بعدما اختارت درب الزواج.

ويعتقد المدرب انه "لو نالت الشابات حوافز، كان في امكانهن مواصلة اللعب حتى بعد الزواج"، الا ان الفريق الذي تخلو خزائنه من المال، لا يجذب اي راع او شركة ممولة، علما ان كرة القدم النسائية في الجزائر لا تزال رياضة تزاول على مستوى الهواية لا الاحتراف.

- 12 يورو للفوز -
وسيطر نادي آفاق غليزان على كل المنافسات النسائية خلال الاعوام الماضية، باحرازه بطولة الجزائر سبع مرات والكأس ست مرات، اضافة الى كأسين على مستوى المغرب الغربي.

وعلى رغم اقرار عدد من سكان المدينة بان ما تقوم به اللاعبات يشكل مدعاة "فخر" لهم، الا ان الفريق نادرا ما يجد مشجعين في مدرجات ملعبه عندما يخوض مباريات عليه.

وتأسفت لاعبات لعدم "تمويل الفريق النسوي لكرة القدم بغليزان"، على رغم مستواهن الذي اتاح لستة منهن المشاركة مع المنتخب الوطني.

وفي موقف ملعب المدينة، يبدو التناقض صارخا بين فريقي الرجال والسيدات: لاعبو الاول تنتظرهم حافلة كبيرة تحمل ألوان الشركات الراعية وشعاراتها، واللاعبات تنتظرهن حافلة نقل صغيرة متواضعة.

حتى الفوز بالمباريات لا يعود بنفع يذكر على اللاعبات. فبحسب معز، تنال كل لاعبة مبلغ 1500 دينار جزائري (12 يورو) في حال فوزهن في المباراة، ما يرى انه "مبلغ زهيد جدا".
ولدى تحقيقهن فوزهن الاخير، فرحت اللاعبات باستقبال الوالي (المحافظ) لهن، وبينما كن يتوقعن مكافأة مالية، قدمت اليهن حقيبة رياضية تتضمن ملابس رياضية.

ويلخص احد مؤسسي النادي الوضع بالقول "حب كرة القدم اقوى من كل الافكار الرجعية، على رغم انهم ارادوا كسر هذا الفريق".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لاعبات كرة قدم جزائريات تخترن الملعب وترفضن الزواج لاعبات كرة قدم جزائريات تخترن الملعب وترفضن الزواج



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك

GMT 05:02 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

شخص يضرم النار داخل مسجد أثناء صلاة العشاءفي شيشاوة

GMT 23:52 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

متصرفو المغرب يعتصمون أمام وزارة المال في الرباط

GMT 14:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل بشعة تهزّ حي التقدم في الرباط

GMT 21:47 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف عداء مغربي لأربعة أعوام بسبب المنشطات

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 20:54 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

إنشاء 3 شواطئ صناعية في كورنيش مدينة الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya