بعد أن كلل نوفاك ديوكوفيتش الجولة الاسيوية بالتتويج بثنائية بكين وشنغهاي للمرة الثالثة في تاريخه، لم يضيق الفارق الذي يفصله عن منافسيه في قائمة الأرقام القياسية فحسب، بل إنه أصبح بطلا قوميا في صربيا.
فقد قالت صحيفة (داناس) الاثنين: "ديوكوفيتش زعيما للصين بلا نقاش"، بينما وصفت جريدة (بوليتيكا) "في هذه اللحظات يعزف ديوكوفيتش منفردا".
ورغم النجاح الكبير الذي حققه والتحديات الكبرى التي تنتظره في مسيرته الاحترافية، فإن اللاعب الصربي يؤكد أن الأهم بالنسبة له في الوقت الراهن هو بيته، وقضاء وقت مع أسرته، زوجته يلينا ريسيتش وابنهما ستيفان الذي سيكمل عامه الأول خلال الشهر الحالي.
وأكد اللاعب الصربي مؤخرا أن سر النجاح يكمن في: "الثبات والشغف والتفاني والرغبة في الالتزام التام بالروتين اليومي".
وأوضح أنه حاول خلال مسيرته الوصول إلى "الطريقة المثلى والتوازن" كي يتمكن من الحفاظ على المستوى الكبير الذي يقدمه الان، ونظرا لأنه حاليا يأتي على الأخضر واليابس، فإنه يعتزم الاحتفاظ بفريقه الفني الحالي المؤلف من لاعب التنس السابق الألماني بوريس بيكر واللاعب السلوفاكي المعتزل ماريان فايدا.
ورغم أنه يدين بالفضل لكلا المدربين في جزء كبير مما حققه حتى الآن، فلا ينبغي إغفال دور مدربته الأولى، يلينا جينسيتش التي توسمت فيه الموهبة وهو في السادسة من عمره، وحثته على الاستمرار في اللعبة، ودائما ما أثنت على استعداد "نولي" الدائم للتدرب وتطلعه للأفضل.
وقد كان، اعتلى ديوكوفيتش صدارة التصنيف للمرة الأولى وهو في الرابعة والعشرين من عمره في 2011، وهو الموسم الذي شهد صعوده المستمر، والذي ساعده فيه نزع الجلوتين من نظامه الغذائي، وفقا لما أكده في أكثر من مناسبة، وكذلك من خلال سيرته الذاتية "سيرف تو وين".
ولكن ديوكوفيتش لم ينس دور أسرته، حيث أكد: "لقد حالفني الحظ بأنني تمتعت بدعم أسرتي طوال طفولتي. كانوا يثقون في وكانوا يشاطرونني حلمي".
لذا، فقد كرس جانبا من جهده لمساعدة أطفال آخرين كي "يعيشوا أحلامهم" من خلال المؤسسة التي تحمل اسمه والتي تعمل على مساعدة الأطفال المعوزين في تلقي تعليمهم، ضمن مبادرات أخرى.
ويقول ديوكوفيتش على الموقع الالكتروني لمؤسسته "في قلبي كل الأطفال المعرضين للخطر، الذين يعانون من نقص التغذية المناسبة والتعليم ومن الأمراض ومن فقدان الأبوين".
واعتاد ديوكوفيتش، بصفته سفيرا للنوايا الحسنة بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تفقد مراكز رياض الأطفال، ومؤخرا زار مركزا لاستقبال الأطفال اللاجئين من سوريا والعراق وأفغانستان، الذين يفرون من الحروب والأوضاع الصعبة التي تعاني منها بلدانهم.
وبالنسبة للكثير من الأطفال والشباب في صربيا، فإن "نولي" هو قدوة يلهمهم كي يكرسوا جهودهم في تحسين مستواهم في التنس، وهي الرياضة التي اكتسبت شعبية كبيرة في صربيا حيث دائما ما كان لكرة القدم والسلة نصيب الأسد من المتابعة، ولم لا وديوكوفيتش يكتسح منافسيه.
وبعد فوزه ببطولة شنغهاي، يحلق ديوكوفيتش بعيدا في الصدارة برصيد 16 ألف و785 نقطة وهو ضعف رصيد الوصيف، البريطاني آندي موراي من النقاط تقريبا (ثمانية الاف و750 نقطة).
وكان هذا اللقب الخامس لديوكوفيتش في فئة بطولات الأساتذة ذات الألف نقطة خلال العام الجاري، وهو الانجاز الذي سبق وأن قام به في 2011، ليصبح اللاعب الأول الذي يكرره في موسمين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر