الدار البيضاء- محمد خالد
حدد العاهل المغربي الملك محمد السادس المحاور الأساسية لخارطة الطريق الكفيلة بتطوير كرة القدم الأفريقية، وذلك من خلال الرسالة التي بعث بها إلى المناظرة الأفريقية لكرة القدم المنعقدة بالصخيرات يومي 18 و19 يوليو/تموز الجاري. وأكد الملك في رسالته أنه يعتبر هذه المناظرة "فرصة سانحة للقيام بتشخيص جماعي لواقع كرة القدم بالقارة، والتطور الذي عرفته، والوقوف أيضا على أبرز التحديات التي تواجهها، واقتراح التوجهات الكبرى لبلورة رؤية مشتركة لتطوير الكرة الأفريقية".
وكشفت الرسالة الملكية أن تطوير الممارسة الرياضية بكل أشكالها، وكرة القدم بالخصوص، يمثل إحدى الركائز الأساسية لتنمية الشباب، وإدماجهم في محيطه الاجتماعي والاقتصادي، ولتقوية مناعتهم ضد كل أشكال الانحراف والتطرف، والمغامرة بأرواحهم وبمستقبلهم عبر اللجوء إلى الهجرة غير الشرعية. وأضافت أن كرة القدم هي قيم ومبادئ، قبل أن تكون مجرد رياضة تهدف إلى تحقيق الألقاب فقط.
فهي تقوم على إذكاء الروح الرياضية، والعمل الجماعي، والتنافس الشريف، وتساهم في تعزيز الانفتاح والتفاهم والتقارب بين الشعوب. وشدد الملك على أن كرة القدم الأفريقية مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، برفع تحديات التحديث والعصرنة، ومواكبة التطورات المتسارعة التي تعرفها الرياضة العالمية، مضيفا أن هذا الهدف لن يتأتى إلا بترسيخ الحكامة الجيدة للهياكل التسييرية، وتحسين جودة التكوين، وتطوير البنيات التحتية، وتوفير متطلبات ولوج عالم الاحتراف، وتعزيز آليات تسويق المنتوج الكروي الأفريقي، وإيجاد التوازن بين تطوير كرة النخبة والكرة الجماهيرية.
وذكر الملك محمد السادس في رسالته بأن المغرب يتقاسم مع أشقائه الأفارقة نفس التحديات، ونفس الطموح، من أجل تطوير وتوسيع نطاق الممارسة الرياضية بشكل عام، والارتقاء بكرة القدم بالخصوص، إيمانا منه بالدور الهام الذي تلعبه في تحقيق التنمية البشرية، وتقوية الاندماج والتلاحم الاجتماعي، وتعزيز الإشعاع الجهوي والقاري والدولي.
وسيتم خلال مناظرة الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم مناقشة مجموعة من الملفات والقضايا المرتبطة بكرة القدم الأفريقية، ومن بينها تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا، وبحث إمكانية تنظيمها كل أربع سنوات بدل سنتين، وكذا الرفع من عدد المنتخبات من 16 إلى 24 منتخبا، والمصادقة على دفتر تحملات مضبوط بالنسبة إلى الدول الراغبة في احتضان هذه التظاهرة، ومحاولة الاستفادة من تجربة باقي القارات في هذا الصدد، وذلك من أجل تفادي التأثير على المسار الكروي للاعبين المحترفين ومنح هيبة وقيمة أكبر لهذا التجمع الكروي الأفريقي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر