الرياض- المغرب اليوم
اختتمت اليوم مبادرة مستقبل الاستثمار فعاليات دورتها للعام 2019م التي احتضنتها العاصمة الرياض بنجاح كبير.
فعلى مدار أيام المبادرة الثلاثة، تواصل قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء وصنّاع سياسات، وتفاعلوا مع الحضور عبر إلقاء كلمات رئيسة وإدارة حوارات مفتوحة وقمم عامة، بغية مناقشة إمكانات تطور المجتمعات والاقتصادات لكي تكون أكثر انفتاحاً ومساواة لاحتياجات أفرادها، في ظل سباق نحو مستقبل ستكون وسائل الاتصال المستقبلية أحد أهم سماته.
واختتمت أعمال المبادرة بالحضور الكبير لجلسة خاصة تناولت مستقبل الدبلوماسية الاقتصادية ومجموعة الدول العشرين الصناعية الكبرى، تزامناً مع حقيقة أن المملكة العربية السعودية تستضيف في العام المقبل الدورة الجديدة لاجتماعات مجموعة العشرين، وقد شهدت الجلسة مشاركة معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، مع نخبة من رؤساء الحكومات السابقين في دول من مجموعة العشرين؛ وهم رئيس الوزراء الأسبق في المملكة المتحدة ديفيد كاميرون، ورئيس الوزراء الأسبق في فرنسا فرانسوا فيلون، ورئيس الوزراء الإيطالي السابق ماتيو رينزي، و رئيس الوزراء الأسبق في أستراليا كيفن رود، بغية مناقشة مقدرة مجموعة العشرين على التكيف مع قوى التغيير التي تدفع التحولات واسعة النطاق في فضاءات الاقتصاد العالمي المقبل.
وفي معرض حديثه عن دور المملكة العربية السعودية بصفتها الدولة المستضيفة للقمة المقبلة لمجموعة العشرين، قال ديفيد كاميرون: "بالنظر إلى ما تمثله استضافة المملكة وترؤسها القمة من مزايا وفرص كبيرة، فإنني أنصح المسؤولين بالتفكير بشكل عميق قبل تحديد الملفات التي ينبغي التركيز عليها خلال القمة حتى تتمكن من إحداث الفارق الحقيقي".
من جانبه، قال كيفين رود بأن "هناك ثورة هائلة في مجال الطاقة المتجددة"، ونصح أولئك الذين يعيشون في مجتمعات تشهد كماً كبيراً من انبعاثات الكربون بأن يكونوا على يقين من "وجود فرصة هائلة في مستقبل الطاقة المتجددة".
يذكر أن اليوم الأخير من أعمال المبادرة شهد تركيزاً على قضايا الشمول المالي، والقيمة التي تتحقق على المدى الطويل من الاستثمار في شركات ومشروعات تقودها السيدات، والأطر الجديدة التي من شأنها أن تعزز التماسك الاجتماعي في عصر يشهد تحولات مجتمعية متسارعة الإيقاع، وكان جدول أعمال المبادرة الثري والمتنوع في ملفاته وموضوعاته بمثابة تأكيد على قدرة المبادرة من خلال الوفود والمتحدثين والشركاء والضيوف، على إحداث فارق كبير لما فيه صالح العالم أجمع.
وفي تأكيد على التزام المملكة العربية السعودية تجاه دورها الطليعي في مجال التكنولوجيا الحديثة، شهدت فعاليات المبادرة عرض مجموعة من الروبوتات المتطورة وتجارب الواقع الافتراضي وتعريف عملي ببرامج التعرف على الوجوه والهوية، كما كان لمعهد مبادرة مستقبل الاستثمار جناح خاص، برعاية القائمين على المبادرة، بهدف تعزيز دور هذه النسخة من المبادرة عبر تقديم عدد من المبادرات. ومن المخطط له أن يكون مؤسسة تعمل لتكون منصة معرفة لمجتمع المستثمرين في العالم تمكن تبادل الأفكار والخبرات، والتوصل إلى حلول مبتكرة تحقق مستقبلاً واعداً للاستثمار وتخلق القيمة الاقتصادية المنشودة.
وجذبت المبادرة في دورتها للعام 2019م ضيوفاً ومتحدثين من قادة وزعماء الدول والمسؤولين الحكوميين من العالم العربي وأفريقيا والأمريكيتين وأوروبا، من بينهم جلالة الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن؛ ودولة رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي؛ وفخامة الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو؛ ووزير الخزانة الأمريكي ستيفن مونشين، ووزير الطاقة الأمريكي ريك بيري، وكبير مستشاري البيت الأبيض الأمريكي جاريد كوشنر، وفخامة رئيس نيجيريا محمدو بخاري؛ وفخامة رئيس النيجر محمدو إيسوفو؛ وفخامة الرئيس الكيني أوهورو كينياتا؛ علاوة على كوكبة من قيادات الأعمال كان منهم ماسايوشي سون، المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة سوفت بانك، اليابان؛ باتريس كين، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في مجموعة تاليس، فرنسا؛ جون باغانو، الرئيس التنفيذي في مشروع تطوير البحر الأحمر، لاري فينك، المؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في شركة بلاك روك، الولايات المتحدة الأمريكية؛ نويل كين، الرئيس التنفيذي لمجموعة إتش إس بي سي القابضة، المملكة المتحدة؛ ستيفن شوارزمان، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك في مجموعة ذا بلاك ستون، الولايات المتحدة الأمريكية؛ وتيجاني تيام، الرئيس التنفيذي في مجموعة كريديه سويس، سويسرا.
وخلال فعاليات المبادرة، أعلنت الهيئة العامة للاستثمار عن إتمام 23 صفقة استثمار أجنبي جديدة بقيمة إجمالية تناهز 15 مليار دولار، وتعكس تلك الاتفاقات، التي جرت تحت مظلة مبادرة "استثمر في السعودية"، المقدرات الكبيرة التي تمتلكها المملكة وتقدمها للمستثمرين السعوديين والأجانب على حد سواء.
وشهدت فعاليات وجلسات مبادرة مستقبل الاستثمار في دورته الثالثة للعام 2019م حضور قرابة 300 متحدث من الشخصيات العالمية المرموقة، ما بين صانع قرار ومستثمرين وخبراء من أكثر من 30 دولة، وتعكس خلفيات الحضور تلك السمة العالمية للمبادرة، حيث تبلغ نسبة ممثلي قارة أمريكا الشمالية 39%، بينما يأتي 20% من حضور المبادرة من أوروبا، وتحوز آسيا نسبة 19% من المتحدثين، بينما كانت نسبتهم من دول منطقة الشرق الأوسط قرابة 15%، وكذلك سجل أكثر من 6000 شخص حضورهم لأعمال الحدث الكبير.
الجدير بالذكر أن مبادرة مستقبل الاستثمار انطلقت بغية تشجيع الحوار وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية حول بعض الموضوعات التي تواجه العالم اليوم؛ ومنها قضايا الاستدامة والتكنولوجيا ومستقبل المجتمع، وتلتزم مبادرة مستقبل الاستثمار بتوفير منصة شاملة تشجع التواصل الحر والإبداعي بين رواد الأعمال وصناع القرار والمستثمرين والمبتكرين وقادة العالم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر