تعرف على مراحل تطور الأغاني الشعبية وفن العيطة في المغرب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يستنبط إيحاءاته من عبق التاريخ ومن مخزون الذاكرة

تعرف على مراحل تطور الأغاني الشعبية وفن "العيطة" في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعرف على مراحل تطور الأغاني الشعبية وفن

الفنان المغربي حجيب فرحان
الرباط - المغرب اليوم

يرجع تاريخ تشكل الأغاني الشعبية المغربية، ومنها فن العيطة، ببلادنا إلى قرون عديدة، وتطورها في شكله الحالي لم يكن بمحض الصدفة، بل له ارتباطات وامتدادات ضاربة في عمق التاريخ، ذلك أن الدراسات المهتمة بالبحث في هذا الفن بالمغرب تروم نحو كون هذا النمط الغنائي (العيطة) له جذور تؤسس لأصالته الفنية، وقذ ذهب الباحث "حسن نجمي" إلى اعتبار التحولات البنيوية التي أحدثها استقرار العناصر العربية على امتداد الساحل الأطلسي، وما حصل من اندماج وانصهار مع القبائل الأمازيغية بكل من مناطق الغرب والشاوية ودكالة والشياضمة وأحواز مراكش (...) أفرز أنماطا غنائية جديدة كانت من حيث أسلوب أدائها مزيجا من التقاليد الموروثة والممارسات الوافدة.

في السياق نفسه، فإن فن العيطة بالمغرب في شكله الحديث يستنبط إيحاءاته من عبق التاريخ ومن مخزون ذاكرة أسلاف شيوخ هذا الفن، وإذا أمعنا النظر في أغاني الفنان حجيب فرحان نلفي كون جل إيقاعاته مستلهمة من أصول رواد العيطة القدماء، كالشيخة خربوشة والشيخة حادة، ولحسن المسكيني، والشيخ الدعباجي، وخديجة مركوم، وفاطنة بنت الحسين، وولد امبارك الخريبكي، والشيخ عليوة، وولاد بنعكيدة، وولاد البوعزاوي، وغيرهم بكثير.

وللتدليل على هذا المعطى التاريخي، نلفي الفنان حجيب في بعض مقاطعه الغنائية يستوحي الموروث ويحن إليه إيقاعا ولحنا وإنشادا باستحضاره المقطوعات و"الوجبات" التي تدخل في إطار التغني برمزية أجواء المواسم والأولياء في تجاوب تام ومنسجم مع جدلية وأنطولوجية قداسة الأسماء والمكان:

مولاي عبد القادر الوالي

حنا جينا نزوروك

هبط راس المجبد

بالين الموسم جابد

بانوا ليا السرود

سلاحات كيف الياقوت

جانا قايد العونات

جانا قايد ولاد فرج

جانا القايد اجعيدات

جاو القواسم حكام الطير الحر

كلوا شريفي في الزاويا

جيت طالب العفو

مولاي عبد الله الوالي حنا جينا نزورك.

يستنطق في هذا الصدد الفنان حجيب التراث الغنائي المغربي الشعبي القديم ويحافظ على مضمونه بشكل متناسق رغم توظيفه لآلات موسيقية عصرية، وهذا لا يعني بتاتا كون الفنان لا يحاول التجديد والتطوير في أغنية العيطة المغربية، بل نلفيه طبعا في بعض أنشطته يؤسس لنمط غنائي جديد مع حرصه على الحفاظ على أصالة المضمون والدلالة واللغة رغبة منه في استكشاف عوالم إنشادية غنائية شعبية متطورة، مبررنا في هذا الطرح أغنية "اسمع آسيدي أسمع"

اسمع آسيدي أسمع

هلا يورينا فيك باس

أنا وانت والسامعين

وجميع الناس الحاضرين

اليوم الجمعة اليوم الاثنين

... ما داروا عوين

اليوم الجمعة اليوم الثلاث

خرجوا لبنات الهايجات

نطلب الله والنبي

السلطان الله ينصرو

ايدوم علينا سلامتو

المير كلمتو مسموعة

بلارج في السما

تيقلب على تهديدة

أسمع آسيدي اسمع.

هكذا يوازي الفنان بين الموروث الأصيل وبين تطوير أدائه الغنائي الشعبي في سمفونية متكاملة. هذا وإن دلالات وكلمات ومعجم أغاني حجيب تستمد عناصرها اللغوية من الواقع الاجتماعي المرتبط بفضاءات البادية المغربية، حيث كان الأجداد يضربون الأمثال للتعبير عن واقعهم المثخن بشتى العوائق المعبر عن فترات عصيبة وحرجة عاشها الشعب المغربي في مواجهته للمستعمر وأذنابه الذين كانوا يعيثون في البلاد والعباد فسادا وسطوا.

من هذا المنظور ذهب بعض الباحثين الأجانب إلى تعريف الأغنية الشعبية بكونها "الأغنية الشائعة أو الذائعة في المجتمع الشعبي، وأنها تشمل شعر وموسيقى الجماعات والمجتمعات الريفية التي تتناقل آدابها عن طريق الرواية الشفهية دونما حاجة إلى تدوين أو طباعة"، وهي في الآن نفسه تعبر عن جراحات الطبقات الشعبية المكلومة بالآهات والآلام بواسطة أفكار ومأثورات شعبية متداولة على الألسن وفي غالب الأحيان تكون مجهولة الأصل.

وعلى هذا الأساس، فإن أغاني حجيب بدورها تنحت مقوماتها الأسلوبية اللغوية من خطى واقع الحال الاجتماعي، فهو يعيد ترجمة العلاقات الإنسانية بواسطة لغة شعبية موسيقية مكسوة بأزياء تقليدية وعصرية ومعبرة عن رؤية اجتماعية، وفي غالب الأحيان تختزن وتمتلك بين ثناياها دلالات إنسانية ملؤها التسامح والتضامن والبحث عن الحرية.يستنبط إيحاءاته من عبق التاريخ ومن مخزون الذاكرة

 

قد يهمك ايضا
رامي عياش يؤكد أن الأغاني الشعبية موجة وستنتهي ولن تعيش

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على مراحل تطور الأغاني الشعبية وفن العيطة في المغرب تعرف على مراحل تطور الأغاني الشعبية وفن العيطة في المغرب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya