الدار البيضاء - محمد يوسف
قرر اتحاد ألتراس الأندية المغربية، وضع حد لقرار مقاطعة مباريات الدوري المغربي للمحترفين، والعودة إلى المدرجات من أجل مقاومة قرارات وزارة الداخلية المغربية، من داخل الملاعب، لإسقاط الحظر الذي تم فرضه على الفصائل المشجعة للأندية.
وأوضح الاتحاد في بلاغه، نشرته الفصائل المشجعة على صفحاتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، "اليوم وباتفاق المجموعات عامة قررنا العودة للمدرجات وسلك طريق أخرى، ونوع آخر من المقاومة من داخل المدرجات، انطلاقًا من الدورة 20 إلى أجل غير محدد، لتدعيم مكتسبات المقاطعة، مع إمكانية العودة لهذه الأخيرة من جديد، ومنذ الموسم الماضي لا يخفى على أحد، ما تعرضت له مجموعات الألتراس عامة في المملكة، من تضييق ومنع وممارسات مجحفة بالملاعب، وهي انتهاكات شملت كافة الجماهير حتى غير المنتمية للألتراس، واستفزازات طالت الحريات العامة للمواطن المغربي، حتى وصلت عشوائية الداخلية إلى تجريد المواطن من ملابسه، بداعي محاربة منتجات الألتراس، ومنع إدخال وسائل التشجيع العادية، واعتبروها نوعًا من وسائل التحريض على العنف".
وأضاف البيان ذاته "بعد كل هذه التطورات التي مست الحريات العادية، لجمهور كرة القدم في البلاد، وقررت مجموعات الألتراس الإلتفاف والاتحاد لمواجهة هذا القمع، ومن هنا كان تأسيس "اتحاد الألتراس المغربي"، وتم الإعلان عن ذلك يوم 27 مايو/أيار 2016، هذا المولود الغرض منه الدفاع عن حقوق مشجعي كرة القدم بصفة عامة، ومجموعات الألتراس بصفة خاصة.
وانطلق نضال الاتحاد بالعديد من الخطوات من أجل إظهار حقيقة القضية، فكانت البداية من خلال الكتابة على الجدران بشكل موحد "الألتراس لن تحل"، لإظهار ما نتعرض له لكافة الرأي العام المغربي.
وبعد أشهر من الاجتماعات والمشاورات، تقرر الخروج بقرار موحد، وذلك بمقاطعة الملاعب لمبارتين في رسم منافسات كأس العرش، إضافة إلى الدورات الأربع الأولى، من البطولة، "بلاغ 30 يوليو/تموز 2016 "، قرار أدى رسالته بشكل سريع بفعل مشاركة كافة الجماهير من خلال عزوف كبير في مختلف الملاعب، وحده الإعلام الأعمى تغاضى عن الحقيقة، وغاص في ظلمات من الكذب والبهتان، تارة بتحميل الدخول المدرسي مسؤولية العزوف، وتارة بتحميل الأحوال الجوية ذلك.
وهذا التعتيم تمت مقابلته بالعودة بقوة في الدورتين 5و 6 إضافة لمباريات الكأس، وبرسالة موحدة كان عنوانًا لها اللون الأسود، الذي تم ارتداءه من طرف الجميع، لتتكسر أسطوانة الإعلام الهشة. ولأن الأحوال لم تتغير واستمر الوضع التعسفي، تجاه أي شيء يتعلق بالألتراس على ما هو عليه، كانت العودة مجددًا لقرار المقاطعة وهذه المرة، لأجل غير مسمى مع تنويع أساليب الاحتجاج الحضاري. بدءًا برفع رسائل أمام سفارة المملكة في بلجيكا للمطالبة بالحرية ثم انطلقت وتيرة الاحتجاج في التصاعد، وهذه المرة برفع رسائل من أمام وزارة الداخلية، وأخيرا بوقفات احتجاجية بمختلف المدن وبرسالة موحدة " سلمية الاتحاد ليست خوفًا أو ارتداد بل مراعاة لسلامة البلاد". وبعد سرد المحطات التي مر منها الاتحاد لا يسعنا سوى مواصلة نفس الطريق، وإن اختلفت وسائل المقاومة والنضال. ولعل انخراط الجماهير المغربية عامة في قرارات الاتحاد على أرض الواقع لدليل على الثقة التي تحظى بها المجموعات، ففراغ المدرجات أظهر بالملموس واقع كرتنا المريضة التي افتقدت لمذاقها وحلاوتها".
ووجه بيان الألتراس رسالة للجماهير بصفة عامة بقوله، "نؤكد للجمهور المغربي عامة أننا لن ننسى تضامنه الذي كان الدعم المباشر لهويتنا، والدليل القاطع على أن الألتراس هي الجمهور، ولم ولن نتنازل عن مطالبنا المشروعة، سنظل هنا صامدين من أجل الكرامة، والشغف الذي نتنفسه كل ثانية، نحن أبناء هذا الوطن لنا غيرة على الرياضة الوطنية وسنواصل الكفاح من أجل البقاء وفضح الفساد المتفشي في الأندية والجامعة ولن نذخر جهدا في ذلك، بنَفَسٍ جديد ستكون العودة لكننا سنظل أوفياء للطابع السلمي، وقطع الطريق على كل من يتربص بالاتحاد من قريب أو بعيد والأهم الالتزام بمبادئنا البعيدة كل البعد عن الشغب و الفوضى، واتحاد الالتراس المغربي لن يتنازل عن شبر من مدرجاته، ولن يسمح لثانية من عمره أن يُمسَ في هويته و كرامته أو أن يُشَككَ في وطنيته. وفي الآخير على جميع الجماهير التابعة لمجموعات الاتحاد الالتزام بلباس اللّون الأسود في الدورة المقبلة، واحترام توجيهات المجموعات".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر