الدارالبيضاء - جميلة عمر
لا حديث في الدارالبيضاء، صباح الإثنين، إلا عن نهاية حياة الفنانة الصاعدة، آمال معروف، التي فارقت الحياة تحت أنقاض العمارات الثلاثة، والتي انهارت قبيل فجر الجمعة الماضية.
وكانت الضحية الوحيدة التي كان لها أمل في الخروج من تحت الأنقاض بعدما ظلت تتصل بعائلتها لتشعرهم أنها لازالت حية، لكن رحى الموت لم تتركها لتضاف إلى باقي ضحايا الجشع والطمع، الذي امتلك قلب ابن صاحب العمارة الذي كان سببًا في تلك الفاجعة.
وتعتبر المرحومة الفنانة آمال معروف، من بين الممثلات الصاعدات، اللواتي بحثن عن الشهرة، وإثبات وجودهن في مجال التمثيل، فهي وحيدة والديها، والتي كانت تعيش مع أمها وجدتها في شقة في الطابق السفلي، في مكان الحادث، ولم تكن تعتقد أن شمعتها ستطفئ في حادث مؤلمة مثل هذا.
وكانت آخر ما نشرت الفنانة آمال المعروف، قبل أن تفارق الحياة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك"، مقولة للكاتبة الإماراتية شهرزاد، تقول فيها "أحببتك وكأنك آخر أحبتي على وجه الأرض، وعذبتني وكأني آخر أعدائك على وجه الأرض.."، ولم تكن تعلم الفنانة آمال أنها بعد 16 يومًا من احتفالها بعيد ميلادها ستفارق الحياة تحت أنقاض العمارة، التي كانت تسكن فيها مع والدتها فاطمة، وجدتها، ولم يكتب لها مع كامل الأسف الشديد، أن تنجو من بين أنقاض العمارات الثلاث المنهارة في حي بوركون، إذ لم تتمكن عناصر الوقاية المدنية من إنقاذها، رغم كل الجهود المبذولة.
وكانت آمال أجرت مكالمات من تحت الأنقاض، عبر هاتفها المحمول، تخبر فيها خالها، أنها ما زالت على قيد الحياة، ما جعلت جدتها ترابط أمام المبنى المنهار أملًا في نجدتها، لكن صعوبة استخراجها حال دون إنقاذ حياتها وحياة والدتها.
وأكَّدت جدة الفنانة آمال معروف، إلى "المغرب اليوم"، في موقع الحادث، والتي كانت تعاني من رضوض أصيبت بها أثناء الانهيار، قبل أن تنجو من الحادث، أنها "في الأول اعتقدت أنه زلزال خفيف، فخرجت من الشقة تهرول إلى الخارج، وحين حاولت الرجوع من أجل إشعار ابنتها بهول الحادث، سقطت العمارة، وسقطت معها ابنتها فاطمة وحفيدتها آمال".
وأضافت جدة آمال، "ومنذ ذلك الحين لم أغادر المكان، حيث كان لدي أمل أن تخرج ابنتي وحفيدتي سالمتين، ولاسيما بعدما أن أكدت آمال في مكالمة هاتفية مع خالها، أنها مازالت على قيد الحياة برفقة والدتها، وأنهما توجدان في وضع صعب بسبب عدم قدرتهما على التحرك، وساعتها ناشدت عناصر الوقاية المدنية التسريع في وتيرة أعمال البحث لإنقاذهما، لكن القدر كان أقوى من رجال الوقاية المدنية، إذ تم العثور عليهما جثتين تحت الأنقاض".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر