عمرو خالد الرسول ﷺ استثمر عمرة القضاء لمحاربة البغضاء
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

عمرو خالد: الرسول ﷺ استثمر "عمرة القضاء" لمحاربة البغضاء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عمرو خالد: الرسول ﷺ استثمر

الداعية الإسلامي عمرو خالد
الرباط - المغرب اليوم

قال الداعية الإسلامي عمرو خالد إن النبي ﷺ استطاع أن يكسر الحواجز مع قريش من أجل أن ينشر السلام بينهم، وتعريف أجيال ولدت وكبرت على كراهية الإسلام بهذا الدين؛ وذلك خلال "عمرة القضاء" التي أداها في العام التالي من "صلح الحديبية"، وهو ما كان أحد أسباب دخول قريش الإسلام يوم فتح مكة.

وأضاف خالد، في الحلقة السادسة عشرة من برنامجه الرمضاني "السيرة حياة"، أن النبي لم يدع أحدًا يتخلف عن أداء العمرة ممن حضر معه صلح الحديبية، لإعادة الثقة في النفوس بتحقق وعد الله.."لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ"، وزاد: "كان يهدف إلى ترسيخ الثقة بداخلهم".

وأشار المتحدث إلى أن "النبي خرج وحمل السلاح والدروع والرماح، وقاد مائة فرس عليهم محمد بن مسلمة، خشية أن تغدر بهم قريش؛ وكأنه يقول إن النوايا الطيبة للسلام لا تكفي، بل عليك أن تحتاط من الطرف الآخر"، وأضاف: "قريش علمت بالخبر، وهذا ما أراده النبي، حتى يفهموا أنه مستعد"، في ما وصفه بأنه "حكمة عجيبة لمنع الصدام: احمِ عدوك من أن يجعله شيطانه يفكر في الغدر بإظهار استعدادك".

إثر ذلك، يقول خالد: "فزعت قريش، وقالت: والله ما أحدثنا حدثًا وإنا على كتابنا ومدتنا ففيم يغزونا محمد؟، فأرسلوا سهيل بن عمرو إلى النبي يقول له: والله يا محمد ما عُرفت صغيرًا ولا كبيرًا بالغدر، تدخل بالسلاح في الحرم على قومك وقد شرطت لهم ألا تدخل إلا بسلاح المسافر، فقال له: إني لا أدخل عليهم بسلاح، فقال سهيل: هذا الذي تعرف به البر والوفاء، ثم رجع إلى مكة ليقول لهم: إن محمدًا لا يدخل بسلاح، وهو على الشرط الذي شرط لكم".

واعتبر الداعية أن "هذا مما يدل على الثبات على الأخلاق، وأكبر رد على المستشرقين الذين قالوا: إن أفعال محمد العظيمة ليست بسبب أخلاق أو دين، لكن هي سياسة"، وزاد: "كذبوا.. ما عُرفت صغيرًا ولا كبيرًا بالغدر"، وتابع: "بكي الصحابة لحظة دخولهم مكة بكاء اشتياق إليها. وكان خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة يراقبون الوضع، وزعماء قريش يخشون أن يحتك المسلمون بأهل مكة فيتأثروا بهم، فأرادوا أن يخلوا مكة من أهلها، فأشاعوا أن محمدًا وأصحابه مصابون بمرض معد فخرجوا إلى الجبال خائفين".

وذكر خالد: "بلغت النبي الشائعة فقال الصحابة: لو نحرنا فأكلنا من لحم الإبل وشربنا من مرقع، أصبحنا غدًا حين ندخل على القوم وبنا قوة، فقال النبي: لا تفعلوا ولكن اجمعوا إلي من أزوادكم، فجمعوا وبسطوا الأنطاع، فأكلوا حتى تركوا، وحثا كل واحد منهم في جرابه"، وأشار إلى أنه "كان هناك إصرار من النبي على البساطة وليس التعالي والتفاخر، فاهتزت مشاعر خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة لما شاهدوا المسلمين يأكلون مع بعض، فهذا التواضع لا تعرفه قريش بين أغنيائها وفقرائها"، وأوضح أنه عند دخول مكة بدأ عبدالله بن رواحة ينشد:

ـ خَلّوا بَني الكُفّارِ عَن سَبيلِهِ ** خَلّوا فَكُلُّ الخَيرِ في رَسولِهِ

يا رَبُّ إِنّي مُؤمِنٌ بِقيلِهِ ** أَني رأيت الحَقَّ في قَبولِهِ

فقال عمر: ما هذا يا ابن رواحة بين يدي رسول الله، وفي حرم الله تقول الشعر، فقال النبي: دعه يا عمر إني أسمع فلهو أسرع فيهم من نضح السهام..كان مؤمنًا بتأثير القوة الناعمة وأنها أقوى من السلاح.. في حفر الخندق غناء وفي بناء المسجد غناء واليوم في العمرة يسمع الغناء، لكنه الفن الذي يبني ولا يهدم.

ثم قال النبي لابن رواحه..وارفع صوتك: لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.

مع ذلك، أكد خالد أن "النبي رفض أن ينزل بيتًا من بيوت المسلمين التي استولت عليها قريش، وإنما ضربت خيام، فما استظل أحدهم بسقف بيت، وأخرج عضده الأيمن، ثم قال: رحم الله رجلاً أراهم من نفسه قوة.. أمر المسلمين أن يرملوا 3 أشواط يلبون، فقال الناس على رؤوس الجبال: هؤلاء الذي زعمتم أن الحمى قد وهنتهم، هؤلاء أجلد من كذا وكذا، ما يرضون بالمشي أما إنهم لينقزون نقز الظباء".

وذكر خالد أن النبي أمر بلال في صلاة الصبح أن يؤذن من فوق ظهر الكعبة فأذن، فقال عكرمة: لقد أكرم الله أبا الحكم (أبا جهل) حيث لم يسمع هذا العبد ينعق من فوق الكعبة. وقال صفوان: الحمد لله الذي أذهب أبي قبل أن يرى هذا العبد الأسود.. ومنهم من غطى وجهه، لكن النبي لم يستفز ولم يعلق على كلامهم، والمفارقة أن الاثنين أسلما يوم فتح مكة.

وأوضح خالد أن النبي لم ينس الحراس الذين يحرسون الأسلحة والعتاد خارج مكة، فأرسل من يقوم بمهمتهم ممن طاف وسعى مكانهم، وأثناء الطواف كان إلى جواره الوليد بن الوليد وهو من الصحابة، قال له: أين خالد..وددت لو أسلم.. لم ينشغل بما فعله في أحد، لأن هدفه: بناء إنسان.. رحمة للعالمين.

في تلك الأثناء أشار المتحدث إلى أن النبي تزوج بميمونة، وهي أخت أم فضل زوجة العباس، وخالة خالد بن الوليد وعبدالله بن عباس، وكانت مسلمة، وبقيت في مكة وحيدة بعد وفاة زوجها، فتمنى العباس من النبي أن يتزوجها فوافق؛ وقال إن النبي أراد أن يتخذ من زواجه من "ميمونة" وسيلة لزيادة التقارب بينه وبين قريش، لكنها رفضت أن يستمر لأكثر من 3 أيام بمكة، وعندها أمر النبي بأنه: "لا يمسين أحد من المسلمين بمكة، وقام ركب ناقته، فما غربت الشمس وواحد من المسلمين فيه"، وزاد: "تزوج النبي من السيدة ميمونة خارج مكة ( قرب التنعيم) بمنطقة اسمها "سرف" معروفه إلى الآن، وهي آخر من تزوج، وآخر من مات من نسائه بعده، وماتت ودفنت في مكان عرسها".

وقال الداعية إنه "بعد انصراف النبي ومن معه من مكة وقف خالد ابن الوليد يقول: لقد استبان لكل ذي عقل أن محمدًا ليس بساحر ولا شاعر، وأن كلامه من كلام رب العالمين، فحق كل ذي لب أن يتبعه؛ ولما سمع أبو سفيان بما كان منه، بعث في طلبه، وسأله عن صحة ما سمع، فأكد له خالد صحته، فاندفع أبو سفيان إلى خالد في غضبه، فحجز عنه عكرمة، وقال: مهلاً يا أبا سفيان، لقد كدت أن أقول مثل ما قال خالد، والله لقد خفت ألا تمر السنة حتى يتبعه أهل مكة كلهم".

وأوضح خالد أن كلاً من خالد وعمرو وعثمان بن طلحة وعمرو بن العاص أسلموا لاحقًا وقدموا إلى النبي، الأمر الذي أسعده كثيرًا، معتبرًا أن "عمرة القضاء" كانت هي السبب وراء إسلامهم، لما رأوه من المسلمين عندما كانوا يتولون مراقبتهم أثناء أداء العمرة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمرو خالد الرسول ﷺ استثمر عمرة القضاء لمحاربة البغضاء عمرو خالد الرسول ﷺ استثمر عمرة القضاء لمحاربة البغضاء



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

واتساب يضيف ميزة نالت إعجاب مستخدميه

GMT 02:06 2018 الخميس ,12 تموز / يوليو

سعر ومواصفات "كيا سبورتاج 2019" في السعودية

GMT 23:49 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

وفاة أب وإبنته غرقا في نهر ضواحي جرسيف‎

GMT 23:59 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

معلول يؤكد أهمية فوز المنتخب التونسي على بنما
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya