الدار البيضاء – وسيم الجندي
انتهى الديربي رقم ال119، الذي جمع بعد ظهر أمس الأحد على أرضية ملعب المركب الرياضي محمد الخامس في الدار البيضاء برسم الدورة الثانية عشرة من منافسات البطولة الوطنية الاحترافية اتصالات المغرب لأندية القسم الأول لكرة القدم، بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء البيضاويين كما بدأ بلا غالب ولا مغلوب (0-0).
وهو التعادل رقم 56 بين الفريقين، فيما فاز فريق الوداد 28 مرة، مقابل 35 انتصارا لفريق الرجاء في تاريخ المواجهات بين قطبي كرة القدم المغربية منذ أول لقاء جمع بينهما سنة 1957.
وانفرد فريق الوداد (حامل اللقب) بعد هذا التعادل، وهو الرابع في الموسم مقابل سبعة انتصارات وهزيمة واحدة، بصدارة الترتيب مؤقتا برصيد 25 نقطة في انتظار النتيجة التي سيحققها شريكه السابق اتحاد الفتح الرياضي (الثاني ب24 نقطة) في المباراة المرتقبة في وقت لاحق والتي سيحل خلالها ضيفا على فريق اتحاد طنجة (الثالث ب19 نقطة).
أما فريق الرجاء البيضاوي، الذي سجل تعادله الثالث مقابل أربعة انتصارات وخمس هزائم، فأضاف نقطة واحدة إلى رصيده وارتقى إلى المركز السابع (15 نقطة) بفارق الأهداف أمام فرق النادي القنيطري، المنهزم السبت في الرباط أمام الجيش الملكي (2-1)، والمولودية الوجدية، الذي سيحل ضيفا اليوم الاثنين بالجديدة (الثالثة بعد الظهر) على فريق أولمبيك آسفي، وحسنية أكادير، المتعادل أمس على أرضه مع الكوكب المراكشي (1-1).
ولم يخرج لقاء أمس الأحد، الذي أداره طاقم تحكيم من عصبة الدار البيضاء الكبرى بقيادة الدولي بوشعيب لحرش ومساعدة كل من عشيق رضوان ومحمد لحمادي، عن طابع المواجهات المحلية حيث غلب عليه النهج التاكتيكي الموغل في التحفظ والحيطة والحذر ما أثر على المستوى التقني الذي جاء متوسطا بعدما تركز اللعب في وسط الميدان مع بعض المحاولات الفردية القليلة والمحتشمة.
وعلى الرغم من التحفظ المبالغ فيه، والذي يرجع بالأساس إلى محاولة كلا الفريقين تفادي الهزيمة، فإن الفرجة تحولت من المستطيل الأخضر إلى المدرجات وذلك بفضل اللوحات الفنية الرائعة التي اجتهد جمهور الفريقين في رسمها منذ انطلاق اللقاء الذي شهد حضورا جماهيريا كبيرا فاق ال50 ألف متفرج ملأوا جنبات المركب الرياضي عن آخرها وتفننوا وتنافسوا كل بطريقته الخاصة ومن خلال أجواء احتفالية رائعة (تيفوات كبيرة ومعبرة، أعلام ملونة بالأحمر والأخضر، أناشيد ممجدة، شعارات، هتافات، سحب دخانية حمراء وخضراء …) في تقديم صورة حضارية راقية نهلت من تاريخ الفريقين الموغل في القدم والحافل بالبطولات والألقاب.
ومع ذلك، زكى هذا الموعد الكروي، مرة أخرى، المكانة التي يحتلها “الديربي البيضاوي” كواحد من بين أفضل الديربيات المشهود لها بالعراقة والقوة والإثارة والتشويق عبر العالم وذلك بشهادة جميع الخبراء والمتتبعين وفي مقدمتهم الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وزادت المجهودات، التي بذلتها جميع مكونات العاصمة الاقتصادية للمملكة من سلطات محلية وأمنية وإدارة مسيرة ولاعبون وحكام وجمهور وجمعيات المحبين، من نجاح هذا العرس الكروي الكبير الذي ينتظره ليس فقط المهووسون بحب الحمراء أو العاشقين للخضراء بل الجمهور الرياضي المغربي قاطبة مرتين كل موسم.
وفرض التكافؤ نفسه سيدا في هذا اللقاء حيث فضل كل من الويلزي جون طوشاك (الوداد البيضاوي) والإطار الوطني رشيد الطاوسي (الرجاء البيضاوي) تعزيز الدفاع وملء وسط الميدان مع الاعتماد بين الفينة والأخرى على المرتدات السريعة.
وتميز هذا اللقاء بعودة كل من عصام الراقي والنيجيري كريستيان أوساغونا إلى صفوف فريق الرجاء وخوض الحكم الدولي بوشعيب لحرش للديربي الرابع له في مشواره الرياضي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر