كشفت إحصائيات صادرة عن وزارة العمل والرفاه الاجتماعي الإسرائيلية، النقاب عن ارتفاع حاد بحالات الإصابة بالتوحد في البلاد بنسبة 11% بالعام 2017، علما أنه خلال الأربع سنوات الماضية بلغت نسبة الارتفاع حوالي 50%.
ووجدت دراسات طبية، أن المواطنين العرب واليهود المتدينون، هم الأقل إصابة بمرض التوحد، عن باقي الأقليات في البلاد، وذلك بضعفين أو ثلاثة أضعاف.
واعتمدت الدراسة على بيانات عن أكثر من 45 ألف طفل وصبي حتى جيل 18 مسجلا في صندوق العلاج الطبي في إسرائيل.
وقد وجدت الدراسة أن شيوع التوحد في المجتمعين "الحريديم" والعربي في البلاد أقل من المجتمعات الأخرى بضعفين أو ثلاثة أضعاف.
ويقول العلماء إن السبب في هذه الفجوة ليس نسبة التبليغ المنخفضة عن الحالات أو عدم تشخيصها إنما قد تكون نسبة لسن الوالدين المنخفض لدى الإنجاب.
وعلى الرغم أن إسرائيل تعتبر من أقل البلدان الإصابة بالتوحد، إلا أن الإحصائيات والبيانات تشير إلى تزايد نسبة المصابين بالتوحد بين السكان، إذ تشير البيانات الجديدة الصادرة عن سلطات الرعاية الاجتماعية إلى زيادة بنسبة 50% في عدد الإسرائيليين المصابين بالتوحد خلال السنوات الأربع الماضية.
وعزت وزارة الشؤون الاجتماعية النمو في عدد الأشخاص المصابين بالتوحد الذين تم تشخيصهم، وهو أعلى بكثير من معدل النمو في عموم السكان (أقل من 2%)، نتيجة ارتفاع مستوى التشخيص وتعميق الوعي والمعرفة بكل ما يتعلق بالتوحد في السنوات الأخيرة.
ومع ذلك، من الصعب التوضيح على وجه اليقين أسباب الزيادة في عدد الأشخاص الذين تم تشخيصهم. فعند فحص البيانات الإجمالية، حدثت زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة: في 2014، تم تشخيص 4656 إسرائيليا على أنهم مصابون بالتوحد، بينما كانت البيانات وهذا الرقم قد وصل في العام الماضي إلى 15820.
أفادت دراسة أميركية حديثة، بأن الأطفال الذين يعانون مرض التوحد أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية أخرى أبرزها اضطرابات القلق والمزاج.
ولأسباب الزيادة هناك أيضا عوامل وفجوات جغرافية، على سبيل المثال في الجنوب، كانت هناك زيادة من عام 2016 إلى عام 2017 في عدد الإسرائيليين المصابين بالتوحد (10% من 1216 إلى 1339)، بينما في حيفا والشمال كانت هناك زيادة كبيرة بنسبة 14% (من 2966 إلى 3398).
أما في منطقة القدس كانت هناك زيادة بنسبة 13% (من 2801 إلى 3177) وفي تل أبيب والمركز، المنطقة الأكثر توحدا في البلاد، بزيادة قدرها 8% (من 7299 إلى 7906).
ولمعاجلة الارتفاع في نسب الإصابة بالتوحد، رصدت وزارة الرفاه الاجتماعي ميزانيات إضافية لمرضى التوحد من 180 مليون شيكل في عام 2016 إلى 500 مليون شيكل في عام 2018، فبالتوازي مع النمو في عدد الإسرائيليين المصابين بالتوحد، هناك نمو في الميزانيات المخصصة للعلاج، بحسب الوزارة.
ويشير مسؤولو الرعاية الاجتماعية إلى أن 14 وحدة سكنية جديدة للأشخاص المصابين بالتوحد قد تم تأسيسها في العام الماضي وأن 1700 شخص مصاب بالتوحد قد تلقوا العديد من خدمات إسكان.
كما ارتفع عدد متلقي الخدمة المجتمعية بنسبة 17% في عام 2017، حيث التحق 2500 طفل وبالغ بأطر ترفيهية وداعمة، واستخدم 2000 طفل وبالغ خدمات تعليمية خاصة، وتلقى 1200 من المراهقين والبالغين خدمات التأهيل في سوق العمل، بالإضافة إلى ذلك، حصل 855 طفلاً على رعاية نهارية لإعادة التأهيل.
ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن عدد أطر الأطفال الصغار الذين يعانون من مرض التوحد لا يزال منخفضا، وأن عدد الأشخاص الذين ينتظرون هذه الأطر لا يزال مرتفعا، حيث لا يزال العديد من الأطفال لا يستطيعون العثور على مكان بالقرب من منزلهم في إطار تعليمي أو علاجي ملائم للأطفال المصابين بالتوحد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر