مسلسل حمام شامي ينقل سورية إلى صحراء أبوظبي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مسلسل "حمام شامي" ينقل سورية إلى صحراء أبوظبي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مسلسل

أبوظبي ـ أ.ف.ب

تتجسد سورية في صحراء ابوظبي لبضعة ساعات كل يوم من خلال حمام دمشقي يزدحم بمجموعة من الممثلين يمشون على الارض الرخامية بقباقيبهم الخشبية ويتحدثون بلهجة شامية أصيلة في موقع تصوير بني بعيدا جدا عن بلدهم. وتقول ممثلة لام صخر، زوجة صاحب الحمام، وهي ترتدي ثوبا تقليديا وتضع وشاحا احمر على رأسها "وهاي جاهز سطل الماورد (ماء الورد) مخلوط بمنقوع القرفة والزنجبيل والليمون". هذا المشهد هو من مسلسل "حمام شامي" السوري الذي سيعرض خلال شهر رمضان. وقد بني موقع التصوير خصيصا، وللمرة الاولى، في ابوظبي وليس في سورية بسبب النزاع المستمر في هذا البلد. وقال مهندس الديكور مهند ابو شنب "كنت اتمنى لو تمت اقامة هذا الحي وهذا الحمام في بيئته الطبيعية، اي في دمشق". والمسلسل كوميديا خفيفة تحصل احداثها في الخمسينات من القرن الماضي، خصوصا داخل حمام تركي في دمشق القديمة. وقد اعيد بناء موقع التصوير في صحراء ابوظبي بسبب اعمال العنف المستمرة في سوريا والتي راح ضحيتها 94 الف شخص منذ اذار/مارس 2011. وتقول الممثلة سحر فوزي التي تؤدي دور ام موفق التي تزوج زوجها بثانية، ان الحمام في الثقافة الدمشقية كان المكان الذي تدور فيه الحياة الاجتماعية. وذكرت فوزي ان الحمام كان المكان الذي يعقد فيه الرجال الصفقات التجارية، وتناقش فيه النساء شؤون الحياة، فضلا عن العثور على عروس لابنائهن. والمسلسلات السورية التي ارتفعت شعبيتها بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة، لطالما كانت تصور في سورية، لاسيما في الاحياء والحمامات والمنازل الدمشقية القديمة التي تمت المحافظة عليها لعقود. وقالت الممثلة واحة الراهب "أنا نزلت دموعي من الحنين، من القهر على ما حل ببلدي. مجرد أن رأيت الحمام. سورية ككل جائت وتجسدت لدينا في الغربة. تأثرت كثيرا. الديكور بحد ذاته فيه مصداقية لدرجة جعلتنا فجأة نشعر بأننا عدنا إلى سوريا وبأن كل المشاكل انتهت. عدنا إلى الوهم الجميل". ويستعيد الديكور أجواء الحمام الشامي بتفاصيله الدقيقة، مع الاواني النحاسية والثريات العثمانية الملونة الى كراسي الخيزران والارض المكسوة بالرخام الابيض والاسود. ويلبس الممثلون الثياب التقليدية السورية، ويصدرون بمشيهم على ارض الحمام صوت الطقطقة الشهير الناتج عن وقع ارتطام قبقاب الخشب بالرخام. وقالت راهب "ظروف التصوير في سورية كما هو معروف فيها تهديد لحياة الناس، وفي كل لحظة، وهناك صعوبة كبيرة في انجاز اي مشهد. أي موقع تصوير ممكن بلحظة أن يكون مهددا بالقصف". وعن الاصرار على انتاج هذا العمل الكوميدي بالرغم من المآسي التي تشهدها، سوريا، قالت راهب ان "المخرج أراد في هذا الظرف القاسي والقاهر أن يخلق بسمة للناس لعلها تخفف عنهم هذا الضغط". واضافت "العمل يحمل بسمة لا أكثر وفي نفس الوقت يبقى ليكرس وجود سورية. هو تعبير عن استمرارية شعبنا واستمرارية حضارتنا واستمرارية فكرنا. فلا يجب أن يتوقف الفن". واقرت الممثلة بعدم وجود اي علاقة بين المسلسل والاحداث في بلادها، وقالت ان ذلك يعود الى "رفض المنتجين تمويل اي عمل له علاقة بالثورة السورية". وتراجع انتاج الدراما السورية بشكل كبير منذ بدء الاحتجاجات ومن ثم النزاع المسلح. وانخفض عدد المسلسلات المنتجة من اربعين في 2010 الى اقل من نصف هذا العدد، فيما يتم تصوير عدد من المسلسلات المتبقية خارج سوريا، لاسيما في لبنان ومصر اضافة الى الامارات. وغادر عدد كبير من الممثلين سوريا، خصوصا المعارضين منهم، فيما تم توقيف البعض وقتل البعض ايضا مثل الممثل الكوميدي الشهير ياسين بقوش الذي اصابت قذيفة سيارته في جنوب دمشق في شباط/فبراير الماضي. وقال الممثل سليم صبري الذي يؤدي دور صاحب الحمام ان "الاوضاع الراهنة في دمشق لا تسمح بهذا النوع من الحركة. هناك دائما مخاطر". وذكر ان الاحداث اثرت على "جرأة المنتجين على تقديم الاموال لان المسلسل قد يتوقف في اي لحظة بالرغم من دفع الملايين". اما راهب التي لا تخفي ميولها للمعارضة فقالت ان "معظم المنتجين مرتبطين بانظمة لا مصلحة لها بانتصار الثورة وتكريس نموذج يقتدي به العالم". وخصلت الى القول "سيأتي الوقت وسيكتب عن هذه الثورة الملحمية".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسلسل حمام شامي ينقل سورية إلى صحراء أبوظبي مسلسل حمام شامي ينقل سورية إلى صحراء أبوظبي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya