177  من الأسر المغربية تعيلها النساء خاصة في المدن
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

17.7 % من الأسر المغربية تعيلها النساء خاصة في المدن

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - 17.7 % من الأسر المغربية تعيلها النساء خاصة في المدن

النساء المعيلات في المغرب
الرباط – المغرب اليوم

تغادر المغربية فوزية منزلها في الصباح الباكر يوميًا تذهب إلى المصنع الذي تعمل فيه، والواقع في ضواحي العاصمة الرباط حيث تعمل طيلة النهار، وحتى وقت متأخر أحيانًا، همها الوحيد تأمين راتب شهري بالكاد يجعلها قادرة على تسديد بدل إيجار البيت الذي تسكنه، بالإضافة إلى إعالة أبنائها الثلاثة. 

فوزية هي واحدة من بين أكثر من 1.2 مليون أسرة تعيلها نساء، من أصل 6.8 ملايين أسرة في المغرب، أي ما يعادل 17.7 % من الأسر. وتمثل هؤلاء النساء نسبة مرتفعة في المدن (19.6%)، في مقابل 14.1 % في القرى.  وتبعًا لأرقام المندوبية السامية للتخطيط، وهي مؤسسة حكومية، فإن ما يزيد على نصف النساء اللواتي يعلن أسرهن، وتحديدًا 55.1 % منهن، هن أرامل، فيما 26.6 % منهن متزوجات، و11.1 % مطلقات، و6.8 % عازبات. 

تحكي فوزية قصتها وتقول : إنها في البداية، لم تكن تعمل و كان زوجها يتكفل بتوفير جميع مستلزمات البيت الأساسية، ويرفض بشدة عملها خارج المنزل لأي سبب كان حيث بالنسبة إليه، لا حاجة لذلك طالما هو قادر على تأمين جميع الاحتياجات.  تضيف أنه قبل أربع سنوات، تعرّض زوجها، الذي كان يعمل سائقًا لشاحنة، ويتنقل بين المدن لبيع بضاعته، إلى حادث سير مميت، في ذلك الوقت، لم تعد تدري ماذا تفعل، وقد اسودّت الدنيا في عينيها، علمًا أنه لم يكن لدى زوجها راتب، لأن مهنته حرة ، في البداية لم يكن الأمر سهلًا عليها على الإطلاق، وكان عليها التفكير في كيفية تدبر أمورها.  تضيف أنه بعد مرور أشهر على حدادها على زوجها، وهو ما يسميه المغاربة "حق الله"، خرجت للبحث عن عمل بهدف إعالة أطفالها، وتأمين مستلزماتهم الأساسية، علماً أنها تحمل شهادة ثانوية فقط. في البداية، لم تعثر على أي عمل، مضيفة أنه "بعد خيبات أمل متتالية، وجدت عملاً في شركة للنسيج، لتبدأ معاناة من نوع آخر، بعدما وجدت نفسها مضطرة لتحمل ساعات العمل الطويلة والمرهقة من الناحيتين النفسية والجسدية".  تتابع فوزية أن إعالة أسرة ليست بالأمر السهل، وخصوصًا إذا لم تعتد المرأة العمل في وقت باكر، وكان أهلها ثم زوجها يتولون جميع هذه المهام. لكن حدث ما لم تكن تتوقعه، وتوفي زوجها. تضيف أن أكثر ما يضايقها هو المهام الكثيرة التي تلقى على كاهلها، بالإضافة إلى التفكير بمن سيعيل أبناءها لو حدث لها مكروه". 

إلى ذلك، تقول الباحثة في علم الاجتماع ابتسام العوفير: إن النساء اللواتي يُعلن أسرهن غالبًا ما تدفعهن ظروف اجتماعية قاهرة، أو ظروف شخصية إلى ذلك. في الوقت نفسه، هناك مغربيات متزوجات تكفلن أيضًا بمسؤولية إعالة عائلاتهن، لأن أزواجهن هاجروا إلى خارج البلاد للعمل، علهم يساهمون في زيادة دخل أسرهن. 

كما تشيرأيضًا إلى بعض المطلقات والأمهات العازبات اللواتي يتولين إعالة أطفالهن، بسبب عدم اعتراف آباء أطفالهن بهم. تضيف أن هناك حالات كثيرة لنساء يعلن أطفالهن، بالإضافة إلى آبائهن أو أمهاتهن، علمًا أن بعض الأزواج لا يعملون ويمضون أيامهم في البيت. تضيف أن هؤلاء المغربيات اللواتي يقدن عائلاتهن ماديًا ومعنويًا أيضًا، ويتولين دور الأب والأم في آن، غالبًا ما لا يجدن أي مساعدة من أحد، وذلك بسبب الظروف الحياتية والاجتماعية التي تفرض عليهن لعب دور ربان العائلة في التربية وتأمين المال وغيرها. 

وتلفت إلى أن بعض النساء اللواتي يعلن أسرهن، غالبًا ما يضحين بأحلامهن. فهمهم الأساسي هو تأمين عيشة كريمة لأسرهن، مضيفة أن هناك نساء تفرغن لإعالة أبنائهن، وخصوصًا اللواتي لديهن أطفالًا، ورفضن الزواج مجددًا إلى أن يكبر أطفالهن، ليفوتهن قطار الزواج. تضيف أن هذا الأمر ليس قاعدة عامة تنطبق على جميع النساء اللواتي يعلن أسرهن، بل هناك مغربيات اخترن هذا المسار عن وعي، مشيرة إلى أن امرأة تنتمي إلى طبقة ميسورة طلبت الطلاق من زوجها لأنه مستهتر، وعملت على تربية أبنائها والسعي لتأمين حياة لائقة لهم. واللافت أنها تفعل ذلك بكل سعادة.  وتعزو تنامي عدد الأسر المغربية التي تعيلها نساء إلى دخول المرأة سوق العمل، وخصوصًا خلال السنوات الأخيرة التي عرفت طفرة هائلة في توجه النساء إلى العمل خارج البيت في مختلف المجالات، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، أو غيرها من المهن البسيطة التي يلجأن إليها لإعالة أسرهن الصغيرة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

177  من الأسر المغربية تعيلها النساء خاصة في المدن 177  من الأسر المغربية تعيلها النساء خاصة في المدن



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya