شتان بين الامس واليوم في احوال التنس الاميركي وسيطرته على التصنيف الدولي للرجال، فلائحة الـ20 الاوائل تخلو من اسماء اميركية، علما ان تصنيف جمعية اللاعبين المحترفين تضم 34 اسما احتل احدها الصدارة على الاقل خلال 43 عاما.
ومن الايام الخوالي يشار دائما الى التصنيف الاخير الصادر عام 1979، وقد برز فيه 7 اميركيين بين العشرة الاوائل هم: جيمي كونورز المصنف ثانيا، جون ماكنرو المصنف ثالثا، فيتاس غيرويلاتيس المصنف رابعا، راسكو تانر الخامس، آرثر آش السابع، هارولد سولومون الثامن، وادي دبس العاشر.
غير ان اقرب الاميركيين الى الصدارة وفق التصنيف الصادر قبل انطلاق بطولة الولايات المتحدة المفتوحة على ملاعب فلاشينغ ميدوز الشهر الماضي، كان جون ايسنر (الموقع الـ21) وستيف جونسون (الـ22).
غاب اللاعبون الاميركيون عن الصدارة للمرة الاولى في 5 آب/اغسطس 2013، بعد سيطرة دامت عقودا. كما يغيبون عن التتويج في الدورات الاربع الكبرى "الغراند شيليم" منذ احراز اندي روديك بطولة الولايات المتحدة عام 2003، وعن حصد القاب في "الماسترز 1000" منذ 2010، حين فاز روديك نفسه في دورة ميامي.
في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة 2016، التي احرزها كل من السويسري ستانيسلاف فافرنيكا والالمانية انجليك كيربر التي ازاحت الاميركية سيرينا وليامس عن صدارة التصنيف العالمي بعد 186 اسبوعا واصبحت اول المانية تتربع عليه بعد مواطنتها شتيفي غراف، خاض المنافسات 4 اميركيون واعدون هم: تايلور فريتز (18 سنة) ، ياريد دونالدسون (19 سنة) ، فرنسيس تيافوي (18 سنة) وريلي اوبيلكا (19 سنة).
ويعول الاتحاد الاميركي للعبة على هؤلاء وفق المفهوم الجديد الذي يعتمده للرعاية، آملا بان ينتج عن هذا الاحتضان استعادة "امجاد غابرة" على غرار تألق بيت سامبراس الذي اعتزل عام 2001 واندريه اغاسي الذي وضع حدا لمسيرته عام 2006، لا سيما ان "خليفتهما" جيمس بلايك لم يفلح كثيرا.
يوضح كل من جاي بيرغر (مسؤول قطاع الرجال في الاتحاد الاميركي للتنس)، وخوسيه هيغويراس (المدير الفني)، وباتريك ماكنرو (مسؤول التطوير) ان جهودا جماعية تبذل حتى بالتعاون مع القطاع الخاص لبلوغ النهضة المرجوة.
ويشير بيرغر الى ان الخطة المعتمدة تولي عناية خاصة على مختلف الاصعدة باللاعبين، الذين يحتلون مواقع بين الـ500 الاوائل. وتقضي المرحلة الاولى منها بان تضم لائحة افضل 100 عالميا اكبر عدد من الاميركيين، وسينصب الاهتمام على تطوير مستواهم وصولا الى ان يخترق احدهم على الاقل فئة العشرة الاوائل.
ومن الخطوات التفاؤلية المواكبة ما كشف عن تفاصيله في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حين اعلن ان النجم السابق ايفان ليندل (حصل على الجنسية الاميركية عام 1992) وماردي فيش، سيواكبان تطور قطاع الشباب، فضلا عن سعي للاستعانة بنجوم سابقين آخرين. كذلك اعلن بيرغر ان ليندل، الذي يتولى الاشراف على تحضيرات البريطاني اندي موراي، يهتم بلاعبين مواليد 1999 و2000، ويمضي اوقاتا معهم برفقة مدربيهم.
ويشدد بيرغر على اهمية المتابعة، فمثلا اللاعب الاميركي ريان هاريسون (24 سنة) الذي خسر في فلاشينغ ميدوز امام القبرصي ماركو بغداديس (3 – 1) في الدور الثالث، كان فاز في اولى مبارياته ضمن دورات المحترفين وهو في سن الخامسة عشرة، لكنه لم يتجاوز بعدها الموقع الـ60 عالميا.
ويعزو بيرغر سبب تعثر هاريسون في مسيرته الى الضغط الكبير الملقى على عاتقه، لكن الأمر "سيختلف مع تعدد الاسماء المرشحة، علما ان الامر يحتاج الى نفس طويل لاعداد من يستطيع احتلال الصدارة بعد اغاسي (2003) وروديك (2004).
وعموما يطمح دونالدسون، الذي امضى سنتين في الارجنتين، ويشرف على تدريبه اللاعب السابق تايلور دنت، الى "بلوغ الصدارة في يوم قريب". كما يتوسم نيك بوليتيري صاحب الاكاديمية الشهيرة للعبة، خيرا فيه وفي باقي اعضاء "الكوكبة الواعدة".
ويثمن بوليتيري، الذي خرج نجوما امثال اغاسي وجيم كورير ومونيكا سيليش وماريا شارابوفا، العمل الجيد الذي يقوم به اتحاد اللعبة ودعمه المالي للاعبين الشباب، لا سيما ان المجموعة الحالية "تعد من افضل المواهب". كما يلفت الى العائق السابق امام التطور المنشود كان المال، فالمدرب المخول بتحضير مواهب يكلف 125 الف دولار سنويا، علما ان معدل المدخول السنوي للمواطن الاميركي العادي يبلغ 53 الف دولار.
ويبدي بوليتيري ارتياحه لدور مارتن بلاكمان ضمن "خلية التطوير" التي شكلها الاتحاد الاميركي، لا سيما من ناحية بقاء المدربين مع اللاعبين الذين تعهدوا تحضيرهم حتى مراحل متقدمة، لا سيما من الناحية البدنية. كما ان الاستعانة بجهود النجوم القدامى وخبراتهم مفيد جدا، خصوصا ان الوجوه الصاعدة تتأثر بهؤلاء وتعمل بموجب آرائهم وافكارهم وتأخذ بملاحظاتهم وتتقبلها في شكل افضل مما لو كانت صادرة عن مدربيهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر