الرباط - سعد إبراهيم
خصصت مجلة "دوفولكسارانت" الهولندية، ملفًا كاملًا عن حياة الدولي المغربي حكيم زياش لاعب نادي أياكس أمستردام، كشفت خلاله الجوانب الخفية في حياة لاعب المنتخب المغربي، والتي أثرت بشكل كبير في شخصيته.
وسلّطت المجلة الضوء على طفولة ومراهقة حكيم، التي تميزت بمحيط يضج بالعنف والسرقة والإدمان، وصدمات عاطفية، تسببت في دخوله مرحلة من الاكتئاب بعد رحيل والده في سن مبكرة.
وقال حكيم في حديثه لمجلة "دوفولكسارانت" الهولندية إنه ولد في أسرة فقيرة بين ثمانية أخوة آخرين، قبل أن يفقد والده الذي عانى طويلا مع المرض، حتى توفي وهو في ربيع العاشر، ويحكي حكيم عن هذه المرحلة قائلًا "منذ وعييت وأبي يصارع المرض، لقد دمرني ذلك وأثر كثيرًا على نفسية طفل في تلك السن المبكرة قبل أن يسرقه الموت في آخر المطاف مخلفا جرحا لم يندمل بسهولة".
ولم تتوقف معاناة الدولي المغربي عند ذلك، فبسبب الفقر والمحيط السيىء، دخل أخوين له إلى السجن بتهمة السطو والسرقة والعنف، كانت مسؤولية أمه الأرملة صعبة رفقة 9 أبناء في حي فقير.
"وغادرفي 14 من عمره، منزله والتحق بأكاديمية هيرنفاين، تحت مسؤولية أم، وبمعية 9 أطفال يعيشون بواسطة المساعدات العائلية والتعويض عن البطالة، هنا حكيم يرتمي في أحضان الانحراف وانخرط في المشاركة في أعمال عنف، وغادر المدرسة في سن 16".
لحسن حظ زياش، أنه كان موهوبًا في كرة القدم، والتقى باللاعب المغربي عزيز ذو الفقار، من أقدم المحترفين المغاربة في الدوري الهولندي، يقول زياش"لقد أخذ بيدي وأنار لي الطريق، سد الفراغ الكبير الذي تركه رحيل والدي عن الحياة"
ودفع سلوك زياش وتمرده وطبعه الحاد، مسؤولي أكاديمية هيرنيفن إلى طرده، ثم إعادته بتدخل ذو الفقار، إذ لم يكن حكيم طفلًا سهلًا ومواظبًا على تدريبات هيرنفاين، تكلف ذو الفقار بالإشراف على تدريبه بشكل مباشر خارج الأكاديمية، بهدف أن يحبب له لعبة كرة القدم، وفي الوقت نفسه إبعاده عن هذه العادات السيئة، طبعه الحاد والعنيف، لم يحترم حكيم زملائه ومدربيه، الأمر الذي دفع مسؤولي النادي إلى إبعاده في الكثير من المرات، لكن موهبته بالرغم من ذلك، جعلته ينضم إلى أكاديمية هيرنفاين، و بعد أربع سنوات بمركز التكوين التابع للنادي، في 12 غشت 2012، خاض زياش في سن 19 سنة، أول مباراة بالدوري الهولندي الممتاز ضد نيميغن، وهدأ قليلًا وبدأ في استيعاب العالم حوله.
وأصبح زياش اليوم، هو مايسترو أياكس وتتعافت وراء توقيع كبريات الاندية الاوروبية، وبالنسبة للمنتخب المغربي فقد عاش مرحلة صعبة مع الفرنسي هيرفي رونار، الذي لم يتقبل طبع زياش الحاد في أول الأمر ، وأبعده عن صفوف الأسود، لكن موهبته الكبيرة، وتفهم رونار لنفسيته، عجل بالصلح بينهما وبات اليوم زياش قطعة أساسية في كتيبته التي سيحارب بها في المونديال، و"لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لأسود الأطلس".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر